على الرغم من زيادة الولايات المتحدة منسوب الضغط السياسي والاقتصادي على إيران متوقعةً اقترابها من العودة إلى التفاوض، أعلنت طهران على لسان المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي اليوم السبت تفاصيل خطوتها الثالثة بشأن خفض التزاماتها في إطار الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه مع مجموعة الدول الكبرى (5+1) في عام 2015.
وأعلن كمالوندي في مؤتمر صحافي صباح السبت، أن إيران بدأت بتشغيل أجهزة متطورة للطرد المركزي لليورانيوم المخصب، ورفعت قيوداً على الأبحاث والتنمية كان الاتفاق النووي ينص عليها.
وقال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية "سنطور أجهزة طرد مركزي جديدة للأبحاث من أجل تلبية احتياجات البلاد"، مضيفاً أن لدى طهران "القدرة على تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز 20 في المئة".
ولفت كمالوندي إلى أنه "خلال الشهرين المقبلين سيصبح 164 جهازاً من أجهزة الطرد المركزي من طراز آي4 بحالة جاهزية للتشغيل"، مؤكداً أنه "بإمكان الصناعة النووية الإيرانية تحقيق أهدافها البعيدة المدى بسهولة".
كذلك حرص على التنويه بأن "إيران ستلتزم درجة الشفافية ذاتها حيال الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وليس لدينا خطط للحد من قدرتها على الوصول إلى مواقعنا النووية"، وإن قرار بلاده تقليص التزاماتها النووية "يمكن العدول عنه إذا وفت الأطراف الأخرى بتعهداتها".
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني أعلن مساء الأربعاء أن تلك الخطوة ستنطلق اعتباراً من يوم الجمعة (6/9/2019)، ما سيشكل مزيداً من الضغط على الدول الأوروبية الساعية إلى إنقاذ الاتفاق النووي.
واشنطن لم تُفاجأ
وسرعان ما استدعت المواقف الإيرانية رداً أميركياً، ورد على لسان وزير الدفاع مارك إسبر خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته الفرنسية فلورانس بارلي، فقال "لم اُفاجأ بإعلان إيران انها ستخرق الاتفاق حول النووي الايراني المبرم في 2015". وتابع "يخرقونه أصلاً. يخرقون معاهدة الحد من الانتشار النووي منذ سنوات بالتالي الأمر ليس مفاجئاً".
من جهتها، قالت بارلي إن بلادها ستواصل الجهود الرامية إلى دفع إيران إلى الالتزام الكامل بالاتفاق النووي المبرم عام 2015 وأضافت أن التحركات الأميركية والأوروبية لتعزيز أمن الخليج يجب أن تكون "متكاملة ومنسقة على نحو جيد".
وقالت بارلي في مؤتمر صحفي اليوم السبت مع وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر في باريس "بوسعنا فقط أن نؤكد هدفنا، وهو يتمثل في دفع إيران لاحترام اتفاق فيينا احتراماً تاماً". وأضافت "علينا أن نفعل كل ما في وسعنا للمساهمة في تخفيف التوتر مع إيران وضمان سلامة الملاحة البحرية".
أما بريطانيا فاعتبرت قرار ايران تشغيل أجهزة طرد مركزي متطورة "مخيباً للغاية".
مناشدة أوروبية
الوكالة الدولية
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
آمال أوروبا القلقة
التعاون مطلوب
وفي تقريرها الأخير بشأن البرنامج النووي الإيراني، الصادر في 30 أغسطس (آب) الماضي، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرّية إنها تواصل عملها في مجال التحقّق، عبر كاميرات وزيارات ميدانية. لكن الوكالة ذكّرت بأن أنشطتها الرقابية "تتطلب تعاوناً كاملاً وتفاعليّاً من جانب إيران".