Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خيام نازحي غزة ليست آمنة حتى لو كانت في المواصي

الجيش الإسرائيلي يستهدف أماكن الإيواء ضمن المناطق الرملية بخان يونس والقتل لا يستثني من يرفعون الرايات البيضاء

هرب سكان غزة من الاجتياح البري إلى المواصي ونصبوا خيامهم فيها (أ ف ب)

ملخص

المواصي الآمنة يقتحمها الجيش الإسرائيلي على غفلة… ماذا يجري في خان يونس؟

المواصي ربما قرأتم الاسم أكثر من مرة، نعم هي بقعة الأرض التي طلب الجيش الإسرائيلي من معظم سكان قطاع غزة النزوح إليها وحددها على خرائطه التي ينشرها بصورة يومية أنها منطقة إنسانية آمنة.

على مدى الأشهر الأربعة الماضية ظل سكان غزة من جميع مناطق التوغل البري ينزحون ويتكدسون في المواصي، هرباً من الموت ونصبوا خيامهم فيها، على اعتبار أنها آمنة كما يصنفها الجيش الإسرائيلي، لكن الآن تجري فيها الدبابات والطائرات عملية عسكرية مدمرة.

هجوم المواصي

في الـ13 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، طلب الجيش الإسرائيلي للمرة الأولى من سكان شمال غزة إخلاء بيوتهم والنزوح إلى منطقة المواصي في مدينة خان يونس جنوباً، ومنذ ذلك الوقت وهو يأمر سكان جميع مناطق القطاع التي تشهد توغلاً برياً بالتوجه إلى تلك البقعة.

إلا أنه غداة مقتل 24 جندياً إسرائيلياً في غزة، شن الجيش هجوماً مكثفاً على كامل مدينة خان يونس بما فيها منطقة المواصي، واستهدف خيام النازحين التي حرق بعضها وانهار الجزء الآخر على الهاربين من القصف نتيجة الغارات.

تمتد منطقة المواصي حتى 14 كيلومتراً غرب مدينة خان يونس، وهي عبارة عن قطعة أرض رملية فارغة من المباني السكنية والبنية التحتية، وعلى رغم ذلك تضم جامعتين ومدرسة ومقراً للأمم المتحدة تابعاً لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).


وفي إطار العملية العسكرية التي تنفذها إسرائيل في خان يونس، شن الجيش غارات جوية على شكل أحزمة نارية، بالتزامن مع توغل المدرعات برياً، حتى وصلت الدبابات إلى المواصي وحاصرت مراكز الإيواء التي يسكنها عشرات آلاف النازحين.

ضحايا جدد

بحسب توثيق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، فإن القصف الإسرائيلي استهدف خمسة مراكز إيواء، وهي جامعة الأقصى حيث سقط خمسة ضحايا ومقر الكلية الجامعية حيث قتل مدني، إضافة إلى مدرستين تؤويان النازحين ومبنى الأمم المتحدة.

يقول مدير المرصد الأورومتوسطي رامي عبده "اضطر آلاف النازحين في المنطقة إلى تجربة الهرب مرة أخرى، فبعضهم اتجه نحو رفح أقصى الجنوب، وآخرون صوب دير البلح، وجرى استهداف بعضهم من الجيش الإسرائيلي أثناء تحركهم".

وأكد أن استهداف المواصي المنطقة الآمنة ومقر النازحين ينتهك قواعد القانون الدولي، كما يتضح أن الجيش يخرق مبدأ التمييز ولا يراعي معايير التناسبية والضرورة العسكرية.

ويشير عبده إلى أن قوانين الحرب تحظر تحت أي مبرر استهداف المدنيين وتعتبر تهجيرهم قسرياً انتهاكاً جسيماً يصل إلى حد جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، لافتاً الى أن إسرائيل تصر على تنفيذ عمليات نقل قسري للمدنيين في قطاع غزة خارج نطاق القانون، والأخطر أنها تمنح نفسها ترخيصاً لاستهداف من يرفض أمر الإخلاء باعتبارهم إرهابيين.

في منطقة المواصي الإنسانية الآمنة سقط 70 ضحية، وفقاً لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية التي يقول المتحدث باسمها أشرف القدرة "لم يعد هناك مكان آمن في غزة"، ويتساءل "لماذا لم تحذر إسرائيل النازحين في تلك المنطقة قبل الهجوم".

نزوح جديد

ومن أمام الدبابات التي توغلت للمرة الأولى فر النازحون، ويقول هشام العشي "هربت مشياً عندما رأيت المدرعات، وتركت أطفالي يواجهون مصيرهم، وها أنا جالس على الطريق أتفقد حشود الناس لعلي أجد عائلتي بينهم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويضيف أن "هناك قتلى على الأرض، لقد تركناهم خلفنا، رأيت أشخاصاً يحملون رايات بيضاء لكن الجيش أطلق عليهم النار وسقطوا ضحايا، للحظة شعرت بأن رصاصة ستخترق جسدي، لكني نجوت".

من بين الناجين أيضاً ميسرة العجلة الذي يقول "نزلت على خيمتي قذيفة وكتلة لهب، تسببت باشتعال النار في الخيمة، ابنتي إلى جواري احترقت هي وزوجتي، ومن هول المشهد ركضت من دون تفكير".

ويضيف أن "جميع الطرق مغلقة بالدبابات، فمشيت في طريق التفافي صعب تحت نيران القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي، وقطعت خمسة كيلومترات بدلاً من 500 متر، مما جعل عملية النزوح معقدة وصعبة".

حصار خان يونس

لم تقتصر العملية العسكرية على منطقة المواصي، وشملت مدينة خان يونس بأكملها، بما في ذلك مجمع ناصر الطبي والمستشفى الميداني الأردني ومقر الهلال الأحمر، وجميع هذه المرافق الصحية سقطت فيها شظايا وأصبحت في دائرة الخطر.

من جهته، يقول المتحدث باسم الهلال الأحمر محمد أبو مصبح "بسبب ما يجري لا يمكن لسيارات الإسعاف التحرك والوصول إلى المستشفيات في خان يونس، إذ إن كثافة النيران تمنع نقل الجرحى الخطرين إلى المستشفى الميداني الأردني، والدبابات أغلقت جميع طرق المدينة".

وبعد ساعات طويلة من القتال، حاصر الجيش الإسرائيلي كامل مدينة خان يونس، ويؤكد المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي تطويق خان يونس بالكامل، متوقعاً أن تشتد ضراوة المعارك هناك.

على إثر هذا الحصار، يقول المتحدث باسم "أونروا" كاظم أبو خلف إن "أكبر مقار الأمم المتحدة الذي تحول إلى أضخم ملجأ تعرض للقصف، في حين أن موظفي الأمم المتحدة والنازحين محاصرون ولا يستطيعون التحرك".

حسم المعركة

وأوضح أدرعي أن قوات الجيش تشن هجوماً على قلب منطقة خان يونس التي تعد مركز ثقل محوري ومهم لمسلحي حركة "حماس"، شارحاً أنهم يحاولون حسم المعركة بعدما دفعت القيادة بأربع ألوية للمشاركة في اقتحام المدينة.

وعلى رغم ضراوة المعارك في خان يونس بما فيها المواصي، إلا أن أدرعي يؤكد أن المنطقة الأخيرة آمنة، ويضيف أنه "طلبنا من سكان بعض أحياء خان يونس ومخيمها المغادرة إلى منطقة المواصي باعتبارها آمنة لأن الجيش سيوسع من رقعة العملية البرية هناك".

ما حدث في المواصي أثار غضب السلطة الفلسطينية، ويقول المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة "يجب أن يكون هناك تدخل دولي لمنع تهجير سكان مدينة خان يونس، ما يجري في المواصي جريمة حرب لا يمكن السكوت عنها".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات