Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أي مستقبل ينتظره سكان غزة بعد الحرب؟

تعمل الجهات الإسرائيلية والأميركية والفلسطينية بصورة جدية على تسليم الأخيرة إدارة شؤون القطاع

ملخص

لم يأخذ أي طرف رأي سكان غزة في مستقبلهم، لكن "اندبندنت عربية" استمعت لوجهات نظرهم

بمزيج من المشاعر المتناقضة بين السخرية والأمل استقبل سكان غزة خبراً مفاده أن "الجهات الإسرائيلية والأميركية والسلطة الفلسطينية تجري محادثات جدية لتسليم الأخيرة إدارة شؤون قطاع غزة بعد الحرب".

وتولدت المشاعر المتناقضة لدى سكان غزة بسبب ما أصابهم من دمار وقتل خلال الحرب التي يأملون في أن تتوقف من دون أن يأبهون لمن يحكمهم ولا يعيرون هذا الملف أي اهتمام من الأساس، على رغم أن عدم التوصل إلى رؤية حوله يعرقل مساعي اتفاق ينهي القتال ويطيل أمده.

لا وقت للتفكير

يسخر سكان غزة من هذا الملف على اعتبار أن جميع الأطراف تتصارع لإدارة القطاع، فيما لا أحد يأخذ رأيهم حول مستقبلهم السياسي، على رغم أنهم دفعوا أكبر ثمن في هذه الحرب من ناحية القتل والاستغلال. فيما ينمو شعور الأمل لدى السكان على اعتبار أن دراسة اليوم التالي للحرب ووضع الخطط له، ربما يوحي بموعد انتهاء القتال والعودة لغزة، وهذا ما يحلمون فيه فقط، لكن حتى الأشخاص الذين لديهم تفاؤل لا يبدون أي اهتمام بشكل الحكومة الجديدة.

يقول المواطن تامر "سكان غزة لا يملكون الوقت للتفكير في الأمور السياسية، هذا شيء من الترف. على المستوى الشخصي لا يهمني كثيراً إذا بقيت (حماس) على سدة الحكم، أو عادت السلطة لتمسك زمام الأمور، هذا ملف يستدعي السخرية، في الحالتين غزة تدمرت ولم تعد كما كانت، لم يتبق شيء لأحد حتى يحكمه". ويضيف، "ما يريده سكان غزة شيء بسيط وواضح، أن تتوقف الحرب التي تضر بنا كمدنيين ويتوقف استغلال الناس، ثم بعد الحرب أن نعيش حياة كريمة فيها فرص عمل وفيها إعادة إعمار، تختلف عن حياتنا السابقة التي كانت ألماً فقط نتجرعه كل لحظة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

صراع الأطراف على حكم غزة

تتصارع جميع الأطراف على مستقبل غزة، إذ تريد حركة "حماس" البقاء في سدة الحكم، وظهر ذلك مرتين، الأولى عندما قال نائب رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" خليل الحية "وأهم من يفكر في اليوم التالي للحركة، اليوم التالي للحرب هو انتصار لـ(حماس)".

أما المرة الثانية كانت قبل أيام، عندما طرحت رؤيتها للتوصل إلى وقف إطلاق النار وتضمنت "انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من القطاع وضمانات دولية للحفاظ على حكمها مقابل إطلاق سراح الرهائن"، لكن ذلك وجد رفضاً إسرائيلياً، إذ أعلن عضو مجلس الحرب الوزير جدعون ساعر "بالطبع لن نتفق لأن علينا العودة للحياة في المنطقة من دون (حماس)، حتى لو لزم الأمر سنوات طويلة".

بالنسبة إلى السلطة الفلسطينية فتريد هي الأخرى العودة لغزة، لكن بشروط أوضحها الرئيس محمود عباس بأنها وقف القتال وفتح الأبواب للمساعدات الإنسانية، ومنع هجرة الفلسطيني خارج وطنه مقابل تحمل مسؤولياتها في غزة وباقي الأراضي الفلسطينية.

أما إسرائيل فتبدو أنها تائهة في شأن مستقبل غزة، مرة يتحدث رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو بأنه يرغب في السيطرة الأمنية، وتارة يريد تسليم القطاع للعشائر، ومرة أخرى لا يمانع التوصل إلى اتفاق مع الأطراف الفلسطينية، أما وزراؤه منقسمون بين ضرورة إيجاد حل مع "حماس" وآخرون لا يمانعون تسليم غزة للسلطة، وثلة ثالثة تريد احتلالها.

والولايات المتحدة هي الأخرى، كانت تتحدث عن تقوية السلطة الفلسطينية لتحمل زمام الأمور في غزة، ثم أصبحت ترغب في مشاركة "حماس" في الحكم، لكن موقفها بقي ثابتاً وعلى لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل قال "غزة يجب أن تظل أرضاً فلسطينية، ويجب أن يحكمها الشعب الفلسطيني".

 

 

رفض حكم إسرائيل

وفيما لا يملك أي طرف رؤية واضحة لحكم غزة ومستقبلها، فإن سكان غزة أصيبوا بالإحباط من هذا الملف السياسي بالدرجة الأولى، لكن جميعهم متفقون على رفض حكم إسرائيل القطاع بعد توقف القتال.

يقول المواطن زين، "عندما سألت عن مستقبل غزة ضحكت، أي مستقبل ينتظرنا، لا داعي للتفكير في شكل الحكم، المهم أن يعمل الطرف الذي يتولى زمام الأمور على توفير حياة كريمة لنا، سواء كانت السلطة الفلسطينية أو (حماس) أو حتى قوات دولية". ويضيف، "حتى لا تصبح حرباً بعد الحرب يجب أن تتفق (حماس) والسلطة الفلسطينية على حكومة مشتركة بينهم، والمهم بالنسبي لي أن توفر هذه المؤسسة قوت يومنا بالمجان تعويضاً عن الاستغلال الذي عشناه في الحرب، وأن تعيد لنا الحياة والأمل".

رغبة في إنهاء حقبة الحروب

من وجهة نظر دنيا فهي ترفض أن تبقى "حماس" على سدة الحكم، وأيضاً تراوغ في شأن موافقتها على عودة السلطة الفلسطينية لغزة، لكن تؤكد أنها تؤيد حكومة رجال أعمال أو ما يسمى حكومة تكنوقراط، لأنها يئست من السياسة التي بسببها عاشت السيدة حروباً وحصاراً على مدار 17 سنة.

وتتفق ندرين مع سابقتها، إذ ترغب هي الأخرى في حياة كريمة ليس فيها نزاعات سياسية، لكنها تقول "لا يهمني إذا بقيت (حماس) على سدة الحكم، لكن هناك شرطاً أن تغير طبيعة حكمها، ولا يتغير معي شيء إذا عادت السلطة لتمسك غزة، لكن يجب أن تعمل على توفير حياة أفضل".

يراوغ فضل في الإجابة، ويقول "لا أريد مزيداً من الحروب، نحن نريد إنهاء الصراع والعيش بسلام، وعليك أن تفهم معنى كلامي وتستنبط لوحدك ما هي رغبتي في شكل مستقبل غزة".

يختصر محمد الغلبان، ما يدور في تفكير سكان غزة قائلاً "(حماس) بصورتها السابق قبل الحرب لن تكون قادرة على حكم غزة، هذا لا يعني أننا ضد المقاومة، الناس ما زالوا مع خيار النضال، لكن لا بد من ترتيب الأوضاع السياسية وخيارات المقاومة بما يتناسب مع تحسين حياة المواطن وعدم المغامرة بحروب مكلفة". ويضيف، "إذا كانت قيادة (حماس) تفكر بطريقة الحفاظ على سكان غزة عليها التنازل عن الحكم والبقاء كفصيل سياسي، يجب أن تكون هناك جهة قادرة على الحكم تحقق مطالب أهالي غزة التي تتلخص بتحقيق حياة كريمة".

ويشير إلى أنه يجب أن تحكم السلطة الفلسطينية القطاع، لأنها قادرة على إعادة إعماره وتحسين ظروف حياة السكان، وتحظى بدعم دولي كما أن لديها مشروع إقامة دولة فلسطينية، وهذا ما نريده كمواطنين عاديين.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير