Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مليونيرات يطالبون برفع الضرائب على أصحاب الثروات الفاحشة

يعتقد بعض الأثرياء في دول "مجموعة الـ20" أن الثروات الهائلة تشكل "تهديداً للديمقراطية"

اتفق أكثر من نصف الأشخاص الذين أدلوا بآرائهم على أن الثروات الفاحشة تشكل تهديداً للديمقراطية (شاترستوك)

ملخص

"نحن الأغنياء، سئمنا التقاعس المستمر عن العمل. وليس من المستغرب أن يفقد أفراد الطبقة العاملة الذين يكافحون على الخطوط الأمامية لاقتصاداتنا غير المتوازنة، صبرهم"

أظهر استطلاع للرأي أن معظم أصحاب الملايين والمليارات في دول "مجموعة الـ20" G20، يؤيدون دفع ضرائب أعلى على ثرواتهم، في حين رأى نصف عددهم تقريباً أن الثروات الهائلة تشكل "تهديداً للديمقراطية".

واستناداً إلى بحث استقصائي أجرته منظمة "مليونيرات وطنيون"  Patriotic Millionaires (منظمة غير حزبية تضم أميركيين من ذوي الثروات العالية يروجون لإعادة هيكلة النظام الضريبي في الولايات المتحدة بحيث يدفع الأثرياء حصة أكبر من دخلهم في الضرائب)، فإن بعض أغنى الناس في العالم، لديهم مخاوف في شأن الأخطار المحتملة للتركيز الشديد للثروة، وتأثير ذلك في الديمقراطية.

وقد وقع نحو 250 مليونيراً على رسالة مفتوحة تحض زعماء العالم المشاركين في "المنتدى الاقتصادي العالمي" World Economic Forum في دافوس، على زيادة ضرائبهم.

وطلبت الرسالة - التي تحمل عنوان "فخورون بدفع مزيد" Proud to Pay More - من زعماء العالم في دافوس، دعوة أغنى الناس في مجتمعاتهم، إلى تحويل الثروات الخاصة الهائلة وغير المنتجة التي لديهم، نحو استثمارات من شأنها أن تعالج الأزمات الاقتصادية المختلفة في دول العالم.

وطالب أثرياء من 17 دولة - بمن فيهم المخرجة أبيغيل ديزني، والممثلون برايان كوكس وسايمون بيغ وفاليري روكفلر، والوريثة النمسوية مارلين إنغلهورن، ومؤسس "ريفرفورد" Riverford للمنتجات الزراعية العضوية غاي سينغ واتسون - بفرض مزيد من الضرائب على الأثرياء.

وقال المزارع ورجل الأعمال البريطاني سينغ واتسون: "يبدو أن هذا الاستطلاع يظهر أن العالم كله، بما فيه أغنى الناس، يريد فرض ضرائب على أصحاب الثراء الفاحش".

وأضاف: "نحن الأغنياء، سئمنا التقاعس المستمر عن العمل. وليس من المستغرب أن يفقد أفراد الطبقة العاملة الذين يكافحون على الخطوط الأمامية لاقتصاداتنا غير المتوازنة، صبرهم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشارت الرسالة إلى أن "واقع عدم المساواة قد بلغ نقطة تحول"، وأن كلفته عالية على الاستقرار الاقتصادي والمجتمعي والبيئي.

ونبهت إلى أنه "إذا فشل صناع السياسات في الاقتصادات الرائدة في العالم في معالجة القضية المتصاعدة المتمثلة في عدم المساواة الاقتصادية، فإن المجتمع سيظل يواجه عواقب كارثية".

الوريثة النمسوية والمؤسسة المشاركة لشركة "تاكس مي ناو" Taxmenow مارلين إنغلهورن، رأت أن سنة 2024 "يمكن أن تكون بداية تغيير حقيقي إذا ما أخذت حكومات ’مجموعة الـ20‘ على محمل الجد مسألة جمع مزيد من الضرائب من أشخاص مثلي".

وأضافت أنه "في ظل الشعبوية والثروات التي تتراكم بسرعة، لا يمكننا أن نتحمل سنة أخرى من الإهمال الاقتصادي من دون تعريض الديمقراطية لمزيد من الأخطار" [غالباً ما تكتسب الشعبوية قوة جذب في البيئات التي يوجد فيها انقسام ملموس أو حقيقي بين عامة السكان والنخبة أو الأقوياء. وفي هذه الحالة فإن "الثراء الفاحش" الذي تتمتع به مجموعة صغيرة ثرية تتناقض بشكل حاد مع الواقع الاقتصادي للأغلبية. ومن الممكن أن يؤدي هذا التفاوت الصارخ إلى تغذية الحركات الشعبوية].

البحث الذي أجرته وكالة "سورفايشن" Survation لاستطلاعات الرأي وأبحاث السوق، بطلب من منظمة "مليونيرات وطنيون"، شمل أكثر من 2300 شخص من دول "مجموعة الـ20" يمتلك كل منهم أصولاً قابلة للاستثمار تزيد على مليون دولار.

وقد صدرت نتائجه في وقت تم توجيه الرسالة المفتوحة، وتبين منها أن 74 في المئة من الأثرياء يدعمون فرض ضرائب على ثرواتهم، للمساعدة في معالجة أزمة ارتفاع كلفة المعيشة وتحسين الخدمات العامة.

وأيد عدد متساو تقريباً من أصحاب الملايين، بنسبة 75 في المئة، إضافة ضريبة الثروة بنسبة اثنين في المئة على أصحاب المليارات، التي كان قد اقترحها "مرصد الضرائب في الاتحاد الأوروبي" EU Tax Observatory في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2023.

كما اتفق أكثر من نصف الأشخاص الذين أدلوا بآرائهم - أي نحو 54 في المئة - على أن الثروات الفاحشة تشكل تهديداً للديمقراطية.

الممثل كوكس الحائز جائزتي "إيمي" و"غولدن غلوب"، اعتبر أن وقت التحرك قد مضى منذ فترة طويلة، وحذر من العواقب الوخيمة.

وخلص ممثل مسلسل "ساكسيشن" Succession الذي تعرضه شبكة "أتش بي أو" HBO إلى القول إن "أصحاب المليارات يستغلون ثرواتهم الهائلة للحصول على مزيد من السلطة والنفوذ السياسيين، مما يقوض في الوقت نفسه الديمقراطية والاقتصاد العالمي".

© The Independent