Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

4 ملفات رئيسة على طاولة "دافوس" غدا

أجندة الحدث العالمي تعج بقضايا المناخ والفوضى والحرب ودعوات إلى النظر في الأسباب الجذرية للأزمات

سيرحب الاجتماع السنوي هذا العام بأكثر من 100 حكومة وجميع المنظمات الدولية الكبرى (أ ف ب)

ملخص

حلم المنتدى الاقتصادي العالمي في عالم ينعم بالسلام والرخاء والعولمة تحطم بسبب التطورات الأخيرة

حجزت سيارات الليموزين وامتلأت الفنادق بالتحضيرات الرفيعة المستوى، وحولت المتاجر إلى مكاتب منبثقة لعمالقة التكنولوجيا، فمهرجان دافوس السنوي للحوارات على وشك البدء، ولكن المزاج الجماعي للمشاركين البالغ عددهم 2800 لم يكن مبتهجاً على الإطلاق وهم يشقون طريقهم إلى دافوس بلدة جبال الألب الصغيرة التي خلدها توماس مان في روايته "الجبل السحري" لحضور الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي (WEF) الذي ينطلق غداً الإثنين ويستمر حتى الـ19 من يناير (كانون الثاني) الجاري.

هناك أربعة عناصر ستهيمن على حدث هذا العام: الصراعات، والحرب الباردة الجديدة، والمناخ، والفوضى واحتمال حدوثها، التي تنشأ نتيجة لسوء استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل الدول المعادية والمجرمين، وكما جرت العادة سيكون هناك كثير من الحفلات والصفقات التجارية التي تبرم خلف الأبواب المغلقة، ولكن حلم المنتدى الاقتصادي العالمي في عالم ينعم بالسلام والرخاء والعولمة تحطم بسبب التطورات الأخيرة.

وقال كلاوس شواب الذي أسس المنتدى في أوائل السبعينيات وما زال الرئيس التنفيذي له "إننا نواجه عالماً منقسماً وانقسامات مجتمعية متزايدة، مع انتشار عدم اليقين والتشاؤم، وعلينا أن نعيد بناء الثقة في مستقبلنا من خلال تجاوز إدارة الأزمات، والنظر في الأسباب الجذرية للمشكلات الحالية، وأن نبني معاً مستقبلاً واعداً أكثر".

أخطار تصعيد الصراعات

وسلطت الهجمات على السفن في البحر الأحمر من قبل الحوثيين المدعومين من إيران الضوء على أخطار تصاعد الحرب بين إسرائيل و"حماس" إلى صراع أوسع في الشرق الأوسط، وحتى الآن ثبت أن المخاوف من أن تؤدي هجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى تكرار صدمة الطاقة التي حدثت عام 1973 وزيادة في كلفة النفط الخام بمقدار أربعة أضعاف لا أساس لها من الصحة، وفق ما تقول "الغارديان"، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن الطلب على النفط كان ضعيفاً، ولكن أيضاً لأن القتال إلى حد كبير اقتصر على غزة، في حين قدمت عملية إعادة توجيه سفن الشحن المطولة حول رأس الرجاء الصالح إشارة إلى ما يمكن أن يحدث إذا امتدت الحرب إلى لبنان.

أدت الأحداث في الشرق الأوسط إلى تراجع الاهتمام في الأشهر الأخيرة بالحرب بين أوكرانيا وروسيا، التي ستدخل قريباً عامها الثالث. وتستضيف أوكرانيا وسويسرا نحو 120 مستشاراً للأمن القومي اليوم الأحد في دافوس، ضمن سلسلة اجتماعات لحشد الدعم لخطة السلام في كييف، ولكن مع عدم مشاركة روسيا في المحادثات، فإن فرصة انتهاء الصراع ضئيلة. وسيحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المجتمع الدولي على زيادة إمدادات المعدات العسكرية عندما يتحدث أمام المنتدى الاقتصادي العالمي الثلاثاء المقبل. وأعلنت بريطانيا الجمعة الماضي عن زيادة مساعداتها العسكرية إلى 2.5 مليار جنيه استرليني (3.1 مليار دولار) اعتباراً من أبريل (نيسان) المقبل، أي بزيادة 200 مليون جنيه استرليني (254.9 مليون دولار) عن السنوات السابقة.

وزيلينسكي هو واحد من أكثر من 60 رئيس دولة وحكومة في دافوس هذا العام، وهي قائمة تضم أيضاً الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الليبرالي الجديد للأرجنتين خافيير مايلي، في حين لن يحضر الزعيم الصيني شي جينبينغ، لكن بكين ستظل ترسل وفداً كبيراً برئاسة رئيس الوزراء لي تشيانغ، وسوف يتم تحليل خطاب لي بعناية بحثاً عن أي علامات تدل على ذوبان الجليد في العلاقات الفاترة على نحو متزايد بين الصين والولايات المتحدة.

الاستخدام السيئ للذكاء الاصطناعي على قمة أجندة دافوس

وهناك خطران كانا يبدوان ذات يوم وكأنهما غيوم في الأفق البعيد، وأصبحا الآن خطرين مباشرين هيمنا على تقرير الأخطار العالمية السنوي، الذي أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي، إذ احتل استخدام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا لأغراض شريرة، ونفاد الوقت لمنع الاحتباس الحراري العالمي من الوصول إلى نقطة التحول صدارة الأخطار العالمية لعام 2024.

وفي المؤتمر السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي، الذي يجمع كبار المديرين التنفيذيين والسياسيين والمليارديرات، يعد الذكاء الاصطناعي أحد الموضوعات الأساس، وموضوعاً في عديد من اللوحات والأحداث.

وفي تقرير إدارة الأخطار، قال المنتدى إن الدعاية الكاذبة المكتوبة والمعززة بواسطة روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي هي أكبر خطر على المدى القصير على الاقتصاد العالمي. ويشارك نحو نصف سكان العالم في الانتخابات هذا العام في دول من بينها الولايات المتحدة والمكسيك وإندونيسيا وباكستان، ويشعر الباحثون في مجال المعلومات المضللة بالقلق من أن الذكاء الاصطناعي سيجعل من السهل على الناس نشر معلومات كاذبة وزيادة الصراع المجتمعي.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الجمعة الماضي أن الدعاة الصينيين يستخدمون الذكاء الاصطناعي لمحاولة التأثير في السياسة في تايوان. وقال مسؤولون حكوميون إن المحتوى الذي أنشئ بواسطة الذكاء الاصطناعي يظهر في مقاطع الفيديو الإخبارية المزيفة في تايوان.

وجاء تقرير المنتدى بعد يوم واحد من إعلان "فينر" في تقريرها السنوي أن الذكاء الاصطناعي أثار "مخاوف في شأن الدقة والخصوصية والتحيز والملكية الفكرية" حتى عندما يوفر مكاسب محتملة من جهة الكلفة والكفاءة.

النظام المالي وعيوب تصميم الذكاء الاصطناعي

وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قالت لجنة مراقبة الاستقرار المالي التابعة لوزارة الخزانة الأميركية، التي تراقب النظام المالي بحثاً عن السلوك المحفوف بالأخطار، إن عيوب تصميم الذكاء الاصطناعي غير المكتشفة يمكن أن تؤدي إلى قرارات متحيزة، مثل رفض القروض لمقدمي الطلبات المؤهلين.

وأضافت اللجنة أن الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتدرب على مجموعات ضخمة من البيانات، يمكن أن يتوصل أيضاً إلى استنتاجات غير صحيحة تماماً تبدو مقنعة. وأوصى مجلس مراقبة الاستقرار المالي، الذي ترأسته وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، بأن يكرس المنظمون والصناعة المالية مزيداً من الاهتمام لتتبع الأخطار المحتملة التي تنشأ عن تطوير الذكاء الاصطناعي.

وكان رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصة الأميركية (SEC)، غاري جينسلر، من بين أكثر منتقدي الذكاء الاصطناعي صراحة. وفي ديسمبر الماضي طلبت وكالته معلومات حول استخدام الذكاء الاصطناعي من عديد من مستشاري الاستثمار، وفقاً لرئيس جمعية مستشاري الاستثمار كارين بار، وهي مجموعة صناعية. وجاء طلب الحصول على المعلومات، المعروف باسم "المسح"، بعد خمسة أشهر من اقتراح اللجنة قواعد جديدة لمنع تضارب المصالح بين المستشارين الذين يستخدمون نوعاً من الذكاء الاصطناعي المعروف باسم تحليلات البيانات التنبئية وعملائهم.

وقالت هيئة الأوراق المالية والبورصة الأميركية في وضع القواعد المقترحة "إن أي تضارب في المصالح ناتج من ذلك يمكن أن يسبب ضرراً للمستثمرين بطريقة أكثر وضوحاً وعلى نطاق أوسع مما كان ممكناً في السابق".

وفي العام الماضي تصارع السياسيون وصناع السياسات في جميع أنحاء العالم أيضاً لفهم كيفية تناسب الذكاء الاصطناعي مع المجتمع، وعقد الكونغرس الأميركي جلسات استماع متعددة، وأصدر الرئيس بايدن أمراً تنفيذياً يقول إن الذكاء الاصطناعي هو "التكنولوجيا الأكثر أهمية في عصرنا". وعقدت بريطانيا منتدى عالمياً للذكاء الاصطناعي، إذ حذر رئيس الوزراء ريشي سوناك من أن "البشرية قد تفقد السيطرة على الذكاء الاصطناعي تماماً". وتشمل المخاوف خطر استخدام الذكاء الاصطناعي "التوليدي" - الذي يمكنه إنشاء نصوص ومقاطع فيديو وصور وصوت - لإنشاء معلومات مضللة، أو إزاحة الوظائف، أو حتى مساعدة الأشخاص على صنع أسلحة بيولوجية خطرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار نقاد التكنولوجيا إلى أن بعض القادة الذين دقوا ناقوس الخطر، مثل الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن أي آي" سام ألتمان، ما زالوا يدفعون نحو تطوير التكنولوجيا وتسويقها تجارياً، واتهمت الشركات الصغيرة شركات الذكاء الاصطناعي ذات الثقل مثل "أوبن أي آي" و"غوغل" و"مايكروسفت" بالمبالغة في أخطار الذكاء الاصطناعي لتحفيز التنظيم الذي من شأنه أن يجعل من الصعب على الداخلين الجدد المنافسة.

وقالت كبيرة علماء الأخلاقيات في "هاغينغ فيس" مارغريت ميتشل، وهي شركة ناشئة مفتوحة المصدر للذكاء الاصطناعي ومقرها نيويورك، لصحيفة "واشنطن بوست"، "الأمر المتعلق بالضجيج هو أن هناك انفصالاً بين ما يقال وما هو ممكن في الواقع... أمضينا فترة شهر عسل إذ كان الذكاء الاصطناعي التوليدي جديداً تماماً على الجمهور ولم يتمكنوا من رؤية سوى الأشياء الجيدة، وعندما بدأ الناس في استخدامه كان بإمكانهم رؤية جميع المشكلات المتعلقة به".

"ليست كل الأخبار سيئة"

ولكن ليست كل الأخبار سيئة، فقبل عام كانت هناك مخاوف من حدوث ركود مؤلم وطويل الأمد مع قيام البنوك المركزية برفع أسعار الفائدة رداً على أعلى معدل تضخم في الغرب منذ أربعة عقود، ومع بداية عام 2024 بدأ التضخم في الخفض، وتتوقع الأسواق المالية تخفيضات في كلفة الاقتراض الرسمية. وعلى رغم أن منطقة اليورو وبريطانيا ربما لا تزال تعاني الركود الفني، فإن الألم يبدو قصير الأجل.

ومع ذلك فإن أي تفاؤل سيكون حذراً، ففي السنوات الأربع الماضية عانى الاقتصاد العالمي كوفيد، وأزمة كلفة المعيشة والحرب، وفي دافوس 2024 سيدور الحديث حول ما يمكن أن يحدث من أخطاء بعد ذلك.

وسيوفر الاجتماع السنوي الـ54 للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي ينطلق غداً الإثنين مساحة بالغة الأهمية للتركيز على المبادئ الأساس التي تقود الثقة، بما في ذلك الشفافية والاتساق والمساءلة.

وسيرحب الاجتماع السنوي هذا العام بأكثر من 100 حكومة، وجميع المنظمات الدولية الكبرى، وشركاء المنتدى الـ1000، إضافة إلى قادة المجتمع المدني والخبراء وممثلي الشباب وأصحاب المشاريع الاجتماعية.

برنامج اليوم الأول لدافوس

سيتعرف العالم في حفل افتتاح الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي إلى الفائزين بجوائز "كريستال 2024، وهم قادة ثقافيون استثنائيون يكرمون لعملهم في تعزيز الحفاظ على الحياة البرية وحماية البيئة وحقوق الإنسان والتفاهم بين الثقافات.

يؤكد الحفل الحاجة الملحة إلى العمل البيئي، ويقدم رسالة مدوية مفادها أنه في مواجهة التحديات الملحة التي يواجها كوكب الأرض فإن دمج الفن والدعوة لديه القدرة على إلهام استجابة جماعية.

وإلى جانب الاحتفال بالفنانين الاستثنائيين يفتح المنتدى منصته للفنانين والقادة الثقافيين والمؤسسات الثقافية، للمشاركة في تطوير المعارض والعروض والتجارب والحلقات النقاشية التي لديها القدرة على تعزيز التغيير الثقافي الشامل والمستدام.

يقول القائمون على دافوس إن فلسفة الانفتاح لديها القدرة على تسريع الإنجازات في مجال البحث والتكنولوجيا في حين تواجه بشكل مباشر أسئلة حول الجدارة بالثقة والتحيز في العلوم.

والسؤال الأبرز الذي سيطرحه المنتدى المفتوح هو ما الذي يمكن أن يفعله المجتمع العلمي العالمي لتعزيز أشكال جديدة من التعاون والتكرار في العلوم لتسريع التقدم؟

وانطلاقاً من روح دافوس، يهدف المنتدى المفتوح إلى تحفيز الحوار بين قادة الفكر حول قضايا تتراوح ما بين الهياكل السياسية الحالية والاهتمامات الجيوسياسية إلى المشكلات البيئية وتحديات القيادة ودور الفنون في المجتمع. الموضوع الرئيس لمنتدى دافوس المفتوح 2024 هو "من المختبر إلى الحياة: العلم في العمل".

اقرأ المزيد