Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عودة ترمب إلى البيت الأبيض قد تشكل صداعا لسوناك وكابوسا لستارمر

فوز ترمب يمكن أن يؤثر بشكل كبير في طريقة إدارة المحافظين والعمال الحملتين الانتخابيتين الحزبيتين

بالنسبة إلى حزب العمال، يمثل فوز ترمب كابوساً يأمل بشدة في تجنبه (أ ب)

ملخص

ماذا يعني تزامن الانتخابات البريطانية والأميركية لكل من حزب العمال والمحافظين؟

يتسبب عدد غير مسبوق من الانتخابات في أنحاء العالم كله عام 2024 – من المتوقع إجراء أكثر من 60 انتخاباً – في حدوث توترات في صفوف الدبلوماسيين في الغرب. قيل لي إن مناقشات تدور بين أطراف اتفاقية "أوكوس" الدفاعية المبرمة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا حول ضمان عدم تزامن الانتخابات التي تلوح في الأفق في هذه البلدان.

ويتمثل الخوف بين المسؤولين في أن أي نتائج غير مؤكدة (مثل نتيجة متنازع عليها في الولايات المتحدة أو برلمان مشلول في المملكة المتحدة في غياب أكثرية حزبية واضحة) يمكن أن تتسبب بفراغ كارثي في القيادة الغربية وتجعل فلاديمير بوتين الفائز الرئيس، هذا قبل النظر في الأثر المحتمل في الشرق الأوسط والصين.

وبالمثل، يعترف وزراء سراً بأن مكتب شؤون مجلس الوزراء نصح ريشي سوناك بضمان عدم تزامن الانتخابات في المملكة المتحدة مع تلك الأميركية التي لا يمكن إجراؤها إلا في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني). وإضافة إلى الخطر الذي يمثله عدم اليقين أثناء أزمة عالمية، ثمة مخاوف من أن تحاول بلدان معادية مثل روسيا التأثير في الانتخابات من خلال حروب سيبرانية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعملياً أدى قرار سوناك بتأجيل الانتخابات حتى الخريف إلى تزامن الحملات الانتخابية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، لذلك اتضح لشخصيات في حزبي المحافظين والعمال أن شبح دونالد ترمب المخيف سيحوم فوق الانتخابات في المملكة المتحدة. لم يعد بإمكانهم التخلص من الاحتمال المخيف المتمثل في ولاية ثانية لترمب. ليس أكيداً أنه سينال ترشيح الحزب الجمهوري، لكن الأمر يبدو مرجحاً في شكل متزايد. وليس من المؤكد أنه سيهزم جو بايدن، لكنه متقدم عليه في الاستطلاعات.

ترمب هو أفضل رجل مصنوع من التفلون: لا شيء يلتصق به [يفلت من كل إخفاقاته]. من اللافت للنظر أن الادعاءات التي يواجهها ومن شأنها أن تؤثر سلباً في أي سياسي آخر يبدو أنها تجعله أقوى.

سيحاول سوناك وكير ستارمر الالتزام بتقليد عدم التعليق على انتخابات البلدان الأخرى، لكن الأمر لن يكون بهذه السهولة هذه المرة. قد يعني العامل الذي يمثله ترمب أن الشؤون الخارجية ستؤدي دوراً أكبر من المعتاد في الانتخابات البريطانية.

ويعتقد بعض المحافظين أن بالإمكان تقديم سوناك بكونه شخصاً يتسم بالخبرة والأمان في عالم محفوف بالمخاطر، وأن حزب العمال الذي لم يجرب في هذا الإطار يمثل خطراً لأنه يضم مجموعة من النواب المؤيدين لكوربين الذي يريد حل تحالفات مثل حلف شمال الأطلسي.

وفي رأيهم، سيكون من المناسب في ضوء موقف المحافظين في ما يخص الاقتصاد التمسك بالقول المأثور "الكحل أهون من العمى".

على رغم أن المحافظين يعتبرون تقليدياً أفضل حزب في التعامل مع مسائل الدفاع، لا أعتقد أن نهج الهجوم هذا سينجح. أظن أن المحافظين سيعانون في تقديم أنفسهم كمنارة استقرار بعد حقبتي جونسون وتراس، في حين أن وطنية ستارمر ورغبته في إقامة روابط وثيقة مع حلفاء المملكة المتحدة حقيقية. لقد سد الفجوة في مجال الدفاع وسلك الطريق الصعبة المتمثلة في عدم الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وإسرائيل لأنه كان يعلم أن شركاء المملكة المتحدة كانوا يترقبون موقفه. وهو على اتصال منتظم بجايك سوليفان، مستشار بايدن للأمن القومي.

خلال الحملات الانتخابية في المملكة المتحدة، يمكن أن يصبح ترمب صداعاً لسوناك، إذ يؤيد المحافظون اليمينيون ونايجل فاراج، الذي يرجح أن يعاود تصدر حزب إصلاح المملكة المتحدة، أحدث فورات الرئيس السابق في شأن الهجرة أو التخفيضات الضريبية ويحضون سوناك على أن يحذو حذوه. وقد يتلخص انتقام المحافظين المعتدلين في التبرؤ منه. وقد يرغب سوناك في لعب ورقة الهجرة في مواجهة حزب العمال، لكن الظهور وكأنه ترمب مصغر من شأنه أن ينفر الناخبين المحافظين المحتملين ذوي العقلية الليبرالية.

ويمكن أن يتزامن فوز ترمب في الخامس من نوفمبر مع المراحل الأخيرة من الحملات الانتخابية في المملكة المتحدة لأن 14 نوفمبر هو أحد التواريخ المحتملة في جدول مواعيد رئاسة الوزراء البريطانية. وإذا  فاز ترمب، لن يتمكن قادة الأحزاب البريطانية من تجنب التعليق. سيقولون من دون شك إن العلاقة الخاصة بين البلدين أكبر من أي زعيم فردي وأنهم سيحاولون العمل مع ترمب في ولايته الثانية.

لكن الافتراض المحبط بين الدبلوماسيين هو أن ترمب سيكون أكثر خطورة وأن أفعاله ستكون أقل قابلية للتوقع مقارنة بفترة ولايته الأولى. من المرجح أن يوقف الإمدادات المالية والعسكرية الأميركية إلى أوكرانيا وينسحب من حلف شمال الأطلسي وينسحب من الجهود العالمية المبذولة لمكافحة تغير المناخ. أخبرني مطلعون في بروكسل أن عودة ترمب يمكن أن "تهز أسس" تسوية أوروبية قائمة منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية تستند إلى السلام والحرية والازدهار والروابط الوثيقة مع الولايات المتحدة (في عبارة أكثر واقعية، سيتعين على الدول الأوروبية إنفاق مبالغ أكبر بكثير من المال على الدفاع وخوض حروبها الخاصة).

قد يكون النظام الدولي المستند إلى القواعد في خطر، وستحل الشؤون الخارجية على رأس أجندة حكومة المملكة المتحدة المقبلة. وإذا  فاز حزب العمال، سيخوض معمودية نار في الخارج وفي الداخل، مع إرثه الاقتصادي الفاسد.

مع ضعف الصلة مع الولايات المتحدة، ستنجذب المملكة المتحدة حتماً إلى علاقة أوثق مع الاتحاد الأوروبي. لن يكون لديها مكان آخر تذهب إليه. ويحسب لسوناك أنه أسهم باستقرار العلاقة مع الاتحاد الأوروبي، لكن الروابط الأعمق ستكون أسهل بالنسبة إلى ستارمر من سوناك بالنظر إلى رد الفعل المحتمل داخل حزبيهما. ويخطط ستارمر بالفعل لإبرام اتفاقية أمنية جديد مع الاتحاد الأوروبي.

بالنسبة إلى حزب العمال، سيكون فوز ترمب كابوساً يأمل بشدة في تجنبه. ويسود حكومة الظل أمل في أن يفوز بايدن بولاية ثانية ويجعل عملية سلام إسرائيلية فلسطينية جديدة المشروع الذي سيشكل إرثه (هو مشروع، باعتراف الجميع، بعيد المنال اليوم). وعلى على الرغم من أن حزب العمال لن يعترف بالأمر أبداً، لكن قد يتوفر له جانب مشرق صغير في انتصار ترمب، فهو سيسهل على ستارمر تحقيق مهمته السادسة غير المعلنة: تحويل علاقات المملكة المتحدة مع الاتحاد الأوروبي.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل