Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النظام الإيراني يخطط لتوظيف رجل دين في كل مدرسة للترويج لقيمه

وزير التربية والتعليم يقول إن الهدف هو "المواجهة الفعالة" ومنع حدوث احتجاجات طلابية

أكد وزير التربية والتعليم رضا مرادي صحرائي ضرورة استمرار تجنيد طلاب الحوزات ورجال الدين في المدارس (أ ف ب)

ملخص

وصف صحرائي أن الغاية من توظيف رجال الدين خلق حالة من "المواجهة الفعالة" ضد الاحتجاجات المحتملة

في وقت تواجه المدارس في إيران نقصاً حاداً في أعداد المعلمين العاملين في وزارة التربية والتعليم، وهناك ما لا يقل عن 3 ملايين طالب يدرسون في مدارس متهالكة وخطرة على حياتهم، واستمراراً لخطط الحكومة الرامية لقمع وغسل أدمغة طلاب المدارس، أعلن وزير التربية والتعليم رضا مرادي صحرائي توظيف 19 ألف رجل دين وطالب حوزوي آخرين بصفتهم "معلمين تربويين". وكشف عن خطة وزارته بتعيين رجل دين واحد في كل مدرسة في إيران.

وأكد وزير التربية والتعليم في حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي، رضا مرادي صحرائي، ضرورة استمرار تجنيد طلاب الحوزات ورجال الدين في المدارس، قائلاً "نؤكد استمرار حضور ووجود رجال الدين في المدارس". وأشار صحرائي إلى تنفيذ مشروع "محراب" في المدارس الإيرانية، قائلاً إنه تقام، يومياً، 64 ألف صلاة جماعية في المدارس، مضيفاً أن هناك خطة لبناء 9 آلاف مسجد في المدارس باعتبارها أحد أهم الإجراءات التي من المفترض أن تقوم بها وزارة التربية والتعليم. وأكد الوزير، أيضاً، أنه "حالياً يتم بناء 7 آلاف و280 مسجداً على مستوى المدارس والمراكز التعليمية في عموم البلاد".

وقال نائب الشؤون القانونية والبرلمانية في وزارة التربية والتعليم قاسم أحمدي لاشكي، في السابع من ديسمبر (كانون الأول) 2023، "حالياً، هناك نحو 3 ملايين طالب إيراني يدرسون في مدارس غير آمنة وخطرة، وإذا ما وقع زلزال فإن حياتهم في خطر".

وإضافة إلى ذلك، وفي تقرير لوكالة "تسنيم" للأنباء وهي وسيلة إعلامية تابعة للحرس الثوري، تحدثت عن أنه من بين 107 آلاف مدرسة في مختلف أنحاء إيران، هناك 7 آلاف مدرسة (أي نحو 11 في المئة) فاقدة مياه الشرب، و5 آلاف مدرسة فاقدة دورات المياه والمراحيض.

ووعد مسؤولو وزارة التربية والتعليم في الحكومات المتعاقبة، وفي أكثر من مناسبة، بإعادة بناء المدارس المتهالكة وكذلك تخريب مدارس الخيام وتلك التي بنيت من الحجر والسقائف والحاويات، إلا أن هذه الوعود لم يتم الوفاء بها حتى اللحظة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتثبت تصريحات وزير التربية والتعليم، من جديد، أن مسؤولي هذه الوزارة يفضلون فرض أيديولوجية النظام أكثر من حماية وسلامة ملايين الطلاب في المدارس المتهالكة. وأشار إلى "وثيقة التحول الجذري للتربية والتعليم" وقال إن "الصلاة هي أهم أركان التربية والتعليم". وأشار صحرائي إلى "تشكيل 32 لجنة دراسية متخصصة على مستوى المحافظات حول موضوع الصلاة". وقال إن "من إجراءات وزارة التربية والتعليم، العمل على تدريب 20 ألف مؤذن في مدارس البلاد"، مضيفاً أن هؤلاء الطلاب "يؤدون الأذان مباشرة أثناء أداء الصلاة الجماعية في المدارس"، كما تحدث الوزير عن مشروع آخر يسمى "مشروع المدرسة والمسجد والأسرة". أضاف أن هذا المشروع قيد التنفيذ في 3600 مدرسة في عموم البلاد.

وفي وقت يعمل حالياً آلاف من رجال الدين وطلاب الحوزات في المدارس تحت عناوين مختلفة، أعلن وزير التربية والتعليم الانتهاء من الاستعدادات لتوظيف 19 ألف رجل دين إضافي تحت مسمى "المدربين التربويين" في المدارس. وقال إن "هناك نقصاً في المدربين التربويين في المدارس، لكن مع بدء عمل "معهد برديس" لتعليم المعلمين التربويين، فإن توظيف المدربين التربويين سيكون على جدول أعمال الوزارة.

وفي إشارة ضمنية إلى احتجاجات الطلاب خلال الاحتجاجات الشعبية التي حدثت عام 2020 ضد النظام الإيراني، وصف صحرائي أن الغاية من توظيف رجال الدين وطلاب الحوزات وزيادة البرامج الدينية والمذهبية واستقرار رجال الدين في المدارس خلق حالة من "المواجهة الفعالة" ضد الاحتجاجات المحتملة. وقال "علينا اليوم أن نتحرك بشكل استباقي وفعال لحل المشكلة، وإذا ما منعنا الأضرار الاجتماعية من خلال المدارس، فيمكننا مواجهة المشكلات بسهولة أكبر في المستقبل".

في السياق نفسه، وفي إطار خطط النظام لقمع وغسل أدمغة طلاب المدارس، بخاصة بعد انضمام آلاف الطلاب الإيرانيين إلى الاحتجاجات الشعبية عام 2020، أعلن الأمين العام لمنظمة التعاون بين الحوزة ووزارة التربية والتعليم حميد نيكزاد، في الـ11 من ديسمبر 2023، عن خطة لوزارة التربية والتعليم تهدف إلى توظيف طالبات حوزويات، مضيفاً أنه في الوقت نفسه سيتم إيفاد عدد من طلاب الحوزات إلى المدارس خلال فترة أداء الخدمة العسكرية تحت عنوان "الطلبة الجنود".

ويأتي تزايد حضور طلاب الحوزات ورجال الدين ومنهم الطالبات الحوزويات، كمعلمين في المدارس الإيرانية، في وقت كان الأمين العام لمنظمة التعاون بين الحوزة ووزارة التربية والتعليم قد أعلن، في نهاية العام الماضي، أن ما لا يقل عن 24 ألفاً من رجال الدين وطلاب الحوزات يعملون في المدارس في إطار "مشروع أمين".

وأضيف ما لا يقل عن 4 آلاف طالب حوزوي هذا العام للعمل في المدارس الإيرانية ضمن مشروع أمين، وعليه ارتفع عدد رجال الدين وطلاب الحوزات في المدارس إلى 28 ألفاً.

وبناءً على ما قاله صحرائي إنه في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الإيراني الذي ينتهي في الـ21 من مارس (آذار) المقبل، سيتم توظيف 19 ألف طالب حوزوي ورجل دين آخرين، وهذا يعني أن عددهم سيصل إلى 47 ألف شخص في الأقل. وأكد أنه عدا عن رجال الدين وطلاب الحوزات الذين تم توظيفهم فإن الوزارة في حاجة إلى 60 ألف معلم تربوي على مستوى مدارس البلاد.

ويستشف من تصريحات وزير التربية والتعليم أن الحكومة تعمل على زيادة عدد رجال الدين الموجودين في المدارس إلى 107 آلاف شخص، وهو عدد إجمالي المدارس في عموم إيران، وهذا يعني أنه في كل مدرسة سيوجد رجل دين وطالب حوزوي.

تأتي هذه الإجراءات المتسارعة من قبل النظام على مستوى البلاد نتيجة مشاركة الطلاب الإيرانيين في الاحتجاجات المناوئة للنظام عام 2020، حين شارك طلاب المدارس في المسيرات الاحتجاجية في عديد من المدن والمحافظات. واللافت أن هذه المدارس تحولت إلى مراكز للاحتجاج وردد الطلاب شعارات ضد النظام بينما خلعت الطالبات الحجاب الإلزامي.

وخلال هذه الاحتجاجات اعتقلت الأجهزة الأمنية القمعية التابعة للنظام مئات من الطلاب، وقتل عدد منهم على يد القوات الحكومية. وفي هذا السياق، كان البرلماني علي رضا بيغي قد قال إنه، في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، اعتقلت الأجهزة الأمنية في العاصمة طهران فقط نحو 200 طالب ممن شاركوا في المسيرات الاحتجاجية.

ولم تقدم الجهات الحكومية إحصاءات عن عدد الطلاب الذين قتلوا أو اعتقلوا في الاحتجاجات الماضية، إلا أن التقارير التي نشرتها السلطات أكدت أن متوسط عمر معظم المعتقلين كان أقل من 18 عاماً.

وإضافة إلى ذلك، ومن أجل إيجاد حالة من الذعر والخوف بين صفوف الطلاب، فقد أصيب المئات من الطالبات بالتسمم في موجة التسمم المشكوك فيها لطلاب المدارس التي بدأت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 في مدينة قم، ومن ثم امتدت إلى عديد من المدن الإيرانية وفي مقدمها العاصمة طهران.

وتزامناً مع عمليات الترهيب والخوف التي تمارسها السلطات على طلاب المدارس، وسعت السلطات الحكومية من نطاق الدعاية الأيديولوجية والدينية والمذهبية في المؤسسات التعليمية، إذ إنها فرضت تعميماً جديداً يهدف إلى تعزيز وتعميق ثقافة الصلاة في جميع المدارس.

وفي هذا السياق، نشرت مجلة "ذا لانيست" الطبية، وهي من المجلات الأكاديمية المتخصصة والمرموقة، مقالاً ذكرت فيه أن "السلطات الإيرانية تعمل على غسل أدمغة الأطفال، وهذا بالضرورة يتعارض مع عملية التنمية الطبيعية للأطفال، ويمكن أن تكون له عواقب نفسية وقد تعرض بقية حياتهم للخطر".

 

نقلا عن "اندبندنت فارسية"

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير