Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وزير الدفاع التونسي يكشف "محاولة انقلاب" ويتهم يوسف الشاهد

يرى محللون أن عبد الكريم الزبيدي سينافس رئيس الحكومة على الخزان الانتخابي نفسه

وزير الدفاع التونسي عبد الكريم الزبيدي (غيتي)

أثارت تصريحات لوزير الدفاع التونسي عبد الكريم الزبيدي، والمرشح المستقل للانتخابات الرئاسية، ضجة كبيرة لدى الرأي العام، بعد قوله في لقاء تلفزيوني بُث مساء الثلاثاء بأن الجيش كان مستعداً للتدخل لإفشال محاولة انقلابية عبر مجلس النواب تستهدف إبعاد رئيس المجلس حينها محمد الناصر وتعيين نائبه عبد الفتاح مورو رئيساً للمجلس، وإعلان الشغور المؤقت لمنصب رئيس الجمهورية. ما كان سيتيح لرئيس الحكومة يوسف الشاهد تولي المنصب.

هذه التصريحات أعادت إلى الأذهان ما شهدته تونس في 27 يونيو (حزيران) الماضي وسمي حينها الخميس الأسود. إذ نقل الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي بحالة خطرة إلى المستشفى العسكري وشهدت تونس العاصمة تفجيرين انتحاريين، أحدهما وسط العاصمة.

هذه الذكريات وما شهده مجلس النواب حينها من تحركات ودعوات إلى عقد جلسة طارئة للمجلس في غياب رئيسه محمد الناصر، الذي كان مريضاً، وحديث بعض النواب عن وفاة الرئيس تركت كثيراً من الشكوك حول حقيقة ما حدث في المجلس، وماذا كان يعد حينها من سيناريوات للانقضاض على الحكم.

الزبيدي وجه اتهامات إلى رئيس الحكومة يوسف الشاهد بأنه بدأ حملته الانتخابية قبل ستة أشهر واستعمل وسائل الدولة وطائرات النقل العسكرية للتنقل داخل تونس ضمن حملته الدعائية وكلف الخزينة العامة مبالغ طائلة، للمشاركة في لقاءات ليست من صلب مهامه.

الجيش أفشل محاولة السطو على السلطة

يقول النائب المنذر بلحاج علي، لـ "اندبندنت عربية"، تعليقاً على تصريحات الزبيدي، إن تونس شهدت في 27 يونيو(حزيران) محاولة للسطو على السلطة، على اعتبار أن الأطراف التي خططت لهذا السطو اعتقدت أن الرئيس قد توفي.

وعندما حاولت هذه الأطراف تدارك الموقف بالقول إن هناك شغوراً مؤقتاً في منصب الرئيس يمنح رئيس الحكومة أحقية تولي المنصب، وفقه، كانت إشاعة الوفاة قد سيطرت على الرأي العام، فصار الحديث حينها عن عجز رئيس المجلس السيد محمد الناصر عن القيام بمهامه بداعي المرض. وتم التوافق بين النواب المؤيدين للحكومة، من حزبي تحيا تونس وحركة النهضة، على عقد جلسة استثنائية طارئة لانتخاب رئيس جديد للمجلس وتعيين نائب الرئيس حينها عبد الفتاح مورو رئيساً للمجلس، لكن تدخل وزير الدفاع الزبيدي، الذي أيده عدد مهم من النواب، أفشل محاولة السطو على الحكم ومرت تونس من هذه الأزمة بسلام.

وأضاف بلحاج علي أن التاريخ سيسجل للجيش التونسي أنه كان على استعداد للتحرك لحماية المؤسسات الدستورية ومنع السطو عليها.

اتهامات ظالمة وبعيدة من الواقع

في المقابل، قال السفير السابق والمحامي سمير عبد الله تعقيباً على ما ذكره الزبيدي إنه من المفترض أن تونس تعيش لحظة تاريخية فارقة وانتخابات ديمقراطية ستشهد تنافس 26 مرشحاً لمنصب الرئاسة يمثلون كل أطياف المشهد السياسي.

وأضاف عبد الله أن الزبيدي شخصية وطنية محترمة "ولا أفهم سبب دفعه إلى هذا المنزلق، وهو لا يزال وزيراً للدفاع في الحكومة ومطالب بواجب التحفظ وعدم نشر معلومات عما يجري داخلها. وهذا الشرط الأول لرجل الدولة، وقد أخل الزبيدي بذلك".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واستغرب عبد الله أن يكون الهجوم موجهاً إلى رئيس الحكومة من دون المرشحين الآخرين، مشيراً إلى أن "هناك تحاملاً على شخصه والجميع يعلم أن الزبيدي والشاهد ينتميان إلى الطيف الديمقراطي نفسه، ومن المنطقي أن تكون المعركة ضد حركة النهضة والأحزاب ذات التوجهات المتطرفة فكرياً، كحزب المنصف المرزوقي وحلفائه".

وأضاف عبد الله أن بعض الاتهامات التي وجهت إلى الشاهد متناقضة، خصوصاً ما ذكره الزبيدي حول استغلال الطائرات العسكرية للتنقل داخل تونس، مشيراً إلى أن "الطائرات العسكرية لا تقلع إلا بإذن خاص من وزير الدفاع. فلماذا صمت ووافق ولم يحتج أو يستقل من منصبه عند حدوث ذلك؟".

تأثير كبير في الرأي العام

تصريحات الزبيدي خلقت منذ ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء وصباح الأربعاء صدى كبيراً في مختلف وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي. ويعتبر الإعلامي وصفي بصيله أن ما قاله الزبيدي سيؤثر مباشرة في منافسه الشاهد، لأنه المعني بما قيل إنه حدث في ذلك اليوم.

وأضاف بصيله أن الخلاف بين وزير الدفاع ورئيس الحكومة كان واضحاً في الفترة التي سبقت هذه الحادثة. وما ذكره الزبيدي من أنه اتصل برئيس الحكومة وأبلغه أن الجيش جاهز للتدخل لحماية المؤسسات الدستورية كان عبارة عن رسالة تنبيه بأن الجيش سيتحرك لو تم المساس بهذه المؤسسات.

ويعتبر المحلل السياسي هشام الحاجي أن الزبيدي اختار منافسه الذي سيستهدفه خلال الحملة الانتخابية يوسف الشاهد وهذا يعني أننا نعيش على وقع معركة انتخابية قوامها نيران صديقة من هذا الطرف أو ذاك، وهذا الاختيار قد يكون طريقة للتنصل من مسؤولية أعمال الحكومة التي ترأسها الشاهد منذ عام 2016.

وأضاف الحاجي أن اختيار الشاهد كهدف أملته، ربما، عمليات استطلاعات الرأي، ويعني سياسياً أن الزبيدي سينافس الشاهد على الخزان الانتخابي نفسه. وهذا ما قد يسبب عامل إحراج للزبيدي ويظهره كمرشح اختار تجنب مواجهة مرشح حركة النهضة عبد الفتاح مورو.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي