ملخص
كثفت أوكرانيا في الآونة الأخيرة هجماتها على أهداف روسية في شبه جزيرة القرم وما حولها
قتل 11 شخصاً في الأقل بينهم خمسة أطفال وأصيب ثمانية آخرون بجروح في قصف روسي اليوم السبت على مدينة بوكروفسك في شرق أوكرانيا، وفق ما أعلن حاكم منطقة دونيتسك.
وقال حاكم المنطقة فاديم فيلاشكين على "تيليغرام"، "ضرب الروس المنطقة بصواريخ إس-300 مما خلف 11 قتيلاً وثمانية جرحى. وكانت الضربة الرئيسة في بوكروفسك وريفني".
قالت وزارة الدفاع الروسية في تقريرين صدرا خلال الليل وفي وقت مبكر من اليوم السبت إن وحدات الدفاع الجوي الروسية أسقطت صواريخ وطائرات مسيرة في سلسلة من الهجمات الليلية فوق شبه جزيرة القرم والجزء الغربي من البحر الأسود.
وذكر تقرير أولي للوزارة على تطبيق "تيليغرام" أن وحدات الدفاع الجوي "أحبطت محاولة هجوم إرهابي" من خلال اعتراض خمس طائرات مسيرة فوق البحر الأسود حوالى الساعة الثامنة مساء (17:00 بتوقيت غرينتش).
وذكر تقرير ثان أنه تم اعتراض وتدمير أربعة صواريخ موجهة أوكرانية في الساعة 12.30 صباح اليوم السبت فوق شبه جزيرة القرم.
ولم يصدر أي تقرير عن الحادثة من الجيش الأوكراني، الذي لا يكشف باستمرار عن عملياته في شبه جزيرة القرم.
وكثفت أوكرانيا في الآونة الأخيرة هجماتها على أهداف روسية في شبه جزيرة القرم وما حولها.
وقالت أوكرانيا يوم الخميس إن قواتها الجوية نفذت ضربة على موقع قيادة روسي قرب مدينة سيفاستوبول وأصابت وحدة عسكرية في ضربة منفصلة في شبه جزيرة القرم.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن وحدات دفاعها الجوي أسقطت 36 طائرة مسيرة أوكرانية فوق شبه جزيرة القرم يوم الخميس.
دعم دانماركي
أعلنت كوبنهاغن اليوم أن المقاتلات الأميركية الصنع من طراز "إف-16" التي ستقدمها إلى أوكرانيا كهبة، سيتم تسليمها لكييف في الربع الثاني من عام 2024 بعد الانتهاء من تدريب الطيارين.
وقالت وزارة الدفاع الدنماركية في بيان لوكالة الصحافة الفرنسية "بحسب الجدول الزمني الحالي ستسلم الهبة في الربع الثاني من 2024" بينما يجري حالياً تدريب الطيارين الأوكرانيين على الأراضي الدنماركية.
وأضافت "علينا خصوصاً الانتهاء من تدريب الطواقم الأوكرانية التي ستتولى تشغيل الطائرات بعد تسليمها".
ووعدت الدنمارك التي تستبدل طائراتها من طراز "إف-16" بأخرى أكثر حداثة من طراز "إف-35"، أوكرانيا بتسليمها 19 مقاتلة. ومن المقرر أن تقدم هولندا التي تشارك بدورها في تدريب الطيارين الأوكرانيين، 42 طائرة لكنها لم تكشف عن الجدول الزمني.
وفي رسالته للعام الجديد، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الطيارين الأوكرانيين أتقنوا قيادة المقاتلات التي يأمل في رؤيتها تحلق في أجواء البلاد هذا العام.
وحذرت الوزارة الدنماركية من أن "الجدول الزمني للتدريب رهن عوامل عدة مثل الظروف المادية والأحوال الجوية".
ومنذ فبراير (شباط) 2022، بلغ الدعم العسكري الذي تقدمه الدنمارك لأوكرانيا 16.8 مليار كرونة (2.2 مليار يورو).
سلطات بيلغورود تعرض نقل سكان لحمايتهم
عرضت سلطات منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا والمستهدفة بالقصف الأوكراني المكثف الجمعة إجلاء السكان الراغبين في ذلك، ودعتهم إلى تأمين نوافذ منازلهم لحماية أنفسهم من شظايا القذائف بعد قصف ليلي تسبب بإصابة شخصين في الأقل وتحطيم زجاج مبان شاهقة.
وقال حاكم منطقة بيلغورود الروسية فياتشيسلاف غلادكوف في رسالة مصورة "أرى عدداً من المناشدات على شبكات التواصل الاجتماعي حيث يكتب الناس: نحن خائفون، ساعدونا في الوصول إلى مكان آمن"، مضيفاً "سنساعدهم بالتأكيد. بدأنا بنقل بعض العائلات".
وأوضح أن السكان المعنيين سينقلون إلى بلدتي ستاري أوسكول وغوبكين البعيدتين من الحدود وسيتم إيواؤهم في "ظروف مريحة"، ذاكراً أنهم "سيبقون هناك طالما كان ذلك ضرورياً"، لكنه حذر من أنه لن يكون هناك ما يكفي من أماكن الإقامة الموقتة لإيواء الجميع.
منذ شن هجومه على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، أكد الكرملين أن الحرب لا تؤثر في الحياة اليومية ولا تهدد سلامة الروس، ولكن مع استئناف الجيش الروسي قصفه المكثف على المدن الأوكرانية، زادت أوكرانيا من ضرباتها على الأراضي الروسية، مستهدفة خصوصاً بيلغورود، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها أكثر من 300 ألف نسمة وقررت سلطاتها تأجيل العودة للمدارس حتى الـ19 من الشهر الجاري.
وتابع غلادكوف أيضاً "سأناشد زملائي وحكام المناطق الأخرى أن يساعدونا".
فرط صوتي
ومساء الجمعة، نشرت أوكرانيا صوراً لما قدمته على أنه صاروخ فرط صوتي روسي من طراز "كينجال"، مؤكدة أنها أسقطت 10 نماذج منه خلال ضربات كثيفة الثلاثاء الماضي، بواسطة نظام الدفاع الجوي الأميركي "باتريوت". ونشرت هيئة الحالات الطارئة الأوكرانية عبر قناتها على "تيليغرام" صوراً تظهر رافعة تنتشل مخلفات صاروخ عن الأرض. وقالت هذه الهيئة الحكومية "في كييف أبطلت فرق الإغاثة مفعول رأس صاروخ جوي فرط صوتي من طراز كينجال أطلقه العدو".
"تصعيد مثير للقلق"
بالموازاة، أكدت أوكرانيا الجمعة أنها غير قادرة بعد على تأكيد استهداف روسيا لأراضيها باستخدام صواريخ زودتها بها كوريا الشمالية، بعد اتهام واشنطن لبيونغ يانغ بتقديم دعم لموسكو.
وقال البيت الأبيض الخميس إن كوريا الشمالية سلمت روسيا صواريخ استخدمت خلال هجمات واسعة النطاق على أوكرانيا في الأيام الأخيرة، مندداً بـ"تصعيد مثير للقلق" قد تترتب عليه "عواقب".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي لصحافيين "تفيد معلوماتنا أن كوريا الشمالية زودت روسيا أخيراً منظومات لإطلاق صواريخ باليستية إضافة إلى صواريخ باليستية عدة"، ولم يؤكد الجيش الأوكراني ذلك.
وقال المتحدث باسم القوة الجوية الأوكرانية يوري إغنات الجمعة "إلى الآن، لا معلومات لدينا بأنه استخدمت صواريخ مماثلة. الولايات المتحدة أدلت ببيان بهذا المعنى".
وتابع "لذا على الخبراء درس الحطام، وبعد ذلك يمكننا أن نقول ما اذا كان ذلك (الاستخدام) واقعاً. لا يمكنني تأكيد ذلك بعد".
وأتى الموقف الأوكراني في يوم دعا الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى زيادة إنتاج منصات إطلاق الصواريخ استعداداً لـ"مواجهة عسكرية" مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وفق ما أفاد به الإعلام الرسمي في بيونغ يانغ.
وسبق للولايات المتحدة أن اتهمت موسكو وبيونغ يانغ بتعزيز تعاونهما في ظل العقوبات الغربية المفروضة عليهما، خصوصاً في المجال العسكري والتسليحي.
المساعدات العسكرية
وقال كيربي الخميس إن استخدام روسيا لصواريخ كورية شمالية يؤكد ضرورة موافقة الكونغرس الأميركي على حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن حض الكونغرس الأسبوع الماضي على "التحرك من دون مزيد من التأخير"، بعد تعرض أوكرانيا "لقصف كثيف"، في وقت تتعثر المفاوضات بين الجمهوريين والإدارة الديمقراطية بشكل يحول دون توفير موازنة إضافية لدعم كييف.
وقال كيربي إن القوات الروسية أطلقت صاروخاً واحداً في الأقل من الصواريخ التي حصلت عليها من بيونغ يانغ في الـ30 من ديسمبر (كانون الأول)، وأنه سقط في حقل بمنطقة زابوريجيا بجنوب أوكرانيا.
وأضاف أن روسيا أطلقت بعد ذلك صواريخ عدة في الثاني من يناير (كانون الثاني) في إطار هجوم جوي واسع النطاق.
وأكد كيربي أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيرفعون المسألة إلى مجلس الأمن الدولي، لأن تسليم الصواريخ يمثل انتهاكاً للعقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على كوريا الشمالية.
في أكتوبر (تشرين الأول)، قالت الولايات المتحدة إن بيونغ يانغ سلمت موسكو أكثر من 1000 حاوية من المعدات العسكرية والذخائر. وقال كيربي إنه في مقابل عمليات نقل الأسلحة هذه، تسعى كوريا الشمالية إلى الحصول على معدات عسكرية روسية و"تقنيات متطورة".
من جانبها، قدرت سيول أن كوريا الشمالية زودت روسيا بأكثر من مليون قذيفة مدفعية، وتلقت في المقابل استشارة فنية لأقمارها الاصطناعية.
وقال تشوي جي إيل، أستاذ الدراسات العسكرية في جامعة سانغجي، لوكالة الصحافة الفرنسية إن عمليات نقل الأسلحة بين موسكو وبيونغ يانغ يمكن أن تكون وسيلة تعبر من خلالها روسيا "عن استيائها" من دور سيول في الحرب.
وأوضح أن كوريا الجنوبية، وهي مصدر رئيس للأسلحة، "ساعدت أوكرانيا بشكل غير مباشر من خلال صفقة أسلحة مع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) للتعويض عن شحناتها من الأسلحة إلى كييف".
وأضاف أن "هجوم روسيا على أوكرانيا حفز سباق التسلح بين الكوريتين".
عقوبات دولية
تخضع كل من الحليفتين التاريخيتين روسيا وكوريا الشمالية لعقوبات دولية، الأولى بسبب هجومها على أوكرانيا والثانية بسبب برامجها المحظورة المتعلقة بالأسلحة النووية والصواريخ. ويشكل تعاونهما العسكري المتنامي مصدر قلق لأوكرانيا وحلفائها، خصوصاً بعد اجتماع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سبتمبر (أيلول) في أقصى الشرق الروسي.
وقال جون كيربي إن روسيا تخطط أيضاً لشراء صواريخ من حليفتها الأخرى إيران، وأضاف "سنفرض عقوبات إضافية على أولئك الذين يعملون على تسهيل عمليات نقل الأسلحة بين روسيا وكوريا الشمالية وبين روسيا وإيران".
ويأتي ذلك مع تزايد الهجمات الصاروخية المتبادلة عبر الحدود.