Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قصة "مدرسة الجهاديين" في لندن التي زارها مانديلا وتحتقرها الصحافة

خلافاً للرأي الشائع لم نحضر صفوفاً لصنع القنابل في مدرسة هولاند بارك للتعليم الشامل

جزء من مدرسة هولاند برك قبل هدمها وإعادة تشييدها في 2012 (فيليب بيري/كرييتيف كومنز)

ملخص

تتميز مدرسة هولاند بارك للتعليم الشامل بحث التلامذة على الفكر الحر وليس على صنع الجهاديين.

كوني تلميذة سابقة في مدرسة هولاند بارك للتعليم الشامل في غرب لندن، اعتدت على أن تحتل مدرستي العناوين العريضة لوسائل الإعلام. هل سبق لأية مدرسة رسمية أخرى في البلاد أن جذبت هذا الكم من الجدل والمعلومات المغلوطة؟ فقد أسهمت الأخبار عن أن ستة "مجاهدين" مشتبه بهم التحقوا بالمدرسة في بروز الجولة الأخيرة من التشهير وسوء السمعة التي لحقت بها وحان الوقت لوضع الأمور في نصابها الصحيح.

ارتدت مدرسة هولاند بارك من عام 1998 حتى عام 2005 وضمت المجموعة التي كنت فيها نوال مسعد وأمل الوهابي اللتين مثلتا هذا العام أمام محكمة أولد بايلي بتهم تمويل الإرهاب. ففي يناير (كانون الثاني) ألقي القبض على مسعد وبحوزتها 16 ألف جنيه استرليني (20 ألف دولار) في مطار هيثرو وهو مبلغ أعطتها إياه الوهابي لنقله إلى تركيا. وجدت الوهابي مذنبة فيما أخلي سبيل مسعد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان نسيم طريري الذي كان أيضاً في صفي واحداً من التلامذة السابقين في هولاند بارك الذين قتلوا في سوريا عام 2012، بعد أن سافر إليها للعمل كصحافي مستقل لتوثيق الحرب الأهلية. واعتبرته السلطات السورية إرهابياً أجنبياً يريد القتال ضد النظام وهو أمر نفته عائلته.

في اجتماع مرور 10 سنوات على مغادرة مدرسة بارك هولاند، تذكر الأصدقاء نسيم بأنه كان شخصاً محبوباً لم يكن لديه أعداء من بيننا. ولكن وسائل الإعلام ركزت على أسلوب ملابسه وسلوكه وأصله الجزائري وخلفيته الدراسية والاجتماعية - الاقتصادية وعائلته وارتكز كل ذلك على المزاعم المشكوك فيها للحكومة السورية.

كتبت صحيفة "ديلي ميل" أنه تمت إثارة هذا النوع من القضايا البارزة من الصحافة اليمينية باعتبارها "أمثلة" على "الارتباط المثير" بين مدرسة هولاند بارك والإرهاب المزعوم. ولكن لماذا يجب على مدرسة برمتها أن تتعرض للشبهات بفعل هذه الارتباطات؟

شكل الجهاديون الذين يسافرون إلى الشرق الأوسط اتجاهاً عالمياً حديثاً. ولكن مدرسة هولاند بارك نفسها لم تكن تحتضن أو تدعم أيديولوجيات مماثلة. فلم نحضر هناك صفوف لتعلم صنع القنابل في حصص التصميم والتكنولوجيا أو دروس في التربية البدنية حول كيفية رمي القنابل والهرب منها. عوضاً عن ذلك، سعى أفضل أساتذتنا إلى توسيع أفكار التلامذة العنيدين في ظل ظروف عمل مرهقة وضاغطة وأبعد مما فرضت علينا الحكومة معرفته لاجتياز الامتحانات.

أطلق على المدرسة اسم "إيتون للتعليم الشامل" Eton of Comprehensives  وتم اليوم هدمها وتجديدها وأصبحت تحت إدارة جديدة، وكانت في خدمة المناطق الميسورة في كنزينغتون والأقل حظوة التي أصبحت اليوم ارستقراطية على غرار لادبروك غروف وشبردز بوش. وكانت تضم طلاباً يتحدرون من خليط غني للثقافات بما في ذلك أبناء اللاجئين والدبلوماسيين. تعلمنا من تلك السنوات أن هنالك أمور تجمعنا أكثر من الأمور التي تفرقنا.

زار نيلسون مانديلا المدرسة عام 2000 لعقد تجمع ضم المدرسة بكاملها وجلس جميع الطلاب البالغ عددهم 1500 بصمت مذهولين بخطابه الذي شدد فيه على أهمية التعليم. كما منحتنا الدروس القاسية والتجارب الصعبة الصلابة والمرونة الذكية لكي نتمكن من الانطلاق في العالم الذي دفعنا إليه في وقت لاحق ولهذا امتلكنا أكثر من مجرد ندوب خلفتها معارك الملاعب الصبيانية والمؤهلات التي توجب علينا إظهارها.

ضمت مجموعة الطلاب البارزين في مدرسة بارك هولاند عدداً من صانعي الترفيه والفنانين والكتاب ومن بينهم الصحافي جون-بول فلينتوف مؤلف كتاب مذكرات "كومب"Comp  الخاص بالمدرسة، فضلاً إلى هيلاري وميليسا بين إذ قادت الأخيرة حملة نيابة عن المدارس الشاملة مع والديهما كارولين وتوني المنتسبين إلى حزب العمال.

تخطت مدرسة هولاند بارك توقعات ما يجب أن تكون عليه المدرسة.  فقد يعتبر بعض الأشخاص سياسة عدم وجود زي موحد والثقافة العامة السائدة فيها متساهلة إلى حد كبير يثير القلق. والأهم من ذلك، كنا قادرين على مساءلة كل شيء والتفكير بشكل مستقل. منذ متى اعتبر هذا التقدم وصفة للجهاد؟

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير