Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأردن يخشى أسلحة نوعية بيد مهربي المخدرات عند حدوده الشمالية

تقول القوات الأمنية إنها لمست تغييراً جذرياً في طريقة عمل تلك الشبكات إذ أصبحت تميل إلى العمل الجماعي واستطلاع المنطقة عبر طائرات مسيرة

الأمن الأردني يؤكد استخدام المهربين أسلحة متوسطة وطائرات مسيرة حاملة للمتفجرات (القوات المسلحة الأردنية)

ملخص

وضعت القوات المسلحة الأردنية قواعد اشتباك جديدة تقضي بممارسة أقصى درجات الحزم والرد الفوري، إلى جانب تسخير كل الإمكانات المتاحة للجيش ومنحه المرونة الكافية للتحرك واتخاذ القرار

يبدي الأردن قلقه الشديد من حصول شبكات تهريب المخدرات في الجانب السوري على أسلحة نوعية ومتقدمة بهدف امتلاك قوة عسكرية قادرة على مواجهة الجيش الأردني.

المخاوف الأردنية جاءت على لسان مدير الإعلام العسكري في القوات المسلحة الأردنية العميد الركن مصطفى الحيارى، الذي أكد أن بلاده "تواجه حملة من قبل تجار المخدرات ومهربي الأسلحة".

وذلك في موازاة حملة مداهمات نفذها الأمن الأردني شرق البلاد، بعد اشتباكات بين الجيش ومجموعات مسلحة على الحدود مع سوريا، أسفرت عن مقتل وإصابة عدد منهم والقبض على آخرين وضبط مواد مخدرة وصواريخ وتدمير سيارة محملة بالمواد المتفجرة.

زيادة ملحوظة

زيادة تهريب المخدرات باستخدام الأسلحة نشطت العام الماضي في شمال الأردن، وكانت في الماضي الأسلحة المستخدمة خفيفة وتقليدية، بحسب الحيارى، الذي أكد أن الحديث يدور اليوم عن أسلحة نوعية متوسطة، إذ تم ضبط أربع قاذفات "آر بي جي" وأربع قاذفات من عيار 107، وأسلحة أوتوماتيكية وألغام من مادة "تي أم تي".

يصنف الحيارى الأشهر ما بين ديسمبر (كانون الأول) وحتى مارس (آذار) باعتبارها "الموسم المفضل للمهربين" فمحاولات التهريب تلحظ ارتفاعاً في هذه الفترة من العام، ويتم استغلال الظروف الجوية في المناطق الجغرافية الصعبة ذات الخصائص الجبلية الوعرة والصخور البركانية.

 العام الماضي تم ضبط 9 ملايين و300 ألف حبة مخدرة إضافة إلى أكثر من 25 ألف كف حشيش عدا عن كميات كبيرة من الأسلحة، كما ضبط الأمن الأردني 33 مطلوباً بقضايا مخدرات بينهم أربعة يرتبطون بـ"عصابات إقليمية بمنطقة الرويشد شرق البلاد".

أسلحة متعددة

ويتحدث المتخصص في الشأن السوري صلاح ملكاوي لـ"اندبندنت عربية" عن طبيعة ونوع الأسلحة التي تمتلكها شبكات التهريب أو تلك التي ضبطت من بنادق كلاشنيكوف الهجومية بعيارات مختلفة، ورشاشات "بي كي سي" متعددة الاستخدامات، وقنابل يدوية، وبنادق "أم 16"، ومدافع هاون بعيارات مختلفة، إضافة إلى بنادق قنص بمناظير ليلية من إصدارات مختلفة.

ويشير ملكاوي إلى ضبط الجيش الأردني وسائل قتالية عدة لدى شبكات التهريب كالألغام الأرضية وصواريخ "روكيت لانشر" وقذائف "أر بي جي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويضيف "يستخدم المهربون حديثاً أسلحة كلاشنيكوف قصيرة من عيار 5.5 خارقة للدروع وعيار 7.62 التي تمتاز بسهولة النقل والاستخدام".

وفي تطور لافت، كشف الجيش الأردني في آخر أيام العام الماضي عن إحباط تهريب كميات كبيرة من المخدرات والأسلحة الأوتوماتيكية والصاروخية للمرة الأولى.

وأعلن في حينه عن مقتل وإلقاء القبض على عدد من المهربين وتدمير سيارة محملة بالمواد المتفجرة، وشهد العام الماضي إسقاط الجيش الأردني طائرات مسيرة عدة كانت تحاول تهريب مخدرات من الأراضي السورية إلى البلاد، كما حمل بعضها المتفجرات.

وتقول القوات الأردنية المسلحة إنها لمست تغييراً جذرياً في طريقة عمل شبكات التهريب، إذ أصبحت تميل إلى العمل الجماعي، وتشكيل فرق لاستطلاع الحدود عبر طائرات مسيرة، واستخدام وسائل تقنية حديثة.

تهديدات ناشئة

 وتنظر السلطات الأردنية إلى تهديد شبكات التهريب على أنها باتت منظمة وغير تقليدية، وهو ما يعزز المخاوف من امتلاكها أسلحة متطورة بما يهدد منظومة الأمن الوطني، ويخرج المواجهة من قواعد اشتباك محدودة إلى حرب بمعنى الكلمة.

ويقول الباحث في أحد المراكز الإحصائية محمد برهومة إن "تهديد شبكات التهريب يصنف من بين التهديدات الناشئة المرتبطة، على وجه الخصوص، بجماعات مسلحة أو عصابات عابرة للدول ومدعومة من قوى وأطراف أخرى مسلحة وذات نفوذ.

يضيف برهومة "في الـ17 من فبراير (شباط) 2022 أعلن الجيش الأردني أن محاولات التهريب عبر الحدود السورية - الأردنية باتت منظمة، تستخدم فيها أدوات متطورة كالطائرات المسيرة، وتحظى بغطاء من قبل المجموعات المسلحة، مع تزايد نشاط شبكات التهريب التي رصد الجيش منها 160 شبكة تعمل في الجنوب السوري".

ونظراً إلى هذه التطورات وضعت القوات المسلحة الأردنية قواعد اشتباك جديدة على الحدود مع سوريا، تقضي بممارسة أقصى درجات الحزم والرد المباشر والفوري، إلى جانب تسخير كل الإمكانات المتاحة للجيش الأردني، ومنحه المرونة الكافية للتحرك واتخاذ القرار.

ويشير برهومة إلى حجم التحولات والأخطار التي طرأت على حدود الأردن الشمالية من إرهاب إلى تهريب المخدرات على طول 367 كيلومتراً، بموازاة تحولات ديموغرافية شهدتها سوريا خلال السنوات الـ10 الماضية وتمركز مجموعات وقوى مسلحة هناك موالية لإيران قرب الحدود مع الأردن.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات