Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السلام أمنية وحيدة جمعت الفلسطينيين في العام الجديد

لم تقتصر آمال الغزيين المطلقة داخل القطاع بوقف الحرب بل تمنوا العودة لمدنهم وقراهم التي هجروا منها بسبب المعارك

ملخص

وفقاً لأرقام الأمم المتحدة فإن 1.7 مليون شخص في قطاع غزة هجروا من منازلهم

على وقع حرب تعد من بين أكثر الحروب دموية وتدميراً في التاريخ، استقبل الفلسطينيون السنة الجديدة في أجواء حزينة وقاتمة، كيف لا، و2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة يرزحون، بفعل الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 87 يوماً، في جحيم كارثة إنسانية غير مسبوقة، حصدت نحو 22 ألف قتيل و58 ألف مصاب، وتسببت في نزوح أكثر من مليون شخص إلى مدينة رفح جنوب القطاع، وهؤلاء يهربون من قصف إلى حصار وتجويع.

 

الاستقرار والسلام

كثر من الفلسطينيين تحدثت معهم "اندبندنت عربية" أعربوا عن تشاؤمهم من إيجاد حل قريب قد يحمله إليهم العام الجديد، فطالما أن الحرب لا تزال مستمرة وإسرائيل لم تحسم بعد معركتها مع "حماس"، سيزداد الخناق على الضفة الغربية، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض، حتى اللحظة، طرح أي أفق سياسي أمام الفلسطينيين للخروج من الحرب، بل حتى لا يعترف بوجود قيادة فلسطينية لترتيب غزة ما بعد الحرب، ولو مرحلياً، ويصر على فصل الضفة عن القطاع.

يقول عدي (34 سنة) من رام لله "لا مكان لأمنيات فلسطينية جديدة وأمنيتنا الوحيدة بالحرية الاستقلال لم تتحقق بعد". وتشاركه باسمة (45 سنة) الرأي بقولها "مشاهد الدمار والموت في غزة لم تترك في نفوسنا رغبة في الابتهاج والفرح". أضافت "إنهاء كابوس الحرب وملء بطون الجوعى والطمأنينة لأطفال غزة هي أسمى أمانينا في العام الجديد". ولم تقتصر أمنية الغزيين المطلقة داخل القطاع بوقف الحرب وتنفس الصعداء، بل تمنوا العودة لمدنهم وقراهم التي هجروا منها عام 2023.

بدورها، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية "الاحتلال يسرق عاماً جديداً من عمر الشعب الفلسطيني بحرمانه من أي جديد بالمعنى الإيجابي للكلمة، ويمعن في سرقة حياته والاستيلاء عليها ويغرقه في بحر من الدماء، ويحول أرضه إلى مقبرة جماعية للشهداء والأحياء في ركام ودمار شامل وغير مسبوق حتى في الحرب العالمية الثانية".

 

أضافت الخارجية، في بيان رسمي، "الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني تسرق فرحة العالم بالعام الجديد، ويستبدل بها حالة من الفشل والشعور بالعجز تجاه الإنسانية والواجبات العالمية التي تفرضها وفقاً للقانون الدولي الإنساني لحماية المدنيين"، وأشارت إلى أنه "في العام الجديد يعيد نتنياهو قطاع غزة بعد تدميره بالكامل عشرات الأعوام إلى الوراء، ويجتاح كامل الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، ويتعامل مع الإنسان الفلسطيني كهدف للرماية والتدريب من دون وازع من قانون أو ضمير أو أخلاق"، وطالبت المجتمع الدولي بأن "يخجل من نفسه ويعترف بهزيمته بسبب تراخيه وغياب إرادته الحقيقية في فرض وقف حرب الإبادة ضد الفلسطينيين."

من جانبه، رأى الأمين العام لـ"حزب المبادرة الوطنية" مصطفى البرغوثي أن "الفلسطينيين، بعد 75 عاماً من التهجر واللجوء والحرمان والحروب، يستحقون تحقيق أمنيتهم بالطمأنينة والسلام، حيث لا مكان للحروب". أضاف "حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة التي تبيد غزة وأهلها لن تضيف شيئاً جديداً للفلسطينيين في العام الجديد سوى مزيد من الإبادة والفصل العنصري."

أضرار كارثية

ووفقاً لأرقام الأمم المتحدة، فإن "1.7 مليون شخص في قطاع غزة هجروا من منازلهم، أكثر من نصفهم أطفال، نفدت لديهم إمدادات المياه والأغذية والوقود والأدوية، ودمرت منازلهم وتشتت أسرهم".

وبحسب تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، يحصل الأطفال النازحون أخيراً في جنوب قطاع غزة على ما بين 1.5 إلى ليترين من الماء يومياً، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى المقدر بنحو ثلاثة ليترات يومياً، ما يتيح لهم البقاء على قيد الحياة، مما يعني بالنسبة إلى المنظمة الأممية، أن أكثر من 80 في المئة من الأطفال الصغار يعانون فقراً غذائياً حاداً. ويأتي ذلك في وقت أكدت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من ثلثي المستشفيات في قطاع غزة لم تعد تعمل بسبب نقص الوقود والمياه والإمدادات الطبية الحيوية أو بسبب تعرضها لأضرار كارثية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووفقاً لتحليل بيانات القمر الاصطناعي "كوبرنيكوس سنتينل-1" الذي أجراه الخبيران في رسم خرائط الأضرار أثناء الحرب، جامون فان دن هويك من جامعة "ولاية أوريغون"، وكوري شير من مركز الدراسات العليا في جامعة "مدينة نيويورك"، أدى القصف الإسرائيلي العنيف إلى تدمير أكثر من ثلثي المباني في شمال غزة وربع المباني في المنطقة الجنوبية من خان يونس، وأشار التحليل إلى أن نسبة المباني المتضررة في منطقة خان يونس تضاعفت تقريباً، خلال الأسبوعين الأولين فقط من الحرب جنوب غزة. ويشمل ذلك عشرات الآلاف من المنازل، إضافة إلى المستشفيات والمساجد والمتاجر والمدارس. وبحسب مراقبين، فإن نحو 70 في المئة من المباني المدرسية في أنحاء غزة تضررت، وما لا يقل عن 56 مدرسة متضررة أصبحت ملاجئ للنازحين، وبينت التحليلات أن الغارات الإسرائيلية دمرت 110 مساجد وثلاث كنائس.

مخاوف اقتصادية

في الضفة الغربية، يدخل العام الجديد على الفلسطينيين حاملاً غصة الحرب على غزة، ومخاوف من تهديدات اقتصادية حادة تفتك بآلاف الأسر الفلسطينية جراء الفقر وغلاء المعيشة. ويقول فلسطينيون من رام لله لـ"اندبندنت عربية" إنهم لا يكترثون بدخول العام الجديد كبقية دول العالم، مؤكدين أن العام الحقيقي الذي ينتظرونه، هو الذي تتحقق فيه العودة لمنازلهم وقراهم، وينهي رحلة اللجوء والألم المستمرة منذ نكبة عام 1948 .

حصار من نوع آخر

ورافق الحرب المستعرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حصار من نوع آخر في الضفة الغربية أثر كثيراً في عجلتها الاقتصادية، شمل الحواجز بين المدن الفلسطينية، وزيادة التفتيش، وتقييد تدفق البضائع والموظفين. وفي وقت احتجزت فيه إسرائيل عائدات الضرائب للسلطة الفلسطينية أوقفت بصورة شبه كاملة السماح للعمال الفلسطينيين من الضفة الغربية بدخول إسرائيل للعمل، كما قيدت حركة الفلسطينيين داخل إسرائيل ومنعتهم من دخول مدن الضفة الغربية للتسوق وإنعاش اقتصادهم.

ووصفت منظمة العمل الدولية الخسائر التي لحقت بالضفة الغربية جراء الحرب على غزة بالفادحة، وقالت إن نحو 32 في المئة من فرص العمل التي تقدر بنحو 276 ألف وظيفة فقدت في الضفة منذ بدء الحرب، وإن الخسائر الاقتصادية في المنطقة خلال أكتوبر ونوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تقدر بـ500 مليون دولار شهرياً.

القيود

ووفقاً لصحيفة Financial Times البريطانية يقول المسؤولون الإسرائيليون إن هذه القيود المفروضة على الحركة تأتي رداً على "التهديدات الفلسطينية الوشيكة" للإسرائيليين في الضفة الغربية، وإن المدن الخاضعة رسمياً لسيطرة السلطة الفلسطينية، مثل جنين ونابلس وطولكرم، "مراكز" للمسلحين. وأشارت الصحيفة إلى أنه بسبب هذه الإجراءات تواجه السلطة الفلسطينية التي يعمل لديها عشرات الآلاف من الأشخاص، صعوبة في دفع الرواتب، مما يقوض موقفها، في وقت يتسابق فيه الدبلوماسيون إلى دعم استقرارها للمساهمة بدور مركزي في مستقبل غزة بعد الحرب.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط