ملخص
تبين من لائحة التكريمات التي كشف عنها أن رئيسة الحكومة السابقة ليز تراس منحت ألقاباً للشخصيات المقربة منها والتي دعمت رئاستها الكارثية
منحت رئيسة الحكومة السابقة ليز تراس ألقاباً للشخصيات التي لعبت أدواراً رئيسة في تدبير التخطيط لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقامت تراس التي لم تمض أكثر من 49 يوماً في مقر رئاسة الوزراء وهي فترة قضت خلالها على اقتصاد المملكة المتحدة، بتسمية ماثيو أليوت الرئيس التنفيذي السابق لحملة "التصويت بالخروج" Vote Leave وجون موينيهان وهو من أبرز المتبرعين لحزب المحافظين والموالي لـ"بريكست" ليكونا عضوين في مجلس اللوردات.
وأسهم أليوت في تأسيس "تحالف دافعي الضرائب" TaxPayers´Alliance وهو عبارة عن مركز بحوث تعنى بخفض الضرائب فيما تبرع موينيهان بمبلغ 20 ألف جنيه استرليني (25 ألف دولار) لحملة رئاسة تراس للحزب عام 2022 وهو الرئيس السابق لحملة التصويت بالخروج.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبرزت أيضاً على لائحة المكرمين نائبة رئيس العاملين في مقر رئاسة الوزراء في داونينغ ستريت روث بورتر، إلا أن المدير السابق لمعهد الشؤون الاقتصادية مارك ليتلوود الذي دعم الموازنة المصغرة الكارثية التي أقرتها تراس، غاب عن اللائحة.
وكانت الخطط الاقتصادية لتراس ووزير خزانتها كواسي كوارتنغ التي تضمنت تخفيضات ضريبية غير ممولة بقيمة 45 مليار جنيه استرليني (57 مليار دولار) أثارت فوضى في الأسواق المالية وتراجعاً حاداً للجنيه الاسترليني.
وأقالت تراس على الفور كوارتنغ بعد 38 يوماً على توليه الحقيبة الوزارية. وهي نفسها استمرت لفترة 49 يوماً في رئاسة الحكومة قبل أن يستبدل بها ريشي سوناك في داونينغ ستريت.
ووصف حزب العمال تلك التكريمات التي أوصت بها تراس "بالألقاب المشوهة" التي تكافئ السياسات الاقتصادية الفاشلة، كما وصف الديمقراطيون الليبراليون لائحتها بـ"الوقحة والمخجلة".
وفي هذا السياق، دعا نشطاء إلى القيام بإصلاحات طارئة في نظام منح الألقاب "الفاسد والخارج عن السيطرة" وانتقدوا اللائحة التي تقترح منح لقب جديد يدخل حيز التنفيذ لكل يوم ونصف اليوم أمضته تراس في منصبها.
وإضافة إلى الألقاب التي منحت لهؤلاء الأشخاص الثلاثة، سمت تراس ثمانية أشخاص لمنحهم ألقاباً منها وسام الإمبراطورية البريطانية برتبة عضو MBE ووسام الإمبراطورية البريطانية برتبة ضابط OBE وألقاب فرسان.
وأثارت اللائحة جدلاً ملحوظاً قبل نشرها بسبب الفترة الوجيزة التي أمضتها تراس في رئاسة الوزراء وكشف مقر رئاسة الوزراء النقاب عنها تزامناً مع مجموعة من الألقاب المنفصلة في وقت متأخر من بعد ظهر الجمعة الـ29 من ديسمبر (كانون الأول).
وتضم اللائحة أيضاً النائبة عن منطقة ثوروك جاكلين دويل-برايس التي اقترح اسمها لنيل لقب "دام" (السيدة) بعد خدمتها في منصب وزيرة دولة للشؤون الاقتصادية وهي خدمة استمرت من سبتمبر (أيلول) 2022 حتى أكتوبر (تشرين الأول) 2022. واقترح اسم أحد زملاء تراس الآخرين، أليك شيلبروك النائب عن منطقة ألميت وروثويل لنيل لقب فارس تكريماً لخدماته السياسية كوزير دولة للمشتريات الدفاعية.
وضمت لائحة التكريمات المستشارين الخاصين السابقين صوفي إينا جارفيس وشابير رياز ميرالي لنيل لقب وسام الإمبراطورية البريطانية برتبة قائد CBE وروبرت باتلر النائب عن أيلسبوري وسوزان ويب النائبة عن ستوربريدج لنيل وسام الإمبراطورية البريطانية برتبة ضابط ورئيس جمعية المحافظين في ساوث ويست نورفولك ديفيد هيلز لنيل وسام الإمبراطورية البريطانية برتبة عضو.
وتبرعت الروائية شيرلي إيدا كونران التي برز اسمها أيضاً على اللائحة بمبلغ 5 آلاف جنيه استرليني (6370 دولاراً) لتراس دعماً للأنشطة في دائرتها الانتخابية بحسب ما ورد في سجل المصالح العام. ومن المتوقع أن تمنح كونران لقب "دام" تكريماً لخدماتها في تعليم الرياضيات كمؤسسة لصندوق "ماث أنكسيتي" Maths Anxiety Trust.
وكانت تراس قد استمرت بالدفاع عن أفكارها الداعمة للسوق الحرة الاقتصادية منذ مغادرتها رئاسة الحكومة على رغم ولايتها الكارثية كرئيسة وزراء التي أدت إلى نشر الفوضى في الأسواق المالية.
وبعيد نشر لائحة تكريمات الاستقالة قالت "أشعر بالسعادة لأن هؤلاء الأبطال الداعمين لقضايا المحافظين التي تنادي بالحرية وحكومة مصغرة وبريطانيا فخورة وسيادية قد حصلوا على تكريم ملائم".
وفي سياق متصل، قالت نائبة رئيس الديمقراطيين الليبراليين دايزي كوبر: "إن هذه الخطوة الوقحة لمكافأة المقربين من ليز تراس الذين أسهموا في الانهيار لا يضاهيها سوى ضعف ريشي سوناك في الفشل بعدم تمريرها. إن منح تراس الألقاب بعد أن أطاحت المالية العامة وتركت العائلات تعاني كلف الرهن العقاري المتقلب يؤدي إلى تشويه نظام منح الألقاب برمته. يفترض بنظام التكريم هذا أن يحتفي بالأشخاص الذين يعملون بجد والذين حققوا إنجازات عظيمة. إن تشويه هذا الاحتفال يظهر مدى بعد حكومة المحافظين عن الواقع".
وفي هذا الصدد، قال النائب وزير مكتب مجلس الوزراء في حكومة الظل جوناثان أشوورث: "تشكل هذا اللائحة دليلاً قاطعاً على ضعف ريشي سوناك وهي صفعة في وجه الأشخاص العاملين الذين يدفعون ثمن تحطيم المحافظين الاقتصاد. يجب منح هذه الألقاب للأشخاص الملتزمين الخدمة العامة وليس لمكافأة إخفاق المحافظين. عوضاً عن الاعتذار عن سحق الاقتصاد وزيادة أسعار الرهن العقاري التي كلفت العائلات آلاف الجنيهات، انجر ريشي سوناك خلف تلك الألقاب المشوهة لأنه ضعيف للغاية لكي يقود حزب محافظين منفصلاً تماماً عن الأشخاص العاملين".
ومن جهتها، قالت الرئيسة التنفيذية لحملة "الأفضل لبريطانيا" Best for Britain، نعومي سميث "إن غرور ليز تراس وعدم كفاءتها خلال الفترة الوجيزة التي أمضتها في رئاسة الحكومة تسببا بصعوبات مالية غير ضرورية لملايين الأشخاص وشكلا إحراجاً وطنياً. من شأن السماح لها بمنح وظائف وألقاب لمدى الحياة للأشخاص الذين تسببوا بأضرار جسيمة لبريطانيا أن يزيد من انعدام الثقة واللامبالاة في السياسة".
وأشار كبير مديري الحملات في "جمعية الإصلاح الانتخابي" Electoral Reform Society ويلي سوليفان إلى أن "الأمر سيبدو بمثابة إهانة لكثر بأن يروا ليز تراس تمنح ألقاباً لأصدقائها وداعميها بعد الفترة الكارثية الوجيزة التي أمضتها في رئاسة الحكومة. يبدو وكأن الطبقة السياسية توزع المكافآت مقابل الإخفاق فيما لا يزال كثير من الناس يعانون تأثيرات تلك الفترة المتقلبة في منصب الرئاسة".
وأضاف "إن لائحة الألقاب التي وضعتها ليز تراس تزامناً مع استقالتها تضيف مزيداً من الزملاء في مجلس اللوردات الذي يضم نحو 800 عضو مما يجعله ثاني أكبر غرفة تشريعية في العالم بعد مجلس الشعب الصيني".
وأكمل قائلاً "يسلط هذا الأمر الضوء على مدى فساد نظام الألقاب الحالي وخروجه عن السيطرة ولماذا يحتاج إلى إصلاح طارئ لتجنب إلحاقه مزيداً من الضرر بثقة الشعب بالسياسة. من الواضح أنها ليست طريقة ملائمة ولا مناسبة لاختيار الأشخاص الذين سيدخلون إلى البرلمان. لهذا السبب نحتاج إلى استبدال مجلس أصغر ومنتخب حيث يقوم شعب هذه البلاد وليس رؤساء وزراء سابقين باختيار من يمثلهم في البرلمان الذي يسن القوانين التي نعيش في ظلها جميعاً بمجلس اللوردات المضخم وغير المنتخب".
© The Independent