Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سكان شمال إسرائيل ينشدون دعما أميركيا لعملية عسكرية ضد "حزب الله"

يواجهون مشاكل كبيرة بسبب عدم توفير سكن دائم لهم في المكان الذي نُقلوا إليه وفقدانهم للاحتياجات الأساسية

لبنانيون يعاينون ركام منازلهم في قرية بنت جبيل الجنوبية بعد تعرضها لقصف إسرائيلي، في 27 ديسمبر الجاري (أ ف ب)

ملخص

يرى سكان مستوطنات الشمال أنه "في حال تنفيذ القرار وإبعاد (حزب الله) عن الحدود سيعود الأمن إلى هذه المنطقة"

مع تفجير طائرة مسيرة الخميس، في منطقة خليج حيفا، التي تعتبر الأكثر حساسية وخطراً لما تشمله من مواد كيماوية، أعلنت قيادة الشمال في الجيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب والاستعداد بين الجيش والقيادة في منطقة الشمال كلها، إلى أقصى الدرجات، فيما يواصل أكثر من 65 ألف إسرائيلي أُبعدوا عن بيوتهم منذ دخول هذه المنطقة ضمن مرمى حرب "طوفان الأقصى"، حملة احتجاجاتهم بدعم ومساندة من رؤساء البلدات وأمنيين وعسكريين سابقين.

وبعد نشر تقرير يستبعد نجاح الجهود الدبلوماسية الهادفة للتوصل إلى اتفاق حول مصير المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل، نقل سكان الشمال قضيتهم إلى المجتمع الدولي، فنقلوا ما قالوا إنه "معاناة إبعادهم وانعدام الأمن لهم"، عبر وسائل إعلام دولية ثم بعثوا برسالة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، يطالبونه فيها بالدعم الكامل لإسرائيل لتنفيذ عملية عسكرية تضمن أمن الحدود وإعادتهم إلى بيوتهم، في ظل توقعات فشل الجهود الدبلوماسية.

منتدى 1701

منذ أكثر من شهر وفي ذروة النقاش الإسرائيلي حول ضرورة إنهاء الحرب، بدأ سكان الشمال، الذين أبعدوا عن بيوتهم، يواجهون مشكلات كبيرة بسبب عدم توفير سكن دائم لهم في المكان الذي نقلوا إليه وعدم توفير الاحتياجات الأساسية لهم، والأهم من ذلك عدم ضمان دفع التعويضات لهم، الأمر الذي دفعهم إلى عمل منظم شكلوا خلاله مجموعة أطلقت على نفسها اسم "منتدى 1701"، نسبة إلى القرار 1701 الذي اتخذ في أعقاب حرب لبنان الثانية في عام 2006 وضمن بنوده إبعاد عناصر "حزب الله" عن الحدود مع إسرائيل. وتسمية المنتدى جاءت كون أن مطلبهم المركزي هو ضمان تنفيذ القرار 1701. ويرى سكان مستوطنات الشمال أنه "في حال تنفيذ القرار وإبعاد حزب الله عن الحدود سيعود الأمن إلى هذه المنطقة".

وعلى مدى الشهر الأخير توجه السكان عبر رؤساء بلدات الشمال إلى الحكومة ومتخذي القرار بطلب اتخاذ إجراءات فورية تضمن أمنهم وإعادتهم إلى الشمال، لكنهم لم يلقوا تجاوباً كاملاً بل شهد مطلبهم نقاشاً إسرائيلياً واسعاً وخلافات حول توجيه ضربة إلى لبنان أم الاستمرار بما سماه الإسرائيليون "حرب الاستنزاف" مع "حزب الله".
في المقابل، بعث أمنيون وعسكريون توصيات لمتخذي القرار تشمل عدم فتح جبهة جديدة مع لبنان قبل تحقيق أهداف حرب غزة وإنهاء القتال هناك، فوجد سكان الشمال أنفسهم أمام وضع ضبابي وعدم استقرار يجعلهم مبعدين عن بيوتهم لأشهر طويلة، من دون جدول زمني لإعادتهم، وهو ما يرفضونه بالمطلق، فصعدوا مطالبهم واحتجاجاتهم وبعثوا برسالة إلى بايدن، ورئيس مجلس الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، في الوقت الذي وجد فيه وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديمر في واشنطن، لبحث مختلف القضايا المتعلقة في الحرب.

المطالبة بعملية عسكرية

في الرسالة، وخلافاً للمطالب والأجواء التي تسود إسرائيل، طلب سكان الشمال تقديم الدعم لعملية عسكرية في لبنان، وهو طلب يحظى بدعم الأقلية سواء من متخذي القرار أو الأمنيين والعسكريين وحتى سكان إسرائيل، الذين يفضلون عدم اتساع الحرب وتشديد نيرانها إلى حرب إقليمية، وهذا ما تطالب به، أيضاً، واشنطن.

وكتبوا في الرسالة "نتوقع دعماً كاملاً لعملية عسكرية حتى نتمكن من العودة إلى بلداتنا في الشمال. لقد رأينا ما حدث في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وندرك تماماً أن وقوع مثل هذا الحدث عند الحدود الشمالية بات مسألة وقت فقط بالنسبة إلى (حزب الله)".

واعتبر سكان الشمال في رسالتهم موقف الولايات المتحدة تجاه القتال في المنطقة الشمالية جعلهم لاجئين في بلادهم، وأن "الفشل في تنفيذ القرار 1701 أدى إلى وجود (حزب الله) على حدود إسرائيل وضرب أهداف مدنية بهدف قتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص".

واتهم سكان الشمال قوات "اليونيفل" التابعة للأمم المتحدة بالتغاضي عما يحدث في المنطقة الحدودية، مدعين أنه "لأكثر من ثلاث سنوات، غضت قوات اليونيفيل الطرف، بل وتعاونت مع (حزب الله) مما سمح للحزب بإنشاء مواقع عسكرية هجومية على حدود إسرائيل".

داخلياً، يكثف "منتدى 1701" ضغوطه على الحكومة الإسرائيلية والكابينت الحربي لاتخاذ إجراءات فورية لتغيير الواقع على الحدود الشمالية، بما في ذلك إقامة منطقة منزوعة السلاح في لبنان وإبعاد "حزب الله" إلى ما بعد نهر الليطاني.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


المصادقة على خطط عسكرية

في اليوم الذي بعث "منتدى 1701" الرسالة إلى بايدن، وصل رئيس أركان الجيش هرتسي هليفي إلى منطقة الشمال لإجراء جلسات تقييم مع قيادة الشمال، أعلن بعدها أنه صادق على خطط عدة للاستمرار في المواجهة العسكرية مع "حزب الله".
وتوجه هليفي إلى سكان الشمال في محاولة لطمأنتهم قائلاً إن "مهمتنا الأولى هي إعادة السكان إلى بيوتهم وقد ضمنا لهم الأمن والهدوء. وافقنا على خطط قتالية للاستمرار في العمليات في الشمال، وندرك تماماً أنه علينا أن نكون مستعدين للهجوم إذا لزم الأمر".

وأنهى كلمته بتكرار وعده للسكان "لن يتم إعادة سكان المنطقة الشمالية لإسرائيل من دون ضمان الأمن والشعور بالأمان".

وفي اجتماع مع رؤساء بلدات الشمال تعهد وزير الدفاع يوآف غالانت باتخاذ كل الإجراءات الضرورية لإعادة عناصر "حزب الله" إلى شمال نهر الليطاني، "سواء بالوسائل الدبلوماسية أو العسكرية". وأكد غالانت أن "إسرائيل تمنح الأولوية للحل الدبلوماسي بترتيب سياسي دولي يضمن إخراج (حزب الله) إلى ما وراء نهر الليطاني، استناداً إلى قرار الأمم المتحدة رقم 1701، لكن إذا لم ينجح الخيار الأول فإن إسرائيل ستتصرف بكل ما تملك من وسائل لتحقيقه عبر إجراءات عسكرية".

الاستعداد لمواجهة شاملة مع "حزب الله"

من جهته، رأى الرئيس السابق للدائرة الأمنية - العسكرية في وزارة الأمن الإسرائيلية عاموس جلعاد، أن "حزب الله" لا يزال يتخذ جانب الحذر من اندلاع مواجهة شاملة واسعة، "خشية عمق وشدة رد فعل الجيش الإسرائيلي والردع الأميركي، أيضاً". وقال جلعاد إن "تنوع قدرات (حزب الله) يجسد فقط كون التهديد الإيراني هو التحدي الأمني المركزي لإسرائيل، والوضع الحالي يحتم علينا بداية هزيمة (حماس) في غزة إلى جانب إعادة المخطوفين، كون هذا سيرفع مستوى الردع الإسرائيلي حيال كل عناصر المحور الإيراني. وفي الجبهة الشمالية، فإن أعمال الجيش الإسرائيلي ضرورية لغرض إنشاء واقع آخر يتمكن في إطاره سكان المنطقة من العودة إلى بيوتهم. إلى جانب ذلك يجب الاستعداد لمواجهة شاملة مع (حزب الله) حتى وإن كانت بجداول زمنية مختلفة عما يعتقده البعض – وذلك لأن الاستعدادات يجب أن تشمل، إلى جانب بناء قوة عسكرية، تنسيقاً استراتيجياً عميقاً وواسعاً مع الولايات المتحدة أيضاً حيال التهديد الإيراني بكل عناصره".

وعاد جلعاد إلى طرح مسألة إيران كدولة "حافة نووية" من جديد، بالتوازي مع نشاطات "حماس" و"حزب الله"، وبرأيه فإن "إسرائيل ملزمة أن تعود إلى طرح كون إيران دولة حافة نووية في مقدمة جدول الأعمال العالمي. فمهاجمة ناقلة الكيماويات على مسافة 300 كيلومتر غرب الهند يجسد الأخطار الواسعة التي ينطوي عليها هذا النظام".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات