Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تسجل نصرا لنفسها وتفاخر بخدعة الجنود المصابين

الحدود الشمالية: هدوء مشوب بقلق احتمالات ضربة ثانية

على الرغم من الهدوء الذي يسود الحدود الشمالية بين لبنان وإسرائيل، بعد عملية أفيفيم، والردّ الإسرائيلي عليها، لكن الواقع على الصعيدين العسكري والسياسي لم يهدأ. الجيش الإسرائيلي ما زال في حال تأهب والإجراءات الأمنية والعسكرية التي اتخذت خلال الأيام الماضية، تحسباً من رد حزب الله، ما زالت مستمرة، في أعقاب تقديرات إسرائيلية بأن حزب الله قد يردّ من جديد لاعتبار قصف أفيفيم، رداً على القصف الإسرائيلي على سوريا ولا يشمل الردّ على الطائرتين المسيرتين في الضاحية.

وقد تعرضت القيادتان السياسية والعسكرية لانتقادات من سكان بلدات الشمال واتهموهما بإهمال أمنهم، فيما تصدّر مشروع الصواريخ الدقيقة مشاورات القيادتين السياسية والأمنية حول سبل التعامل مع الوضع بعد أحداث الأحد.

وفي اجتماع مع قائد قوات اليونيفيل، الجنرال ستيفانو ديل الكول، قيل إن الاجتماع محدد قبل المستجدات، وعلى الرغم من ذلك بحث الطرفان التطورات الأخيرة وما يتعلق بمهمة القوات الدولية في جنوب لبنان والتجديد لولايتها، بالإضافة إلى التوتر السائد بين لبنان وإسرائيل. واعتبر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، مشروع الصواريخ الدقيقة خطراً ليس فقط على إسرائيل، ودعا اليونيفيل ولبنان إلى العمل لوقف المشروع في لبنان وتطبيق القرار الدولي 1701، وحذر من أن إسرائيل لن تقبل التسامح مع الوضع القائم.

الثقة بالجيش

الكشف عن استخدام الجيش الإسرائيلي خدعة أمام حزب الله عندما أعلن عن وقوع إصابات بين الجنود، وما أسهم به إعلامه من إرباك، صعّد من حملة السكان ضده، لكن القياديين خرجوا يدافعون عن خطوة الجيش واتباعه أسلوب الخداع والتمويه أمام حزب الله.

وتبين في هذا الجانب أنه قبل نشر مشاهد نقل جنود مصابين عبر مروحية عسكرية، أعلن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أنه لم تقع إصابات ولا حتى خدوش. بعد ذلك سارع الجيش إلى نشر هذه الصور عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية وتحدث عن إصابات وأصدرت بعدها الرقابة العسكرية قراراً يمنع نشر أي تفاصيل حول نتائج ضربة حزب الله. ساعات وأعلنت تل أبيب رسمياً أن ما نشر كان خدعة.

وتضمنت الخدعة إعلان استهداف مركبة مدرعة، ثم صبغ جنديين باللون الأحمر على شكل إصابات وتضميدهما ثم نقلهما بالمروحية للتمويه وإيهام حزب الله بالنصر وبتحقيق إنجاز في عمليته.

مستشفى رمبام من جانبه وقع في مطب التمويه، ففور وصول الجنديين أعلن أنه استقبلهما للعلاج، ثم بعد أقل من ساعة أعلن المستشفى في بيان أن الجنديين المصابين تلقيا العلاج وغادرا المستشفى لعدم ظهور إصابات عليهما.

ما بين الاطمئنان والتحذير

هيمنت أحداث الأحد على المشهد الإسرائيلي، مع سؤال عما إذا كانت الرد الوحيد الذي توعد به الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، أم أنها ضربة أولى ستلحقها أخرى. واتفق كثيرون على أن إسرائيل خرجت رابحة من الأحداث، فيما تكبد نصر الله فشلاً ذريعا.

واعتبر الخبير العسكري، ألكس فيشمان، أن الإسرائيليين تنفسوا الصعداء. وتابع "إذا نجح نصر الله في إقناع الجمهور اللبناني بأنه سجل إنجازاً عملياتياً بضرب موقع الجيش الإسرائيلي، معقول الافتراض بأنه سينزل عن الشجرة. أما إذا تحول الحدث إلى سلاح سياسي ضده داخل لبنان، فمن شأنه أن يُحشر في الزاوية وأن يرتكب الخطأ الذي يشعل الحدود اللبنانية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وهناك احتمال من احتمالين، إما أن يكون حزب الله اختار عمداً هذه الأهداف مع العلم بأنه لن يكون للجيش الإسرائيلي مصابون، والجيش الإسرائيلي تعاون أو أنه ببساطة لم يعرف أنه يقع في فخ. في الحالتين كانت تقديرات قيادة المنطقة الشمالية صحيحة: "لو لم يفعل الجيش الإسرائيلي كما فعل، لكان يمكن الافتراض بأننا كنا اليوم مع عدد لا بأس به من المصابين ومع حدود مشتعلة. إذ إن حزب الله لم يرغب في تفويت الفرصة، وهو ببساطة على ما يبدو وقع في الفخ".

معركة الصواريخ مستمرة

وتحت عنوان "مهلة توقف حتى الجولة التالية"، كتب الخبير العسكري، تل ليف رام، أنه من السابق لأوانه إنهاء حالة التأهب العالية في الشمال، ونتائج الجولة الحالية كفيلة بأن ترضي في هذه المرحلة كل الأطراف وتوفر لهم الجواب اللازم. في حزب الله سيعرضون "صور نصر" لإصابة المركبة العسكرية الإسرائيلية المحصنة، بل وربما سيدعون أن إسرائيل تكذب حين تدعي أنه لا إصابات. سيشرح نصرالله بأنه دافع عن شرف لبنان، وفي الفرصة ذاتها يرسم من جديد الخطوط الحمراء لإسرائيل، بحيث تفكر مرة أخرى قبل أن تهاجم في لبنان.

في المقابل، في الجيش الإسرائيلي سيعرضون الجاهزية الجيدة في الميدان والتي أدت إلى عدم وقوع إصابات في هذا الحدث. في السطر الأخير-في هذه المرحلة في الأقل- توجد لكل اللاعبين ذوي الصلة إمكانية لأن يعيدوا إلى الوراء أدوات اللعب والاستعداد للخطوة التالية التي في أغلب الظن ستكون بقوى أعلى.

المزيد من الشرق الأوسط