ملخص
صدر حكم على طبيب بريطاني بالسجن لمدة خمس سنوات بعدما تبين أنه اشترى عقاقير مخدرة غير مشروعة كي يبيعها لزبائن على شبكة الإنترنت المظلمة
صدر حكم على طبيب بريطاني بالسجن لمدة خمس سنوات بعدما تبين أنه اشترى عقاقير مخدرة غير مشروعة كي يبيعها لزبائن على شبكة الإنترنت المظلم أو الـ"دارك ويب" dark web، مستخدماً اسماً مستعاراً هو "إمبريال ستورم تروبر" (جندي العاصفة الإمبراطورية) من سلسلة أفلام "حرب النجوم".
الطبيب الذي يدعى شعيب أحمد، باع عقار النشوة أو "إكستاسي" والقنب الهندي أو "حشيشة الكيف" وعقاقير مزيفة من دواء "زاناكس" المضاد للقلق طوال 12 شهراً من يوليو (تموز) 2016 حتى أغسطس (آب) 2017.
أحمد، 41 سنة، الذي سكن شارع ديل في منطقة هالسوين سابقاً، صدر الحكم في حقه في "محكمة برمنغهام كراون" الإثنين في الـ11 من ديسمبر (كانون الأول) الجاري جزاء ارتكابه تلك الجرائم.
الطبيب قضى فترة في السجن في فرنسا أيضاً بتهم تتعلق بالمخدرات، وبقي في الحبس الاحتياطي طوال سنتين قبل النطق بالحكم في حقه الإثنين.
وفي التفاصيل، أجرت الشرطة تحقيقاتها في أوائل عام 2017، عندما ضبط أحد عناصرها طرداً يحوي مخدرات موجهاً إلى صندوق بريد مستأجر في مدينة برمنغهام في إنجلترا.
كان صندوق البريد مُستأجراً باسم مختلف، ولكن سُددت كلفة إيجاره من حساب أحمد المصرفي. في الواقع، كان هذا الصندوق واحداً من صناديق بريد عدة استأجرها في منطقة وست ميدلاندز بأسماء مختلفة.
الطبيب استخدم صناديق البريد كي يتسلم عبرها المخدرات المنقولة التي باعها لاحقاً لأشخاص آخرين.
عمل أحمد متنكراً بالاسمين المستعارين ""إمبريال ستورم تروبر" و"آي أس تي"، ونفذ عملياته التجارية باستخدام عملة "بيتكوين" المشفرة.
وفق تقديرات شرطة وست ميدلاندز، كسب أحمد أكثر من 250 ألف جنيه استرليني خلال العام الذي كان يبيع فيه المخدرات.
كان أحمد أيضاً يتعامل مع تاجر مخدرات آخر يدعى مارك وارد، ويسكن مدينة بورتسموث البريطانية، وقد اعتقلته "الوحدة الإقليمية للجريمة المنظمة في المنطقة الجنوبية الشرقية" في يونيو (حزيران) 2017.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كان وارد عضواً في عصابة مخدرات أنجزت تبادلاتها أيضاً تحت أسماء مستعارة مختلفة في أسواق عدة على الشبكة المظلمة.
بعد إعلان عزمه "اعتزال" الاتجار على أحد المواقع المظلمة، كشف وارد عن أن شخصية أحمد البديلة، "إمبريال ستورم تروبر"، كانت من بين موردين عدة سيتولون تجارته في عقاقير "زاناكس" المزيف.
في المملكة المتحدة، لا يمكن الحصول على "زاناكس" إلا بوصفة طبية، علماً أنه مصنوع لعلاج اضطرابات القلق والذعر، ولكن غالباً ما يستخدم بطريقة سيئة بسبب آثاره المهدئة.
بعد اعتقال وارد، سافر أحمد إلى فرنسا في أغسطس (آب) 2017، وعبر من بلجيكا إلى هولندا.
ولدى عودته لفرنسا، خضع للتفتيش من عناصر حرس الحدود الفرنسيين، فاكتشفوا حيازته على أكثر من 46 كيلوغراماً من أقراص النشوة أو "إكستاسي" التي تبلغ قيمتها السوقية ما يزيد قليلاً على 615 ألف يورو (حوالى 528 ألف جنيه استرليني).
حينها، اعتقلت الشرطة أحمد ووجهت إليه التهمة، ثم حكم عليه بالسجن لمدة ست سنوات في فرنسا.
بحسب الشرطة البريطانية: "تشاركت السلطات الفرنسية معنا معلومات حول اعتقال أحمد، وكجزء من تحقيقنا المستمر ضده، فتشنا منزله الكائن في هالسوين حيث عثرنا على مجموعة متنوعة من العقاقير المخدرة، إضافة إلى أجهزة رقمية التي كشفت عند تحليلها عن صلة أحمد بملف شخصي لـ’جندي العاصفة الإمبراطورية‘ وصفقاته غير المشروعة من الاتجار بالمخدرات عبر الإنترنت".
في يوليو 2021، سلمت فرنسا أحمد إلى المملكة المتحدة، وأودع الحبس الاحتياطي في انتظار خضوعه للمحاكمة.
واعترف أحمد بأنه مذنب في الـ 28 من يونيو من العام الحالي، وسجن الإثنين الماضي جزاء ما مجموعه 17 جريمة تتعلق بحيازة مواد مخدرة خاضعة للرقابة ونية توريدها.
عند إصدار الحكم، أشار القاضي إلى أن أحمد كان لينال عقوبة أشد لو لم يكن قد أودع السجن في فرنسا لبعض الوقت.
وتحدثت في هذا الشأن المحققة الشرطية هولي بيرسيفال، من فريق الجرائم الإلكترونية التابع لوحدة الجريمة المنظمة الإقليمية في منطقة وست ميدلاندز، فقالت إنه "بالنسبة إلى العالم الخارجي، كان شعيب أحمد طبيباً متخصصاً ذا سمعة محترمة وبعيداً جداً من تصور الناس لتاجر المخدرات... ولكن خلف الكواليس، داخل المجتمع السري الذي ينفذ عملياته على الشبكة المظلمة، كان منتظماً في بيع العقاقير والمخدرات غير المشروعة."
وأضافت المحققة بيرسيفال: "كونه طبيباً مسجلاً، كان أحمد يعرف جيداً الأخطار التي تشكلها هذه العقاقير المخدرة، ولكنه لم يكن يهتم كثيراً بالآخرين، بل بمصلحته الخاصة فحسب... كذلك اعتقد بأنه كان خارج متناول أيدينا، إذ كان يتصرف تحت عباءة عدم الكشف عن هويته على الشبكة المظلمة، ولكننا نسعى من دون كلل إلى ملاحقة الأشخاص الذين يرتكبون الجرائم في الفضاء الإلكتروني، تماماً كما نتصدى لمن يرتكبون جرائم في الشوارع".
وتابعت المحققة بيرسيفال: "نتمتع بالخبرة الفنية اللازمة، وفي متناولنا الموارد اللازمة لمواجهة هؤلاء المجرمين، ونحن مصممون على وقف تجارة المخدرات أينما كانت... اعتقال أحمد إنما هو خير دليل على عزمنا على مواجهة هذا الشكل من الجريمة".
© The Independent