Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دخان المعارك يحجب أضواء الميلاد ويوصد أبواب الكنائس في السودان

غابت التجمعات في شوارع المدن الثلاث الخرطوم وبحري وأم درمان وبدت الأعياد حزينة

دوي المدافع يعلو على أصوات ترانيم الميلاد في السودان (اندبندنت عربية - حسن حامد)

ملخص

حلت أعياد الميلاد هذا العام بلا احتفاء ولا ترانيم وبدت ممزوجة بالأحزان نظراً إلى فقدان كثير من الأسر للأحبة والأقارب فضلاً عن النزوح والتشرد في ولايات البلاد المختلفة وبعض دول الجوار

ألقت الحرب في السودان بظلالها على أعياد الميلاد والكريسماس التي حلت حزينة تلمسها المسيحيون بقلوب خائفة وفرحة باهتة، إذ غابت أجواء الاحتفالات وأصداء الترانيم بصورة تامة، ولم تزين الأشجار المضاءة شوارع العاصمة الخرطوم كما هي الحال كل عام، ولم تقرع الطبول وتجوب المسيرات الشوارع ويسير خلفها المئات بين كنيسة وأخرى.

وشهدت بعض المدن السودانية احتفالات محدودة للغاية نظراً إلى أوضاع الصراع المسلح الذي أفسد فرحة طقوس العيد في الطرقات والشعائر الدينية في الكنائس الرئيسة.

احتفاء محدود

وإزاء هذا الوضع، اقتصر عيد الميلاد على الشعائر الدينية وبرنامج مبسط بدلاً من أضواء الألحان وأصداء الترانيم والموسيقى في الكنائس، وسادت أجواء من الحزن والترقب لم تسمح لكثيرين بالاستمتاع باحتفال ميلادي هذا العام، وغابت التجمعات في الساحات والميادين وتبددت أصداء الأناشيد ونغمات الموسيقى.

في السياق، هنأ رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان المواطنين المسيحيين بمختلف طوائفهم، بذكرى ميلاد السيد المسيح، وبحلول العام الميلادي الجديد.

وأعرب البرهان عن تمنياته لكل المواطنين المسيحيين، وهم يحتفلون بهذا العيد المجيد، بدوام الصحة والعافية، وأن يحل العيد المقبل مرفقاً بالسلام والأمن والاستقرار"، داعياً أن يجتمع السودانيون حول قيم التسامح والرحمة والسلام التي حملها السيد المسيح.

غياب مظاهر الفرح

استيقظت الخرطوم صباح عيد الميلاد على أصوات الرصاص ودوي المدافع وغابت الفرحة المعهودة، وبدت الشوارع حزينة، كما أرغم فرض الحصار القسري ونيران القصف الأطفال على البقاء مع عائلاتهم ولم يتمكنوا من الذهاب إلى الكنائس والحدائق للاحتفال والترفيه.

ويتحسر بيتر جون على "حلول أعياد الميلاد وسط ظروف صعبة يعانيها السودان بفعل الحرب، وغياب مظاهر الاحتفالات وحصر المناسبة التي تحتفي بها كل دول العالم على الشعائر الدينية بالعاصمة".

وأضاف أن الأوضاع الحالية منعتهم "من الاحتفال بسبب تصاعد القتال وما يحدث للسكان في الخرطوم، لذلك وجب علينا أن نشملهم في صلواتنا ليحل السلام والأمن".

وتابع المتحدث "ظلت الخرطوم وعلى مدى سنوات تمثل نموذجاً طيباً في السلام والتعايش السلمي بين مكونات المجتمع بين مسلم ومسيحي، وتقوم على الحب والتسامح الديني، في الكريسماس يأتي المسلمون للاحتفال مع المسيحيين، وفي عيدي الفطر والأضحى نذهب للاحتفال معهم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

دعوات وتضرع

من جانبه يقول أحد القساوسة بالكنيسة الإنجيلية في مدينة الأبيض غرب السودان، ويدعى سليمان نمر، إن "المدينة احتفلت بأعياد الميلاد وسط حضور كبير، وشهدت فعاليات عدة، لكن الأجواء لم تكن مثل الأعياد السابقة بسبب ظروف الحرب في البلاد والإقليم".

وأضاف أن "الكل يتضرع ويصلي طالبين وقف القتال وإحلال السلام لإعادة نموذج التماسك الاجتماعي بين المكونات كافة، حتى تنعم الولاية بالاستقرار ويعود النازحون إلى منازلهم لممارسة حياتهم بشكل طبيعي".

ونوه نمر إلى أن "مدينة الأبيض لديها خصوصية تختلف عن كل المدن السودانية، إذ يعيش المجتمع المحلي بسلام ومحبة من دون تفرقة بين مسلم أو مسيحي، ونتشارك المناسبات المختلفة في الأفراح والأتراح".

رسائل السلام

من جهتها، قالت مارتا كنج، إن "أعياد الميلاد تحل هذا العام بلا احتفاء ولا موسيقى ولا تجمعات، لكن من المهم أن نحافظ على طقوسنا الدينية ونبعث برسالة حول أهمية السلام وضرورة وقف القتال في السودان من أجل تعزيز التعايش السلمي".

وتستدعي كنج من ذاكرتها "أجواء الكريسماس في الخرطوم التي كان يقصدها المئات في هذا العيد للاحتفال وسط أصداء الترانيم وزينة الأشجار المضاءة"، وتبدي حسرتها على واقع الحال بسبب الحرب.

وتمضي في القول "نأمل في أن يعم السلام ربوع السودان في أقرب وقت، ويعود النازحون واللاجئون إلى منازلهم وديارهم، وتسود أجواء التعايش السلمي من جديد بين مكونات المجتمع المسلم والمسيحي، ونحتفي جميعاً في وطن معافى".

آمال وأمنيات

واعتبر الباحث والناشط في مجال الحريات الدينية المسيحية يعقوب بولس ميدان، أن "الحرب أثرت بصورة كبيرة على أجواء احتفالات أعياد الميلاد في السودان، وباتت ممزوجة بالأحزان وعدم الاستقرار النفسي نظراً إلى فقدان كثير من الأسر للأحبة والأقارب، فضلاً عن النزوح والتشرد في ولايات البلاد المختلفة وبعض دول الجوار".

وأضاف أن "الصراع المسلح أفسد فرحة عيد الميلاد وغابت مظاهر الاستعدادات خصوصاً إنارة المنازل وشراء حاجات الأطفال ومستلزمات عيد الميلاد من الأسواق، فضلاً عن المسيرات والتجمعات في شوارع المدن الثلاث الخرطوم وبحري وأم درمان، وباتت معظم الكنائس موصدة الأبواب".

وختم ميدان قائلاً "نأمل في وقف الصراع المسلح وإحلال السلام وبداية رحلة الإعمار والتعايش بصورة سلمية وتقديم نموذج مشرف بعيداً من الصراعات التي أعادت السودان سنوات للوراء".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات