Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تبعات "بريكست" السلبية ستعصف ببريطانيا في 2024

سفر حاملي الجوازات البريطانية إلى الاتحاد الأوروبي العام المقبل سيتطلب منهم مسح الوجه وبصمات الأصابع لكن هذين الأمرين ليسا "الحريتين" الجديدتين الوحيدتين اللتين منحهما لنا "بريكست"

إذا كان "بريكست" جعلنا دولة حرة، فلماذا نحن منغلقون أكثر من أي وقت مضى؟ (غيتي)

ملخص

مع كل مرحلة جديدة من تنفيذ اتفاق "بريكست" تصبح الحياة في بريطانيا أصعب قليلاً

لا شيء يشي بـ"الحرية" أكثر من شرط الخضوع لمسح وجهه وبصماته حين يسافر.

اعتباراً من الخريف المقبل، سيحتاج حملة جوازات السفر البريطانية الذين يدخلون أياً من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة (باستثناء إيرلندا وقبرص) وأربعة بلدان من خارج الاتحاد الأوروبي (النرويج وأيسلندا وسويسرا وليختنشتاين) أولاً إلى الخضوع إلى مسح بيومتري.

والحق أنه عندما يذهب البريطانيون في عطلة هناك دائماً طوابير في [المعابر الحدودية في] دوفر وكاليه، وفي المطارات وفي نقاط الوصول. لكنها باتت أطول من السابق منذ "بريكست"، والأخير يشترط علينا تقديم جوازات سفرنا لكي تختم قبل أن ندخل إلى الاتحاد الأوروبي. وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2024، سيحل محل ذلك مسح للوجوه والبصمات في المطارات الـ443 الواقعة في منطقة شنغن، وهي عملية أكثر تعقيداً حتى.

يبدو الأمر أبعد عن نموذج "سنغافورة عند نهر التيمز" [الذي روج له مؤيدو "بريكست"] وأقرب إلى نموذج [السجن الأميركي على جزيرة] ألكاتراز.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ألم نصوت عام 2016 لصالح الحرية؟ بل إن بعض السياسيين وصفوا "بريكست" "يوم استقلالنا"، على رغم أننا البلد الذي سعت بلدان كثيرة أخرى إلى استقلالها عنه، وفق الكوميدي جون أوليفر.

لكن على المرء أن يتساءل كيف جعلنا "بريكست" بلداً حراً في وقت بتنا فيه مسجونين أكثر من أي وقت مضى. أليس المواطنون في أي بلد حر حقاً يتنقلون بحرية كما يشاءون؟

قد يخطر في بالكم ما يلي: "حسناً – لسنا بحاجة إلى أوروبا. ثمة عالم كامل أمامنا". بيد أن السفر جواً إلى الولايات المتحدة أغلى قليلاً منه ببطاقة في الدرجة الاقتصادية إلى باريس في مقابل 25 جنيهاً استرلينياً (32 دولاراً). إذاً هل يقيد "بريكست" حريات أفراد الطبقة العاملة فقط؟ يا للمفاجأة! افرحي أيتها النخبة الليبرالية في المدن.

يجري استهداف الضعفاء هذا في كل مرحلة من مراحل "بريكست". الشركات الأصغر هي الشركات التي تعاني أكثر من غيرها بسبب كلفة الروتين الإداري في ظل "بريكست". المؤدون والفنانون الأقل بروزاً هم المؤدون والفنانون الذين يعانون أكثر من غيرهم بسبب المكاسب الضائعة والمعاملات الإضافية اللازمة لتغطية أدواتهم الموسيقية.

والآن، سيتعين على أفراد الطبقة العاملة، بعدما ادخروا لقضاء عطلة في البر الرئيس لأوروبا، دفع 7 جنيهات (10 دولارات) إضافية، ومن المحتمل أن يعلقوا في طوابير لإجراء المسوح البيومترية التي يقول مسؤولون في [شركة قطار السريع] "يوروستار" و[نقطة العبور الحدودية] دوفر إن من المستحيل عملياً إنجاحها.

لا، ليس هذا "ضرباً عقابياً" من الاتحاد الأوروبي انتقاماً من "بريكست". هو مطبق على كل البلدان غير المنضوية في نظام الاتحاد الأوروبي – الذي اخترنا تحديداً مغادرته.

ما يحدث ببساطة هو أن الاتحاد الأوروبي يتحكم بحدوده. على رغم الخطابة كلها حول استعادة المملكة المتحدة السيطرة، لا يمكن لواقع "بريكست" أن يكون أبعد من ذلك. يفرض الاتحاد الأوروبي ضوابط ومعاملات على البضائع المستوردة من المملكة المتحدة، كما يفعل مع أي بلد آخر يقع خارج الاتحاد الأوروبي. لكن لسنوات، ماطلت حكومة المملكة المتحدة في فرض ضوابط على الواردات من الاتحاد الأوروبي، لأنها تعلم أن التأخيرات الإضافية والروتين الإداري الإضافي لن تؤدي إلا إلى زيادة الأسعار للبريطانيين خلال أزمة تكاليف المعيشة.

لقد أجلت الحكومة بالفعل – خمس مرات – فرض ضوابط على البضائع التي تدخل البلاد من الاتحاد الأوروبي. لكن الآن، في عام انتخابي، يبدو أخيراً أن حقيقة "بريكست" ستضرب مستوردينا. في الـ31 من يناير (كانون الثاني)، ستتطلب الأغذية الحيوانية والنباتية – "المنتجات الحيوانية والنباتات والمنتجات النباتية المتوسطة الخطورة، والأغذية والأعلاف العالية الخطورة غير الحيوانية المنشأ" – الآتية من الاتحاد الأوروبي شهادة صحية.

استشعاراً للمشكلات، أجل فرض رسوم جمركية على السيارات المستوردة حتى عام 2027. بئس "بريكست" "المنجز".

كل مرحلة جديدة من تنفيذ "بريكست" تجعل الحياة في بريطانيا أصعب قليلاً. كأننا جميعاً نطهى على نار هادئة.

إذ تظهر الاستطلاعات باستمرار أننا نريد إبطال "بريكست"، ومع قرب خروج الحزب الداعم لـ"بريكست" [المحافظون] من الحكم، يبرز سؤال متواضع: لماذا لا نزال نقود مركبتنا في طريق إلى وجهة ليست لدينا نية بالوصول إليها، ونحن نعلم أن كل كاميرا سرعة على طول الطريق ستومض وتغرمنا؟

فيمي أولول هو المؤسس المشارك لـ"مستقبلنا خيارنا" Our Future Our Choice وهي مجموعة مناصرة مؤيدة للاتحاد الأوروبي

© The Independent

المزيد من آراء