Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مقترعو "بريكست" ليسوا حمقى بل كانت لديهم دوافعهم الأيديولوجية

وجدت دراسة بريطانية أن معدل المقترعين لمصلحة بقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي كان أكبر بين الأشخاص أكثر ذكاء، لكن هل الأمر بهذه البساطة؟

إن حماقة "بريكست" ليست قصوراً عقليا بل أيديولوجية (أ ب)

ملخص

وجدت دراسة بريطانية أن معدل المقترعين لمصلحة بقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي كان أكبر بين الأشخاص أكثر ذكاء، لكن هل الأمر بهذه البساطة؟

لا ينبغي أن يفاجئكم سماع أحد المتشددين لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي يقول إن قرار "بريكست" كان أحمقاً، ولنكن موضوعيين فلقد جعلنا أفقر وألحق الضرر بهيئة الخدمات الصحية الوطنية خلال أزمة اقتصادية مدفوعة بالجائحة، ولا يمكن لأحد أن يسمي ذلك ذكاء.

ويبدو أن دراسة جديدة هذا الأسبوع تدعم هذا الرأي من خلال إظهار أن الأشخاص الذين يتمتعون بمستويات أعلى من الذكاء كانوا أكثر قابلية للتصويت لمصلحة البقاء في استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولدي اعتراض واحد فقط وهو أنني ما زلت أعتقد خطأً وصف الذين صوتوا لمصلحة الخروج بأنهم "حمقى".

بداية تقول الدراسة نفسها إن شريحة الـ 10 في المئة الأذكى في المملكة المتحدة صوتت لمصلحة البقاء بما نسبته 73 في المئة، في حين أن 40 في المئة فقط من شريحة الـ 10 في المئة الأقل ذكاء صوتوا لمصلحة البقاء، وبالتأكيد فهذا يعني أن الذكاء ساعد، لكن مع ذلك لم يمنع الذكاء 27 في المئة من الأشخاص الأكثر ذكاء في المملكة المتحدة من التصويت للخروج و40 في المئة من الأشخاص الأقل ذكاء بالتصويت لمصلحة البقاء.

شخصياً بوسعي القول إن من الحماقة التعامل مع الانقسام بنسبة 40 إلى 60 على أنه قاطع على كيفية تفكير البلاد بأكملها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويشرح المؤلف الرئيس التقرير النتيجة من خلال تذكيرنا بأن "القدرة المعرفية المنخفضة تجعل الناس أكثر عرضة للتضليل"، ولكن في رأيي أن الأمر يذهب إلى أبعد من ذلك بكثير، ومن الواضح وبشكل موضوعي أن بعض خطابات "بريكست" كانت حمقاء، ومع ذلك لم يكن الناس الذين صدقوها (سأصر على موقفي حتى أنفاسي الأخيرة) حمقى.

على سبيل المثال "يحتاجنا الاتحاد الأوروبي أكثر مما نحتاجه"، وسمعت هذه العبارة مرات لا تحصى عند التحدث إلى مؤيدي "بريكست" في طول البلاد وعرضها خلال حملة الاستفتاء الثانية، وهذا التصريح غبي حقاً.

فكروا في الأمر، 27 دولة في الاتحاد الأوروبي وثلاث دول في المنطقة الاقتصادية الأوروبية ستتضرر تجارتها [بسبب بريكست] مع واحدة من أقرب جيرانها، ومن ناحية أخرى سنضر بالتجارة مع جميع جيراننا الـ 30 الأقرب، وإذاً من الذي سيلحق به خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ضرراً أكبر؟

أي شخص تحرى حقيقة هذا الشعار لأكثر من خمس ثوان فسيرى أنه كان في منتهى الغباء، ولذلك فإذا لم يكن مؤيدو "بريكست" أغبياء فلماذا صدقوا ذلك؟ لدي إجابة، هذا لأنهم أرادوا ذلك وأرادوا أن يصدقوا أن المملكة المتحدة كانت عظيمة. ولماذا؟

حسناً، من ناحية دأب دعاةُ حملات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على القول إن المملكة المتحدة كانت أقوى (وأفضل عموماً) من أوروبا، واتهموا "مشروع الخوف" [جونسون وصف داعمي البقاء بأنهم يخيفون الناخبين من "بريكست"] الذي يمثله داعمو البقاء "بالإساءة إلى البلاد".

وقالت أندريا ليدسوم [نائبة بريطانية داعمة لـ ’بريكست‘] لصحافية من "بي بي سي" إميلي مايتليس إنها كانت غير وطنية لتشكيكها في نجاحنا في المفاوضات، وربما يمكننا في وقت آخر من مناقشة كيف أن تخوين وجهات النظر المختلفة هو من شيم العقيدة الفاشية، ولكن إذا كانت أيديولوجيتكم تتماشى مع الإيمان التقليدي بـ "بريطانيا العظمى"، فمن المحتمل ألا تشككوا في شخص يخبركم أن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلينا أكثر، ولقد اُستخدم هذا لإقناع الناس بأننا "سنكون الطرف الأقوى" في المفاوضات، وبالتالي فإن "بريكست" لن يضر بنا اقتصادياً لأننا سنتفاوض على الوصول الكامل إلى سوق الاتحاد الأوروبي من دون الالتزام بأي من قواعده، ومع ذلك فنحن أكثر فقراً الآن والأرقام تثبت ذلك.

إن حماقة "بريكست" ليست قصوراً عقلياً بل أيديولوجية، ومع ذلك فسيكون من الخطأ إلقاء اللوم على الجهل المتعمد، ولو لم أكن قد درست قانون الاتحاد الأوروبي وعملت في شؤون الاتحاد الأوروبي لأعوام لكانت فكرة وقف المساهمة بـ 10 مليارات جنيه استرليني سنوياً [في الاتحاد الأوروبي] (وإنفاقها على هيئة الخدمات الصحية الوطنية بدلاً من ذلك) قد أقنعتني أيضاً.

كان عليّ أن أُذكر نفسي بأن قواعد المشاركة مع الاتحاد الأوروبي تجعل التجارة أرخص مما يوفر لنا أكثر بكثير من 10 مليارات جنيه إسترليني، وقد ثبتت الآن صحة ذلك أكثر من 10 مرات.

ولم يكن جميع الناخبين الباقين البالغ عددهم 16.1 مليون ناخب حاصلين على شهادات في القانون وخبرة في العمل في مؤسسات الاتحاد الأوروبي، وكنت محظوظاً بخوض هذه التجربة فلقد عملت جنباً إلى جنب مع أعضاء البرلمان الأوروبي المنتخبين مباشرة، وشاهدتهم يعدلون ويكون لهم القول الفصل في جميع قوانين الاتحاد الأوروبي، ولذلك كنت في مأمن من أي سياسي يقول لي إن الاتحاد الأوروبي كان ديكتاتورية، لكن دعكم من كل ذلك وضعوني في بلدة مهملة في الشمال، واخنقني مالياً أنا وكل شخص أحبه بالتقشف مدة ستة أعوام، ثم تعالوا وقولوا لي إنه يمكننا توفير مئات الملايين من الجنيهات في الأسبوع من خلال التصويت على الخروج، ولن يمنعني من تصديق ذلك معدل الذكاء العبقري والشهادة في جراحة الدماغ.

بالتأكيد ربما ساعد مستوى الذكاء الإضافي بعض الناس في تجنب التصويت للكارثة، لكن من السذاجة المحزنة (ونعم حتى "الغباء") أن نطلق على المصوتين لمصلحة الخروج تسمية "حمقى".

© The Independent

المزيد من تحلیل