الفنانة اللبنانية مي حريري التي طرحت قبل يومين أغنية جديدة باللهجة اللبنانية بعنوان "أنا وهوّي" من كلمات وألحان سليم عساف وتوزيع طوني سابا، قالت "نعيش اليوم زمن السينغل وليس الألبوم"، مشيرة إلى أن الجمهور اعتاد على انتظار الأغنيات المنفردة من الفنان، هي تفرض نفسها في المرحلة الحالية، وفي ظل الظروف الإنتاجية الصعبة التي تمر فها المنطقة العربية. الكلفة الإنتاجية للألبوم عالية جداً، وشركات الإنتاج ليست في أفضل حال، لذلك يجد الفنان نفسه مضطراً لينتج من جيبه الخاص. كذلك، لا تضرب من الألبوم سوى أغنية واحدة أو أغنيتين فقط، وبالتالي إنها خسارة حتمية للفنان كما لشركة الإنتاج".
حب صادق
ولم تستبعد حريري فكرة إعادة أغانيها التي طرحت ضمن ألبومات ولم تنل حقها، وقالت "كثيرون يطلبون مني تجديد أغنية "ح سهّر عيونو" و"يا بتاع الغرام"، ولكن الجمهور يفضل دائماً أعمالاً جديدة".
وعن سبب التنافس بين الفنانين في طرح أعمالهم الجديدة، مع أن الموسم الصيفي شارف على نهايته، أجابت حريري "ذلك لأن العطلة انتهت وعاد الناس إلى بيوتهم ومدارسهم. أغنيتي الجديدة تحقق نسبة استماع عالية جداً".
وأشارت مي حريري إلى أن أغنيتها الجديدة، موجهة إلى كل ثنائي يحبان بعضهما بعضاً حباً صادقاً، وتابعت "الحياة تغيرت والناس تغيروا بسبب الحروب والمشاكل الحياتية، وصار معظمهم بلا قلب ولم يعد هناك وجود للحب الصادق والحقيقي وصارت الغلبة للعقل".
حريري التي تزوجت مرات عدة، ألا ترى أن هناك تناقضاً بين دعوتها إلى الحب الصادق وبين زيجاتها المتعددة كما قد يتهمها البعض، تقول "الزواج كما الطلاق نصيب، يمكن أن يتزوج الإنسان عن حب ويكون حبه صادقاً ويفشل في نهاية الأمر. الزواج يبقى أفضل من (المصاحبة) التي تحولت إلى موضة عند البعض في هذه الأيام".
السوشيال ميديا
من ناحية أخرى، انتقدت حريري الاستخدام الخاطئ للسوشيال ميديا من قبل بعض الفنانات، وقالت "مواقع التواصل الاجتماعي هي للترويج لأعمال الفنان، ولكن هناك من يستخدمها للتسويق لأشياء أخرى. سوء استخدام السوشيال ميديا بشكل عام، هو أمر خطير جداً وخصوصاً بالنسبة إلى المراهقين، ولذا يجب أن ينتبه الأهل إلى أولادهم. أحياناً أشعر بالصدمة مما أشاهد، لأنه يتنافى مع عاداتنا وتقاليدنا كشرقيين. يمكن أن نتبع الموضة وأن نكون متحررين، ولكن ما ينشر مستفزّ جداً ولا يعكس صورة المرأة اللبنانية المعروفة بأناقتها وذوقها وثقافتها".
ولأنها من بين الفنانات اللواتي يتعرضن للانتقادت بسبب الجرأة في إطلالتها، أوضحت حريري "لست جريئة بل عادية جداً، وأُعتبر محجبة مقارنة بغيري. الجرأة التي نشاهدها في صور بعض الفنانات على مواقع التواصل الاجتماعي مخيفة وغير طبيعية، ولا نشاهدها حتى بين النجمات الغربيات".
حريري التي تنازلت عن حضانة ابنتها لطليقها، أشارت إلى أهمية وجود الأب في حياة الأولاد، وتابعت" الأب رادع للأولاد. ونتيجة الأجواء التي نعيشها وجدت أنه من الأفضل أن تكون ابنتي سارة مع والدها. هي تعيش حالياً في لندن، وتتعلم في أفضل المدراس ومرتاحة جداً وأعتقد أن ما قمت به كان إيجابياً جداً وصبّ في مصلحتها".
مطربة لبنان الأولى
حريري التي هاجمت بعض الفنانات، اعتبرت أن نجوى كرم هي مطربة لبنان الأولى، وأن نانسي عجرم مؤدية لا أكثر، وقالت "نانسي مؤدية ممتازة وصوتها ليس طربياً، وأنا أحبها كثيراً وأحب أغانيها وهي نجمة كبيرة، ولكنها لا تغني الطرب، وهي ليست كالفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب. أما نجوى كرم فهي مطربة لبنان الأولى، وأنا اعتبرها صباح بالنسبة إلى جيلها الفني".
ورداً على زياد الرحباني الذي هاجم نجوى كرم لأنها اعتبرت نفسها خليفة صباح، قالت حريري "ليس بالضرورة أن تكون نجوى كرم خليفة صباح في كل شيء. صباح تاريخ فني كبير قدمت شتى أنواع الفنون ونجحت فيها، كما أنها حالة فنية نادرة ولن تتكرر، ونجوى كرم تنتمي إلى مدرستها وتغني اللون البلدي بشكل رائع".
وعن الأصوات الطربية التي تعترف بها بين الفنانين اللبنانيين، أوضحت "وائل كفوري صوت طربي مخيف، وكذلك ملحم زين ومعين شريف وعبد الكريم الشعار، كما يلفتني وائل جسار وفارس كرم".
وتابعت "صوت راغب ليس طربياً، وعبد الحليم حافظ لم يغنّ اللون الطربي بل كان يتميزّ بإحساسه العالي وهو فنان خالد. وراغب علامة يتميّز أيضاً بإحساسه العالي وهو سوبر ستار".
رأيها بالفنانات
كذلك، رأت حريري أن "شيرين عبد الوهاب هي أهم مطربة عربية بين فنانات الجيل الحالي"، وأضافت "فنانة مخيفة وتجمع بين الصوت والإحساس، يلفتني أيضاً صوت أمل ماهر".
وعن رأيها بالأعمال التي طرحتها أصالة أخيراً، أوضحت "أنا لا أتابعها. في الماضي كنت أتابعها أكثر لأنني أفضلها في أعمالها القديمة، ولكنها صوت رائع وأصالة تبقى أصالة".
عن رأيها بقرار إليسا اعتزال الفن وتشبيهها المجال الفني بالمافيا، أوضحت حريري "كلامها صحيح، لأن الفن تحول إلى مافيا فعلاً، والوضع ليس كذلك في الخليج. الفنانون الخليجيون لا يفرقون بين فنان صف أول وثانٍ وثالث بل الكل أصدقاء وحال واحد. الفنان راشد الماجد قدم دويتو مع الفنان العراقي وليد الشامي، مع أنه لم يكن معروفاً يومها، وهذا العمل هو الذي عرف الناس عليه وكان سبباً في شهرته. هل هناك فنان لبناني يمكن أن يفعل مثل ما فعل راشد الماجد؟ عندما يُطلب من فنانة لبنانية المشاركة في حفل فني، فإنها تسأل قبل كل شيء، عن أسماء الحاضرين والمشاركين والمدعوين، وإذا وجدت أن هناك فنانة أقل منها، فإنها ترفض الحضور لكي لا تعطي الفنانة الأخرى أهمية. يوجد بين الفنانين اللبنانيين بخل في المال والنفسية وفي كل شيء، مع أن الفنان يجب أن يكون كريماً ومعطاء في كل شيء. لا شيء مضموناً وثابتاً في هذه الحياة، ومن هو فنان صف أول اليوم، سوف يصبح فنان صف ثانٍ غداً، ومن بعدها فنان صف ثالث، ومن ثم ينتهي".
محاربة فنية
إلى ذلك، عبرت حريري عن انزعاجها من تعاطي بعض الإعلام معها، وقالت "هم لا يتعاملون معي بالطريقة التي أستحق، مع أنني أتعامل مع أهم الملحنين والكتّاب وآدائي جيد، ولا أفهم سبب التعتيم عليّ، وهذا الكلام سمعته من إعلاميين مخضرمين".
وعما إذا كانت تشعر بأنها محاربة فنياً، أوضحت حريري "وماذا فعلت لكي أتعرض للمحاربة. أنا لا أعرف السبب، مع أنني موجودة على الساحة منذ تسع سنوات، وإطلالاتي التلفزيونية تحقق أعلى نسبة مشاهدة. ربما السبب له علاقة بتاريخي وحياتي الخاصة، وبكوني كنت متزوجة من الموسيقار ملحم بركات، على الرغم من أنني أحاول تقديم فن وأغان جميلة، حتى أن الموسيقار اعترف بي وتنازل لي عن (حمامة بيضة) و(حبيبي إنت) وهي مطلوبة في كل السهرات".