Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أوكرانيا تتأهب لخفض استهلاك الطاقة وخاركيف تتعرض لهجوم سادس

خلافات سياسية تهدد الدعم الغربي لكييف وكاميرون يدعو الكونغرس الأميركي إلى الموافقة على حزمة مساعدات لها

ملخص

أزمة طاقة تحاصر أوكرانيا وخاركيف تتعرض لقصف روسي هو السادس ما أدى إلى سقوط جريح في الأقل.

تعرضت مدينة خاركيف في شرق أوكرانيا إلى قصف صاروخي روسي، بحسب ما أعلنت السلطات ليل الخميس الجمعة، مشيرة إلى سقوط جريح في الأقل.

وقال رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية أوليغ سينيغوبوف عبر "تيليغرام"، إن "المحتلين قصفوا خاركيف ست مرات"، مشيراً إلى معالجة جريح واحد في المكان.

وأضاف أن القصف طاول منطقتي خلودنوهيرسكي وشيفشينكيفسكي، موضحاً أنه بحسب المعلومات الأولية فإن المقذوفات المستعملة هي صواريخ "إس-300".

وقال سينوغوبوف إن مباني سكنية تضررت.

من جهته أحصى رئيس بلدية خاركيف إيغور تيريخوف "خمس ضربات في الأقل"، مشيراً أيضاً إلى إصابة شخص.

من جهة أخرى أفادت وزارة الطاقة الأوكرانية بأن منجماً للفحم يقع في توريتسك شمال دونيتسك (شرق) تعرض لهجوم بعد ظهر الخميس.

وجرح شخص في الموقع المتوقف عن العمل ونقل إلى المستشفى، وفق الوزارة التي تحدثت عن وقوع "أضرار جسيمة".

خفض استهلاك الكهرباء

من جانب آخر، دعت السلطات الأوكرانية الخميس إلى خفض استهلاك الكهرباء بعد استهداف محطة للطاقة الحرارية قرب الجبهة، في أول دعوة من هذا النوع مع اقتراب الطقس البارد وفي مواجهة تهديد بعمليات قصف روسية جديدة لأنظمة الطاقة الأوكرانية.

وتأتي هذه الدعوة في الوقت الذي تتعرض فيه المساعدات الغربية لكييف للتهديد بسبب الانقسامات السياسية. وكانت هذه المساعدات قد مكنتها من الصمود في وجه القصف الروسي على نظام الطاقة لديها العام الماضي.

وفي السياق، تم حظر حزمة مساعدات بقيمة 50 مليار يورو لتعزيز الدعم الأوروبي لأوكرانيا، بسبب معارضة بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي تواجهه المساعدات الأميركية الجديدة أيضاً، في ظل العراقيل التي تشهدها في الكونغرس من قبل المشرعين الجمهوريين.

في هذه الأثناء، تخشى أوكرانيا حملة هجمات روسية جديدة على محطات الطاقة والبنى التحتية لديها، كما حدث خلال الشتاء الماضي عندما حُرم ملايين الأوكرانيين من التدفئة أو الكهرباء.

وقالت وزارة الطاقة الأوكرانية في بيان إن هجوماً روسياً استهدف أمس الخميس "محطة للطاقة الحرارية في المنطقة الواقعة على خط الجبهة"، من دون أن تحدد مكان هذه المحطة.

وأضافت أن "المعدات تعرضت لأضرار جسيمة"، موضحة أنه تم إيقاف عمل "وحدتين كهربائيتين". وتابعت الوزارة "بسبب إغلاق هاتين الوحدتين الحراريتين، فضلاً عن انخفاض درجة الحرارة الخارجية (التي تؤدي إلى زيادة الاستهلاك)، تم الإبلاغ عن نقص موقت في الكهرباء عبر الشبكة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي هذا الإطار، دعت الوزارة "المستهلكين إلى دعم العاملين في قطاع الطاقة" عبر استخدام الكهرباء بشكل حكيم واقتصادي، خصوصاً خلال ساعات الذروة".

من جهته، قال رئيس الحكومة دنيس شميغال عبر "فيسبوك"، إن هذا النقص مرتبط بـ"انخفاض درجات الحرارة والإصلاحات الطارئة والتشغيل المحدود لمحطات الطاقة الشمسية بسبب الطقس الغائم".

وأضاف أن "الحكومة وشركات قطاع الطاقة تدعو الجميع إلى خفض استهلاك الكهرباء، خصوصاً من الساعة التاسعة صباحاً حتى السابعة مساءً".

وأوصى الأوكرانيين بعدم توصيل أجهزة تستهلك كثيراً من الطاقة في الوقت ذاته، وتأجيل تشغيل الغسالة حتى الليل وخفض أضواء لافتات المحلات التجارية. وقال "كل ذلك يمكن أن يساعدنا على تجنب فرض تخفيضات في الطاقة".

في الـ23 من نوفمبر (تشرين الثاني)، أفادت شركة "يوكرينيرغو" عن وضع "صعب" في شبكة الكهرباء الأوكرانية التي تضررت بسبب القصف الروسي العام الماضي.

وأعلنت الشركة أنها اضطرت إلى اللجوء إلى "المساعدة الطارئة" من ثلاث دول مجاورة هي رومانيا وسلوفاكيا وبولندا.

وأشار رئيس الحكومة الخميس إلى أن الشركة "أجبرت" على طلب هذه الواردات الطارئة من الكهرباء من أوروبا، مضيفاً أن هذه الطلبات لم تكن لها نتائج مضمونة "دائماً".

لم تنفذ روسيا حتى الآن عمليات قصف مكثف جديدة على شبكة الكهرباء، لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) إن موسكو ستسعى هذا الشتاء إلى "تدمير" نظام الكهرباء في بلاده.

وتطالب كييف بأنظمة دفاع جوي جديدة من حلفائها الغربيين، من أجل مواجهة هذا التهديد.

كاميرون يدعو الكونغرس إلى الموافقة على حزمة المساعدات

دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون الذي يزور واشنطن الخميس الكونغرس الأميركي المنقسم إلى الموافقة على حزمة مساعدات مالية جديدة لأوكرانيا.

وقال كاميرون "لست قلقاً بشأن قوة الشعب الأوكراني ووحدته وتوافقه وشجاعته" بل "أخشى أننا لا نفعل ما يتعين علينا فعله". وأضاف أمام منتدى أسبن الأمني "نحتاج إلى التأكد من أننا نقدم لهم الأسلحة والدعم الاقتصادي والدعم المعنوي والدعم الدبلوماسي لكن الأهم من ذلك الدعم العسكري الذي يمكن أن يحدث فارقاً".

وهذه أول زيارة يجريها كاميرون في الولايات المتحدة منذ تعيينه وزيراً للخارجية منتصف نوفمبر. وفشل الكونغرس الأميركي الأربعاء في إحراز تقدم في شأن حزمة كبيرة تزيد على 106 مليارات دولار طالب بها الرئيس جو بايدن بإلحاح وتشمل أموالاً مخصصة لأوكرانيا وإسرائيل.

وتابع كاميرون "يجب أن نرسل هذه الأموال إلى الأوكرانيين. علينا دعمهم والتأكد من أن بوتين هو من سيخسر، لأنه إذا لم يتم التصويت على هذه الأموال فلن يبتسم إلا شخصان: فلاديمير بوتين في روسيا وشي جينبينغ في بكين. وأنا لست أدرى بشأنكم، لكنني لا أريد أن أقدم لهما هدية في عيد الميلاد".

ومتحدثاً بوقت لاحق الخميس بعد اجتماع مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، شدد كاميرون على الحاجة إلى "مساعدة أوكرانيا بكل السبل الممكنة حتى تتمكن من مقاومة هجوم بوتين غير الشرعي".

وشكك في فرضية أن الهجوم المضاد الأوكراني الذي شن في يونيو (حزيران) ضد القوات الروسية كان فاشلاً، قائلاً إن ثمة "تقدماً". ودفع هذا الهجوم الذي لم يسفر عن النتائج المرجوة إلى التشكيك في جدوى استمرار المساعدات الغربية الضخمة لأوكرانيا. وقال كاميرون "إذا نظرنا إلى الصورة الكبيرة لما يجري بين أوكرانيا وروسيا، فهذه هزيمة كبيرة لبوتين".

خلافات سياسية

باتت المساعدات العسكرية لأوكرانيا، ومعظمها من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، تخضع لتجاذبات سياسية، الأمر الذي أدى إلى تباطؤ شديد في تقديم التزامات جديدة. وتواجه حزمات أوروبية وأميركية إضافية عراقيل عدة، مما أدى إلى تراجع التعهدات الجديدة بالمساعدات (العسكرية والإنسانية والمالية) إلى أدنى مستوى لها منذ بداية الحرب، وفقاً للبيانات الصادرة حتى نهاية أكتوبر عن معهد الأبحاث الألمانية "كييل".

في ما يتعلق بالمساعدات العسكرية وحدها، التزمت دول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي نحو 100 مليار يورو في نهاية أكتوبر، وفقاً للمعهد الذي يحصي الأسلحة التي وُعدت بها أوكرانيا وتم تسليمها منذ الهجوم.

وتعهدت الدول الأوروبية (في الاتحاد وخارجه) بمبلغ 51.5 مليار دولار، بينما تعهدت الولايات المتحدة بمبلغ 43.9 مليار دولار. لكن الوعود الأوروبية وزعت على سنوات عدة، في حين تم الوفاء بوعود الولايات المتحدة كلها أو سيتم الوفاء بها في غضون عام. وبالنسبة إلى الوعود القصيرة الأجل (في غضون 12 شهراً)، فإن أوروبا تتخلف عن الولايات المتحدة.

وعلى صعيد الدول، تحل الولايات المتحدة في المرتبة الأولى تليها ألمانيا والمملكة المتحدة. وأعلنت برلين عن حزمة مساعدات بقيمة 1.3 مليار يورو في نهاية نوفمبر. ومثل دول البلطيق (ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا)، بذلت غالبية الدول المتاخمة للبلدين المتحاربين جهوداً كبيرة في مجال الميزانية، لكنها لم تعد موحدة.

من جهتها، شهدت بولندا التي تعد من أوائل الداعمين لأوكرانيا تدهوراً في علاقاتها مع كييف التي تتهمها بالمنافسة غير العادلة خصوصاً في مجال الحبوب. ولا تضمن وارسو الآن سوى تسليم الأسلحة "المتفق عليها سابقاً" مع كييف، لكن احتمال تشكيل حكومة جديدة مؤيدة لأوروبا، في حال لم تحصل حكومة الأقلية التي شكلها اليمين القومي الشعبوي في نهاية نوفمبر على ثقة البرلمان، يمكن أن يؤدي إلى تغيير المعطيات.

يؤدي إحجام بعض الدول الأوروبية عن دفع مزيد من الأموال إلى تعقيد عملية البحث عن إجماع على مستوى الاتحاد الأوروبي في شأن تمويل جديد.

وتم حظر حزمة بقيمة 20 مليار يورو على مدى أربع سنوات مقترحة من قبل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، تماماً مثل مبلغ 50 مليار يورو لتعزيز الدعم القاري لأوكرانيا.

أما الحزمة الأميركية الجديدة فتواجه عراقيل في الكونغرس من قبل المشرعين الجمهوريين.

ونتيجة لذلك، خلال الربع من أغسطس (آب) إلى أكتوبر تراجعت الوعود بمساعدات جديدة لأوكرانيا، بما في ذلك مساعدات إنسانية ومالية، بنسبة 90 في المئة تقريباً إلى 2.11 مليار يورو مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022. وباتت المساعدات تعتمد بشكل متزايد على عدد محدود من الدول.

تعزيز إنتاج الأسلحة في أوكرانيا

وأعلنت كييف الخميس أنها وقعت اتفاقاً مع الولايات المتحدة للمساعدة في نقل إنتاج الأسلحة إلى أوكرانيا، وسط شكوك في شأن استمرارية الدعم الغربي للقوات الأوكرانية في مواجهة القوات الروسية.

وجاء في بيان نشرته الرئاسة الأوكرانية "تضع المذكرة توطين صناعة الدفاع في أوكرانيا كأحد الأولويات الرئيسة".

وأضاف البيان "ستسهل الوثيقة بناء منشآت للإنتاج في بلدنا لتزويد القوات المسلحة بالأسلحة اللازمة خصوصاً في مجالات الدفاع الجوي وإنتاج الذخائر الحيوية والإصلاح والاستدامة".

وأشارت الرئاسة الأوكرانية إلى أن الخطط تم وضعها خلال مؤتمر لصناعة الدفاع شارك فيه مصنعون أوكرانيون وأميركيون عقد في واشنطن هذا الأسبوع. وتابعت الرئاسة "حضر الحدث نحو 350 مصنعاً أميركياً وأوكرانياً وأوروبياً ومسؤولين حكوميين".

واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا العام أن أوكرانيا ستنهار بعد أسبوع واحد من انقطاع الدعم الأوروبي والأميركي عنها.

وأعلن عديد من كبار مصنعي الأسلحة الغربيين بما في ذلك شركة "راينميتال" الألمانية وشركة "بي أي إي سيستمز" البريطانية، عن خطط للعمل مع شركات أوكرانية داخل البلد.

المزيد من دوليات