أعلنت الأمم المتحدة الجمعة، الـ30 من أغسطس (آب) الحالي، أنها "ستساعد في إجلاء المدنيين من مخيّم الركبان في الصحراء السوريَّة على الحدود مع الأردن"، بعدما حدّدت بعثة مشتركة للمنظمة والهلال الأحمر السوري، الأسبوع الماضي، أسماء الراغبين في مغادرة المخيم الذي يشهد أوضاعاً إنسانيَّة صعبةً للغاية.
وقال مسؤول الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا بانوس مومتزيس، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسيَّة في بيروت، "نحن مستعدون لتسهيل عمليات الإجلاء من مخيّم الركبان بطريقة طوعيَّة"، واصفاً الوضع بالمخيم بـ"المزري".
خروج أكثر من نصف سكان المخيم
كانت الحكومة السوريَّة وروسيا الداعم الرئيس لها، أعلنتا فتح ممرّات للخروج من المخيم في فبراير (شباط) الماضي، ودعتا سكَّانه إلى الخروج منه.
وأفاد مومتزيس أن نحو 12700 شخص لا يزالون موجودين في مخيم الركبان، المعزول والقريب من قاعدة يستخدمها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في قتال (داعش).
وقالت الأمم المتحدة، "خلال الأشهر القليلة الماضيَّة خرج أكثر من نصف سكان المخيّم".
وأرسلت الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري، الأسبوع الماضي، بعثةً إلى المخيم لحصر عدد مَن بَقِي فيه، وعدد الراغبين في مغادرته، وفق مومتزيس، الذي أضاف "أكثر من ثلث السكان يرغبون في المغادرة".
خوفٌ من الاعتقال
وأوضح المسؤول الدولي أن "الغالبية العظمى من سكان المخيّم ترغب في التوجّه إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، بينما يرغب آخرون في التوجّه إلى المناطق الشماليَّة" التي تسيطر عليها المعارضة.
وأكّد أن "نحو 47% من سكَّان المخيم، الذين اُستطلعت آراؤهم، قالوا إنهم يرغبون في البقاء لأسباب شملت مخاوف أمنيَّة ومخاوف من الاعتقال".
وذكرت جماعات حقوقيَّة أن المدنيين الذين عادوا إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة واجهوا الاعتقال والتجنيد. أمّا الفارون إلى المناطق الشماليَّة التي تسيطر عليها المعارضة فيواجهون العنف في محافظة إدلب، إذ أدى القصف السوري والروسي إلى مقتل أكثر من 950 شخصاً منذ أبريل (نيسان) الماضي.
وعدٌ بتلقي المساعدات
وفيما لم يتلقَّ مخيّم الركبان أي مساعدات منذ فبراير (شباط)، باستثناء "عدد قليل من الإمدادات الصحيَّة" من الأمم المتحدة، أكد مومتزيس أن الزيارة التي أجراها الأسبوع الماضي للمخيّم هي الخطوة الأولى فقط من خطة "من خطوتين"، وأن الخطوة الثانية تشتمل على توزيع المساعدات.
وأضاف، "البعثة الثانية التي آمل أن تتم قريباً جداً، ستعود وتوزّع المساعدات المُلحّة للغاية"، من دون أن يكشف عن موعد محدّد لها.
الأوضاع في المخيّم مزرية، إذ يعيش كثيرون على وجبةٍ واحدةٍ بسيطة يومياً، عادةً ما تتألف من الخبز وزيت الزيتون أو اللبن، وفق أحد السكان.
وقال أبو أحمد الدرباس خالدي، رئيس مجلس مدني تديره المعارضة في المخيّم، "الأمم المتحدة وعدت بتوزيع المساعدات الغذائية في الأسبوع الأول من سبتمبر (أيلول) المقبل"، مؤكداً أنه "سيُسمح للحافلات بدخول المخيم لإجلاء السكان بعد تلقي هذه المساعدات".
صعوبات كبيرة
وقال مومتزيس، "الوضع في المخيّم بائسٌ"، واصفاً إياه بأحد الأماكن التي يجد موظفو الإغاثة الإنسانيَّة صعوبات كبيرة في الوصول إليها.
ويغلق الأردن المجاور حدوده في المنطقة منذ عام 2016، إثر هجوم دموي على جنود أردنيين أعلن (داعش) مسؤوليته عنه. ويتطلّب إيصال المساعدات إلى مخيّم الركبان، الواقع في منطقة يوجد فيها مسلحون مدعومون من الولايات المتحدة، من مناطق يسيطر عليها النظام السوري، الحصول على تصريح من النظام.
ووصلت قافلةٌ مؤلَّفة من 133 شاحنة في فبراير (شباط) الماضي، ووزّعت الغذاء والملابس ومستلزمات الرعاية الصحية والإمدادات الطبية على سكان المخيم. وكانت هذه ثاني دفعة مساعدات تصلهم خلال ثلاثة أشهر.