Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هدنة غزة تحرك رياح تغيير تطاول الحرب ونتنياهو

محللون يرجحون عدم العودة إلى خطة الجيش الإسرائيلي في القطاع

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ ف ب)

ملخص

تقارير تتحدث عن تدهور شعبية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتتوقع عدم استكمال العملية العسكرية في غزة.

في أعقاب المشاهد التي سادت إسرائيل بعد وصول الفوج الأول من الأسرى لدى "حماس"، ثم الوقفة الاحتجاجية في تل أبيب اليوم السبت للمطالبة بعودة جميع الأسرى، ارتفعت توقعات سياسيين وعسكريين بعدم عودة الجيش الإسرائيلي إلى القتال في غزة، وفق خطته الموضوعة وتحقيق أبرز أهدافها بالقضاء على قيادة الحركة الفلسطينية وبنيتها العسكرية وإخراجها من القطاع.

في مقابل هذا ومع تدهور شعبية رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى أسوأ وضع له خلال رئاسته للوزراء على مدار دورات عدة له، مسجلة 27 في المئة مقابل 52 في المئة لصالح بيني غانتس تعالت الأصوات داخل حزب الليكود، بضرورة اعتزاله، بل هناك من أعلن عن استعدادات داخل الحزب لإمكانية الاعتزال في أقرب وقت.

حملة دعائية لـ"حماس" توقف الحرب

منذ الاتفاق على صفقة الأسرى وإعادة الفوج الأول ممن تحتجزهم "حماس" إلى إسرائيل أجرت الأجهزة الأمنية والعسكرية ومسؤولون سياسيون تقييمات للوضع الحالي ومدى إمكانية تنفيذ تصريحات بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت وغيرهما من المسؤولين بالعودة إلى القتال في غزة، من النقطة التي توقف عندها الجيش قبل بدء وقف النار.

وبتقدير المشاركين في المداولات المغلقة فإن "حماس" ستبذل جهوداً حثيثة بعد وقف النار وعودة الفوج الأول من صفقة الأسرى لتطيل أيام وقف النار حتى يصل إلى وقف نار دائم.

وبحسب تقرير إسرائيلي، في أعقاب جلسة تقديرات حول تطورات الوضع، فإن حركة "حماس" ستخرج بحملة دعائية مكثفة بواسطة وسائل الإعلام الأجنبية التي ستستدعيها الحركة إلى قطاع غزة في زمن وقف النار، ما سيترتب عليه زيادة الضغط الدولي على تل أبيب لإنهاء القتال.

فبعد كلمة الرئيس الأميركي جون بايدن، أمس الجمعة، حول الجهود لإطالة وقف إطلاق النار، يتوقع الإسرائيليون بدء اتصالات دولية لتحقيق تسوية سياسية تقرر وضعية القطاع.

السيناريوهات السياسية المتوقعة

وفق التقديرات، فإنه في حال نجح الضغط الدولي على إسرائيل لوقف نار دائم وإنهاء القتال سينسحب حزب المعسكر الرسمي برئاسة بيني غانتس من الحكومة، وسيبدأ نشطاء الاحتجاج بالتظاهرات التي تدعو نتنياهو إلى الاستقالة.

وفي مثل هذه الوضعية، وكما نقل عن مقربين لنتنياهو، سيكون رئيس الوزراء الحالي مضطراً إلى الإعلان قبل استئناف الاحتجاج عن نيته الاستقالة وترك الحياة السياسية مع نهاية المسيرة السياسية لتسوية إقليمية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في مثل هذا السيناريو، سيعلن في حزب الليكود عن انتخابات داخلية، وسيشكل المرشح الذي سيفوز الحكومة دون الإعلان عن تقديم موعد الانتخابات للكنيست، واستعداداً لمثل هذا السيناريو المتوقع، بدأت شخصيات في محيط نتنياهو داخل الحزب البحث في إمكانية الوصول إلى صفقة قضائية في محاكمته.

وتشير التقديرات إلى أنه في حال استقال نتنياهو وأعلن إنهاء حياته السياسية، فلن تبقى إشكالية بالتوصل إلى صفقة وإنهاء محاكمته من دون دخوله إلى السجن.

بدوره، شدد مصدر مقرب من نتنياهو على أن ما يتم تداوله حول "مستقبل الصفقة مع "حماس" والقتال في غزة سيؤثران في عملية اتخاذ القرار كما سيحسم رئيس الوزراء أمره وفقاً للتطورات وللوضع الجماهيري السياسي الناشئ".

خبراء عسكريون يتراجعون عن حلولهم القتالية

في ظل هذه الأجواء لوحظ في إسرائيل تراجع سياسيين وخبراء وأمنيين سابقين عن تصريحاتهم وتهديداتهم لـ"حماس" وأهمية استمرار القتال. الخبير العسكري، ألون بن ديفيد، خرج من معضلة الوضع في الجيش حول استمرار القتال بالحديث عن إنجازات مبهرة حققها خلال 50 يوماً من القتال، ودعا إلى اتخاذ خطوات لعدم ضياع هذه الإنجازات هباء، وبينها استغلال القيادة السياسية هدنة الأسرى لتعرض آلية دولية بقيادة السلطة الفلسطينية، تعمر وتدير قطاع غزة في اليوم التالي.

ويرى بن ديفيد أن الإنجاز العسكري الذي حققه الجيش، حتى الآن، "ودفع ثمناً مؤلماً سيكون عديم القيمة إذا لم يأت بعده عمل سياسي يصمم واقعاً جديداً في غزة.

ويقول "ستصبح قدرات هيئة الأمن القومي الإسرائيلي لتصميم وضع نهاية الحرب حرجة، إذا لم تعرف إسرائيل كيف ترسم آلية تدير غزة في اليوم التالي وتجند القوات الدولية اللازمة لمثل هذه الآلية، وإلا فلن نتمكن من إنجاز الهدف العسكري".

وتابع، "هذه الآلية يجب أن تعرض منذ الآن، ففي نهاية الهدنة سيعرف الجيش كيف يستكمل احتلال شمال القطاع ويخضع كتائب حماس المتبقية فيه، لكن قبل أن نخرج إلى المناورة الحاسمة في جنوب القطاع، فإن إسرائيل ملزمة أن تخطط وضع النهاية وإلا فلن تكون لنا شرعية للوصول إليه".

وفي موازاة حثه على العمليات البرية يواصل بن ديفيد حديثه "إذا لم نعرف منذ الآن كيف نخطط مبنى الحكم في غزة ما بعد حماس، سنجد أنفسنا نغرق ليس فقط في وحل القطاع، بل أيضاً في مجاريه وأمراضها، المشكلة أنه لا يوجد لنا اليوم شمعون بيريز الذي يعرف كيف يربط زعماء العالم بمثل هذه الخطوة، يوجد لنا رئيس وزراء منبوذ باستثناء الرئيس جو بايدن الذي يمد له يده، وحتى الرئيس الأميركي يفعل هذا بتحفظ".

وأضاف، "شئنا أم أبينا، الجواب لغزة ملزم أن يتضمن السلطة الفلسطينية، ومن دونها لن يكون ممكناً ربط الأميركيين والأوروبيين والدول العربية بإدارة وتعمير القطاع في اليوم التالي، أبو مازن هو بالتأكيد ليس صهيونياً أو مؤيداً لإسرائيل، لكنه الجهة الوحيدة التي ليست خاضعة لتأثير إيراني والتي يمكنها أن تأخذ المسؤولية عن القطاع بدعم دولي".

ويرى الخبير العسكري، ألون بن ديفيد، أنه "لا يزال يوجد للسلطة الفلسطينية 27 ألف موظف من متلقي الرواتب في غزة الذين هم بنية لنظام مستقبلي، لكن لا يمكن لمحمود عباس الدخول إلى هناك على ظهر دبابات إسرائيلية، المطلوب اليوم تحالف غربي – عربي يجري إسناده بالشرعية وبالمال".

المزاج القومي حاسم في القرار

إلى جانب ما يراه خبراء وأمنيون في سبل التعامل مع الوضع في غزة بعد الصفقة، هناك من حذر أيضاً من خطر تراجع ما سماه المزاج القومي الإسرائيلي بعد تنفيذ الهدنة والإفراج عن أفواج من الأسرى.

وأعد أمنيون سابقون وباحثون في معهد أبحاث الأمن القومي تقريراً حذروا فيه من تداعيات وأخطار عدم حل قضية جميع الأسرى الإسرائيليين لدى "حماس" على تراجع مناعة المجتمع الإسرائيلي والتأييد لاستمرار الحرب.

وبحسبهم "من شأن عدم حل قضية الأسرى الإسرائيليين بشكل كامل، أن يؤدي إلى تراجع مناعة المجتمع الإسرائيلي والتأييد لاستمرار القتال، كما أن إطالة مدة الحرب من شأنها أن تجعل السكان الذين تم إجلاؤهم من غلاف غزة يفقدون صبرهم ويعبرون عن ضائقتهم ويوجهون اتهامات حول التخلي عنهم وتقويض المزاج القومي".

ويرى معدو التقرير أنه كما في الجنوب كذلك في الشمال الوضع الوحيد الذي سيقرر عودة سكان غلاف غزة وبلدات الشمال إلى بيوتهم هو تغيير الواقع الأمني على طرفي الحدود، جنوباً وشمالاً. وبحسب التقرير فإن نشوب حرب طويلة ومعقدة تجاه لبنان، بخاصة إذا نشبت في موازاة الحرب في قطاع غزة، ستضع مصاعب كبيرة جداً على داخل إسرائيل، لدرجة تقويض التأييد الجماهيري للمجهود الحربي، وأن تثير تدريجاً تساؤلات حول استمرار الحرب وحتى معارضتها والبحث عن سبل للخروج من الجبهتين".

شعار معاً ننتصر يتلاشى

منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، رفع شعار "معاً ننتصر" في كل إسرائيل ورفعته وسائل إعلامها واستخدمته الدعايات والبرامج المختلفة، لكن مع استمرار القتال وسقوط جنود يومياً في غزة في مقابل الأوضاع التي يواجهها سكان الجنوب والشمال الذين تركوا بيوتهم والاحتجاجات المتصاعدة التي يشارك فيها عشرات الآلاف وتدعو إلى الإفراج عن جميع الأسرى بشكل فوري، أصبح هذا الشعار غير ذي صلة في هذا البلد ولم يعد يستخدمه كثيرون.

بل إن تقرير معهد أبحاث الأمن القومي وصفه بأنه أصبح "شعاراً أجوف أمام التنافر السياسي الذي يعمق الشرخ داخل المجتمع الإسرائيلي بقوة أكبر".

ولفت التقرير إلى أن "استمرار الهلع، والحرج، وانعدام اليقين، والمصاعب اليومية والإحباط، بسبب عدم تحقيق إنجازات حقيقية سريعة، من شأنها أن تتراكم وتعمق الشرخ في داخلنا، وهذا هو العدو الداخلي الكبير للتضامن الحاصل والمطلوب جداً أثناء الحرب".

ورجح التقرير أن يصل الضغط الخارجي إلى إسرائيل من أجل تخفيف حدة القتال وضمان وقف نار دائم قبل التوصل إليه داخل إسرائيل، وعليه حذر معدو التقرير من أن "تقويض الدعم الدولي، بخاصة الأميركي، من شأنه أن ينعكس سلباً على الحلبة الداخلية وزيادة الشكوك والتحفظات الداخلية في شأن استمرار المجهود الحربي في القطاع، فيما العامل الزمني حتى الآن، لا يعمل لصالح إسرائيل، بل إن استمرار الحرب في غزة إذا ما اتسعت لجبهات أخرى ستشكل تحدياً كبيراً أمام مناعة المجتمع الإسرائيلي، ومن شأنه أن يخلق ساعة رملية داخلية، ستؤدي إلى تقويض الدعم الأميركي والدولي وكل هذا في غير مصلحة تل أبيب".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير