Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من غزة إلى سراييفو... رحلة لجوء مزدوجة

فلسطينيون درسوا في يوغوسلافيا حين كانت البوسنة جزءاً منها يروون أهوال الطريق من مراكز اللاجئين

لاجئ فلسطيني يحمل طفله خلف نافذة في مركز للاجئين في سالاكوفاتش، البوسنة، في 23 نوفمبر 2023. وهو من ضمن 37 شخصًا وصلوا إلى البوسنة من غزة. المجموعة هي جزء من مجموعة صغيرة من الرعايا الأجانب والأشخاص الذين تم إجلاؤهم طبيًا والذين تمكنوا من الخروج من القطاع (أ ف ب)

ملخص

فلسطينيو المنفى منقسمون في شأن العودة إلى غزة، فما التفاصيل؟

لم يكن قد مضى وقت طويل على اقترانه بزوجته البوسنية حين غادر سمير البراوي ساراييفو في 1991، عندما كانت المنطقة تشهد معارك طاحنة قبل محاصرة العاصمة البوسنية، وعاد إلى دياره في قطاع غزة، وبعد 33 سنة ها هو يغادر مجدداً عائداً إلى البوسنة.

ذهاب وعودة

وصرح الفلسطيني البالغ من العمر 59 سنة لوكالة الصحافة الفرنسية بعد أيام من وصوله إلى مركز للاجئين في سالاكوفاتش، جنوب ساراييفو، "تركت كل شيء لكنني ما زلت على قيد الحياة". فر مع أسرته تاركاً أملاكه التي تمتد على مساحة 16 ألف متر مربع في بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

في 1991، كان يدرس في ساراييفو مثل عديد من الفلسطينيين الذين استقبلتهم يوغوسلافيا حين كانت البوسنة جزءاً منها، وحثهم والد زوجته سوتكا على الفرار قائلاً "ستندلع الحرب هنا". وغادرا مع ابنتهما دليلة.

يقول سمير الذي يضع وشاحاً أبيض أنيقاً، إنه كان على مدى سنوات يزرع الفراولة في بيوت بلاستيكية على بعد "500 متر من الحدود الإسرائيلية". كانت أعماله تسير بشكل جيد وكان يصدر آلاف الأطنان من الفاكهة كل عام خصوصاً إلى أوروبا.

في اليوم الخامس من الحرب التي اندلعت بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة "حماس" على إسرائيل في السابع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تم إلقاء منشورات فوق بيت لاهيا.

ويقول "طلب منا التوجه جنوباً عبر طريق صلاح الدين" الذي يعبر قطاع غزة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أمضوا أكثر من 40 يوماً في إحدى مدارس الأمم المتحدة قبل أن يتمكنوا على غرار كثيرين يحملون جنسية مزدوجة وبعض الجرحى، من مغادرة القطاع عبر معبر رفح إلى مصر.

وخطف حوالى 240 شخصاً في إسرائيل خلال هجوم "حماس" الذي أدى إلى مقتل 1200 شخص غالبيتهم من المدنيين، وفقاً للسلطات الإسرائيلية، ومذاك توعدت إسرائيل بـ "القضاء" على الحركة وشنت حملة قصفت مدمرة على قطاع غزة.

هدنة إنسانية

دخلت هدنة إنسانية من أربعة أيام في غزة حيز التنفيذ الجمعة، بعد 48 يوماً من القصف الإسرائيلي الذي خلف أكثر من 14800 قتيل بينهم 6150 طفلاً، بحسب حكومة "حماس".

وقال سمير إن منزلهم استهدف "في اليوم السادس من الحرب. وكأنه كان زلزالاً". وغادر سمير وسوتكا مجدداً هذه المرة مع ابنتيهما وإحدى زوجات أبنائهما والأحفاد: 15 شخصاً في المجموع.

يضيف سمير "رأينا جثثاً على طول الطريق وقتلى في السيارات. وكانت الكلاب تحوم حول الجثث، رائحة الموت كانت تفوح في كل مكان، وقررنا عدم العودة إلى هناك بتاتاً، وما تبقى من عمري أريد أن أعيشه بسلام، ولم تعد هناك حياة" في ذلك المكان.

سأعود بعد الحرب

وكان الطبيب أحمد شاهين الذي تم إجلاؤه أيضاً في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، مع عشرات الأشخاص من البوسنيين وعائلاتهم فكر في الشيء نفسه للوهلة الأولى، ألا يعود اطلاقاً إلى منزله في جباليا شمال قطاع غزة.

واليوم يقول طبيب الأطفال البالغ من العمر 55 سنة، الذي درس الطب في البوسنة في التسعينيات "سأعود بمجرد انتهاء الحرب".

فهو لدى اندلاع الحرب تطوع للعمل في المستشفى الإندونيسي شمال مدينة غزة، وسرعان ما أصبحت الظروف في غاية الصعوبة "فلا أدوية، والعمليات الجراحية وبتر الأطراف تجرى من دون تخدير، ولا ماء للغسل والتعقيم".

ويروي كيف شارك في توليد امرأة مصابة "في شهرها التاسع من الحمل". ويضيف "أجرينا لها عملية قيصرية لإنقاذ الجنين، لكنها توفيت متأثرة بإصابة في الرأس".

ومع استمرار الحرب "ازدادت وتيرة نقل الجثث والجرحى" ولم يعد قادراً على الصمود.

غادر مع زوجته وبناته الثلاث وابنه البالغ من العمر 17 سنة، الذي يعاني من "شلل تام" منزلهم "قبل نحو 10 أيام"، ابنهم الأكبر علي قتل بصاروخ في يوليو (تموز) 2014، خلال حرب سابقة بين "حماس" وإسرائيل.

ويقول "لو كان على قيد الحياة لبلغ اليوم 23 سنة".

ويقول شاهين محاولاً حبس دموعه، إن ما يحدث في غزة "وصمة عار للعالم".

يضيف "العالم يشاهد تدمير المباني المكتظة بالأطفال والنساء على الهواء مباشرة، ويشاهد الدماء تسيل دون أن يحرك ساكناً، هذا ليس عدلاً".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات