ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت، اليوم الجمعة، لتعوض بعض خسائر الجلسة السابقة بينما يحاول المتعاملون التكهن بما إذا كان تحالف "أوبك+" سيتوصل إلى اتفاق يفضي إلى مزيد من تخفيضات الإنتاج.
صعدت العقود الآجلة لخام برنت 19 سنتاً، بما يعادل 0.23 في المئة، إلى 81.61 دولار، بعد أن انخفضت 0.7 في المئة عند التسوية في الجلسة السابقة.
وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 45 سنتاً أو 0.58 في المئة، إلى 76.65 دولار، مقارنة بإغلاق أول من أمس الأربعاء، ولم تكن هناك تسوية للخام الأميركي، أمس الخميس، لأنه كان عطلة في الولايات المتحدة.
أول ارتفاع أسبوعي
ويتجه كلا الخامين لتحقيق أول ارتفاع أسبوعي في خمسة أسابيع، بدعم من توقعات بأن تحالف "أوبك+"، بقيادة السعودية، قد يقلص الإمدادات لتحقيق التوازن في الأسواق حتى عام 2024.
وفاجأ التحالف الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (
أوبك) وحلفاءها، السوق بإعلانه، أول من أمس الأربعاء، أنه سيؤجل اجتماعاً وزارياً لمدة أربعة أيام حتى 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بعد أن واجه المنتجون صعوبة في التوصل إلى توافق في الآراء في شأن مستويات الإنتاج.
وكتب محلل السوق لدى "آي جي" توني سيكامور، في مذكرة "يبدو أن النتيجة الأكثر ترجيحاً الآن هي تمديد التخفيضات الحالية".
انخفاض العقود الآجلة
وأدى التأجيل المفاجئ في البداية إلى انخفاض العقود الآجلة لخام برنت بما وصل إلى أربعة في المئة وتراجع الخام الأميركي بما وصل إلى خمسة في المئة في التعاملات خلال أول من أمس الأربعاء.
وظل التداول ضعيفاً بسبب عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة، وبدت التوقعات بالنسبة للصين على المدى القريب أقوى، مما دعم معنويات السوق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت محللة السوق في "سي أم سي ماركتس"، تينا تينغ، "البيانات الصينية الأخيرة والمساعدة الجديدة لقطاع العقارات المثقل بالديون يمكن أن تكون إيجابية بالنسبة لاتجاه سوق النفط على المدى القريب".
وصعدت الأسهم الصينية، أمس الخميس، بفضل توقعات بأن الدولة ستوجه مزيداص من التحفيز إلى قطاع العقارات المتعثر.
ضعف هوامش التكرير
ومع ذلك، يقول المحللون إن هذه المكاسب ربما يحد منها ارتفاع
مخزونات الخام وضعف هوامش التكرير بالولايات المتحدة مما يؤدي إلى تراجع الطلب على النفط الخام من المصافي الأميركية.
وبالنسبة للصين، يقول محللون، إن نمو الطلب على النفط قد ينخفض إلى نحو أربعة في المئة في النصف الأول من 2024 مقارنة بمستويات النمو القوية بعد جائحة "كوفيد-19" في عام 2023، مع تأثير أزمة قطاع العقارات في البلاد على استخدام الديزل.
ومن المتوقع أن يظل نمو الإنتاج من خارج "أوبك" قوياً، إذ تعتزم شركة الطاقة البرازيلية الحكومية (بتروبراس) استثمار 102 مليار دولار على مدى الأعوام الخمسة المقبلة لزيادة الإنتاج إلى 3.2 مليون برميل يومياً من المكافئ النفطي بحلول عام 2028 من 2.8 مليون برميل يومياً في 2024.
وأشار المحلل في شركة "أس بي آي أسيت مانجمنت" ستيفن إينيس إلى أن "أسعار النفط انخفضت بعد أن أعلنت أوبك عن تأخير في نهاية الأسبوع لاجتماعها، مما يشير إلى خلاف متزايد بين منتجي أوبك+".
وأضاف أنه "مع ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة والدول غير الأعضاء في منظمة أوبك، لن يكون من المستغرب أن يرغب المنتجون في ضخ مزيد من النفط، وليس خفض الإنتاج، خوفاً من خسارة حتى جزء صغير من حصتهم في السوق".