ملخص
في العام الماضي وصل نشاط الطائرات الخاصة في أوروبا إلى أعلى مستوى له منذ الذروة التي سجلت في عام 2007
أمضت الطائرات الخاصة التي تعود لنحو 200 من المشاهير والرؤساء التنفيذيين والأوليغارشيين والمليارديرات ما يعادل 11 عاماً من السفر منذ بداية عام 2022، وتعادل البصمة الكربونية المتراكمة نتيجة لهذه الرحلات (التي بلغ عددها 44.739 رحلة) إجمالي انبعاثات ما يقرب من 40 ألف بريطاني.
اعتمدت صحيفة "الغارديان" على البيانات العامة لتتبع رحلات الطائرات الخاصة المملوكة لنحو 200 من المشاهير ورجال الأعمال، بما في ذلك شخصيات بارزة مثل إيلون ماسك، وفرقة الروك الأسطورية رولينغ ستونز، وعائلة مردوخ، ونجمة الواقع كايلي جينر على مدى 21 شهراً، وتتبعت الأرقام بدقة لما يقرب من 300 طائرة تابعة لتلك الشخصيات المدرجة في القائمة، كاشفة عن أن هذه الطائرات الخاصة أطلقت ما يقدر بـ 415518 طناً من ثاني أكسيد الكربون في الجو. وتسلط هذه البيانات الضوء على التحديات التي يطرحها استخدام الطائرات الخاصة في مواجهة التأثير البيئي، مما يتطلب إعادة النظر في السلوكيات والبحث عن بدائل تلبي المتطلبات الفاخرة بصورة أكثر استدامة.
الأثر البيئي للرحلات الخاصة
وكشفت التحليلات الأخيرة عن تفاصيل مذهلة حول الأثر البيئي لرحلات الطائرات الخاصة، إذ برزت طائرة "بوينغ 767" ذات الجسم العريض لفرقة رولينغ ستونز كإحدى الأكثر تلويثاً على الإطلاق، إذ يظهر التحليل أن هذه الطائرة تطلق في الجو ما يقدر بنحو 5046 طناً من ثاني أكسيد الكربون، ما يعادل رحلة ذهاب وعودة من لندن إلى نيويورك في الدرجة الاقتصادية لـ 1763 شخصاً.
سجلت طائرات الملياردير لورانس سترول، مالك فريق أستون مارتن لـ"فورمولا 1"، 1512 رحلة منذ بداية عام 2022، مع ملاحظة تفوق طائراته الخاصة، بما في ذلك طائرتا هليكوبتر، في الرحلات التي استغرقت 15 دقيقة أو أقل، ويثير هذا الاتجاه تساؤلات حول تأثير السفر القصير وضرورة تحسين استدامة هذه العادات.
مبيعات الطائرات الخاصة الأعلى في 2023
وكشفت البيانات عن تورط 39 طائرة تعود لـ30 شخصية من الأوليغارش الروس من بينهم رومان أبراموفيتش، وليونيد ميخلسون، وزعيم "فاغنر" الذي قتل في حادثة طائرة يفغيني بريغوزين، في إطلاق 30701 طناً من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يعادل متوسط بصمة كربونية لـ1000 روسي، في رقم يسلط الضوء على تأثير الطبقة الحاكمة في روسيا في تلوث البيئة.
ومن بين النقاط الملفتة، كانت أقلية كبيرة من الرحلات الجوية (واحدة من كل ست رحلات) تقتصر على رحلات قصيرة لا تتجاوز نصف ساعة، وهذا يرفع تساؤلات حول استخدام الطائرات للرحلات القصيرة وضرورة التحول إلى وسائل نقل أكثر استدامة في ظل التحديات البيئية المتزايدة.
وتأتي نتائج تحليل الصحيفة في ظل ارتفاع ملحوظ في استخدام الطائرات الخاصة منذ بداية جائحة "كوفيد-19"، وفي العام الماضي، وصل نشاط الطائرات الخاصة في أوروبا إلى أعلى مستوى له منذ الذروة التي سجلت في عام 2007، والتوقعات تشير إلى أن مبيعات الطائرات الخاصة قد تصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق هذا العام.
40 في المئة من الرحلات لا تحمل ركابا
وتظهر البيانات أن حوالى 40 في المئة من الرحلات الجوية الخاصة لا تحمل عدداً كبيراً من الركاب، إذ تستخدم الطائرات لنقل أشخاص فيما تستخدم عديد الطائرات أيضاً بواسطة الأصدقاء، والعائلة، وزملاء العمل، أو حتى يتم إقراضها لأفراد آخرين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتشير التحليلات إلى تغييرات في سلوك بعض المشاهير، مثل تايلور سويفت، التي شملها التحليل أيضاً، إذ لوحظ انخفاض عدد رحلاتها الشهرية بشكل كبير بعد تلقيها انتقادات بسبب استخدامها المكثف للطائرات الخاصة، وفي تصريح للصحيفة، أشار متحدث باسم سويفت إلى أنها اشترت ضعف أرصدة الكربون اللازمة لتعويض جميع رحلات السفر في جولتها الفنية في مارس (آذار) 2023.
في حين لا أحد من المشاهير ورجال الأعمال المذكورين في المقال أبدوا رغبة في التعليق على النتائج.
الطائرات واليخوت المساهم الأكبر في انبعاثات الكربون
وكشفت الأرقام الصادرة من قاعدة بيانات "أوبن سكاي"، التي يديرها متطوعون، عن أثر بيئي ملحوظ للرحلات الجوية الخاصة للمشاهير والمليارديرات، وتستخدم حاسبات الانبعاثات من "دي ديكير" و "يورو كنترول" لتقدير استهلاك الوقود، وعلى رغم أن الأرقام قد تكون متحفظة بسبب التغطية المحدودة خارج الولايات المتحدة وأوروبا، إلا أنها تظهر أن حوالى 27793 رحلة جوية في عام 2022، أدت إلى انبعاثات تقدر بـ 257673 طناً من ثاني أكسيد الكربون، ومع أن هذا يمثل فقط 0.5 في المئة من الرحلات الخاصة المقدرة بـ 5.3 مليون رحلة، إلا أن الأثر البيئي للرحلات الجوية الفاخرة يبقى قضية ملحة.
تظهر البيانات أيضاً أن انبعاثات استهلاك المليارديرات تصل إلى آلاف الأطنان سنوياً، إذ تعد وسائل النقل، بما في ذلك الطائرات الخاصة واليخوت، المساهم الأكبر في انبعاثات الكربون. ويؤكد تقرير منظمة "أوكسفام" حول عدم المساواة في الكربون أن النقل يسهم أيضاً في انبعاثات الكربون الكبيرة للطبقات الوسطى، إذ تكون 20 إلى 40 مرة أعلى من أفقر 10 في المئة في عديد من البلدان. وتظهر البيانات أن السيارات واستخدام النقل الشخصي هي العوامل الرئيسة وراء هذه الانبعاثات العالية، إذ يصل التأثير إلى 20 إلى 40 مرة أكثر من الأفراد الأقل حظاً في تلك البلدان.