Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كويتيون في غزة: دُكّوا على عشاكم!

انقسم الشارع الكويتي فريقين يجمعهما الاتفاق على مناصرة فلسطين لكنهم يختلفون على الطريقة وشكلها

الفريق الأول يدعم غزة ويمجد "حماس" والآخر يقف أيضا مع غزة ولكنه يلوم الحركة (أ ف ب)

ملخص

بين الفريقين فريق يدعو إلى التهدئة وخلق أرضية مشتركة أساسها أن الكل متفق على ضرورة مناصرة الفلسطينيين، وأن تعميق الخلاف داخل الوطن الواحد ليس من مصلحة الكويت أو حتى فلسطين نفسها، لكن صوت هذا الفريق خافت ويخبو بضجيج "الحمساوي" و"الغزاوي".

لا أعتقد بأن حرباً قد فرقت الكويتيين كما فرقتهم الحرب الجارية في غزة اليوم، فمنذ عملية "طوفان الأقصى" يوم السابع من الشهر الماضي وما تلاها من هجوم إسرائيلي وحشي على القطاع، انقسم الشارع الكويتي بين فريقين يجمعهما الاتفاق على مناصرة غزة وأهلها وفلسطين وحق شعبها، لكنهم يختلفون على طريقة المناصرة وشكلها ولغتها.

الفريق الأول يدعم الغزاوية ويمجد "حماس" وما قامت به من عملية "طوفان الأقصى" الجريئة، ويرون في الحركة أبطالاً صناديد ولا يجب بأي حال من الأحوال انتقادهم أو قول أي شيء ضدهم، لأن من يقف ضدهم برأي هذا الفريق إنما ينحاز إلى عدوهم الإجرامي إسرائيل وهو صهيوني خائن، ويمكن تسميته بـ "الفريق الحمساوي".

الفريق الآخر يقف أيضاً مع غزة وشعبها المنكوب لكنه يلوم "حماس" ويحملها بعض المسؤولية فيما يجري لأهلها، ويرفض المزج بين أطفال غزة وضحاياها وبين الحركة، فهذا الفريق لا يرى "حماس" كمدافع عن أهل غزة بل المتسبب الأول بدفع إسرائيل إلى ارتكاب جرائم الحرب والمذابح المتكررة التي جرت لهم وتكررت منذ عام 2008، وأنها تفعل ما تفعل خدمة لأهداف إيران وليس في مصلحة أطفال غزة وفلسطين.

ويربط الفريق الثاني أية مناصرة لأي طرف كان بمصلحة الكويت وأمنها قبل كل شيء، ويخوّن من لا يضع الكويت أولاً قبل فلسطين وغيرها، ويتهم من يغامر بأمنها ومصلحتها بالخيانة الوطنية العظمي بل وبالتبعية للخارج أيضاً، ويمكن تسمية هذا الفريق بـ "الغزاوي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبين الفريقين فريق يدعو إلى التهدئة وخلق أرضية مشتركة أساسها أن الكل متفق على ضرورة مناصرة الفلسطينيين، وأن تعميق الخلاف داخل الوطن الواحد ليس من مصلحة الكويت أو حتى فلسطين نفسها، لكن صوت هذا الفريق خافت ويخبو بضجيج "الحمساوي" و"الغزاوي".

على دعوة عشاء صديق كريم اجتمع الفريقان ودب النقاش أدناه بينهما، وقد عملت على "فصحنة" (التحويل للفصحى) بعض الكلمات وقدمت شرحاً بذيل المقالة لبعض الكلمات التي لا تقبل الفصحنة.

"الغزاوي"

شصاير يا جماعة؟

البلد مختطفة بخطاب متطرف يلمح وأحياناً يصرح بالعداء ضد أشقائنا الخليجيين وأصدقائنا وحلفائنا الغربيين؟ وإعلانات ما ندري منو وراها ومقاطعات لمنتجات والمدارس تحولت إلى ثكنات تدريب عسكري ومراكز تجنيد لحزب الإخوان، شنو هذا؟ وين رايحين بالبلد؟

"الحمساوي"

 الناس مو ضد أشقائنا ولا حلفائنا، إحنا ضد المطبعين وضد أميركا التي تدعم إسرائيل بذبح أخوانّا الفلسطينيين ونقاطع كل شركة تدعم إسرائيل.

"الغزاوي"

 إحنا شكو فيهم يطبعون ولا ما يطبعون، ما فرضوا علينا التطبيع ولا قالوا لنا طبعوا، إحنا أحرار بقرارنا وهم أحرار بقراراتهم، هم "أبخص" بمصلحتهم وعلاقاتهم، وهم عمقنا وملاذنا "يوم شانت الوجيه"، أنت ما عرفت ويل الاحتلال ومرارة التشرد والأيام السود الله لا يعيدها، وبعدين الأمريكان نختلف مع سياستهم تجاه فلسطين وإسرائيل بس ما عندنا استعداد نفرط بعلاقتنا وتحالفنا معاهم، ترا هم اللي حررونا وللحين تربطنا فيهم معاهدات دفاعية وقواعد عسكرية.

"الحمساوي"

 الأمريكان ما حررونا لسواد عيونّا، لمصالحهم وبس.

"الغزاوي"

 بالضبط، إحنا يهمنا يكون لهم مصلحة معانا علشان تحالفهم معانا وإنتوا تقولون نقاطع منتجاتهم؟ بعدين منو إنتوا علشان تطالبون بالمقاطعة؟ فيه حكومة ووزارة تجارة المفروض تنشر قائمة بالشركات اللي تبينا نقاطعها، وترا الكويت للحين بأخطار المنطقة والإقليم اللي يغلي بالمشاكل، العراق ألغى اتفاق خور عبدالله وإيران تقول حقل الدرة لها، والكويت بلد صغير يعتمد بأمنه الاستراتيجي على أشقائه الخليجيين وحلفائه الغربيين، وربعك طالعين بساحة الإرادة يصارخون: الموت لأميركا! شنو وين قاعدين بطهران؟ من صجكم إنتوا؟

"الحمساوي"

 إحنا مو بخطر، واللي بخطر حقيقي وموت محقق هم أطفال غزة وفلسطين اللي يدكهم الطيران الإسرائيلي دك، وهالطيران صناعة أمريكية وتمويل أمريكي وغطاء سياسي ودبلوماسي أميركي، والمقاطعة شعبية ومو شرط تكون حكومية.

"الغزاوي"

 حماس هم السبب، يرتكبون أعمال إرهابية...

قاطعه "الحمساوي"

 هذا مو إرهاب، هذي مقاومة مشروعة بكل القوانين والشرائع، والاحتلال هو السبب الأول والأخير.

"الغزاوي"

ما اختلفنا، الاحتلال هو السبب، بس لما سويت هالأعمال اللي تسميها إنت مقاومة، وذبحت الأطفال والمدنيين والشيوخ وخطفتهم، هذا مو بالشرائع ولا بالقوانين ولا من قيمنا و...

"الحمساوي"

 ماكو مدنيين بالكيان الصهيوني، كلهم مجندين والمستوطنين مسلحين.

"الغزاوي"

 إنزين شنو اللي استفاده الناس بغزة؟ عشرات الآلاف من الضحايا ونكبة جديدة لمليون ونص غزاوي تشردوا من جديد يعيشون اليوم بالبرد والمطر وبالعراء، ودمار لكل حائط بغزة، والنتيجة شنو؟

"الحمساوي"

 هذولا شهداء و"أحياء عند ربهم يرزقون"، وبعدين شنو الخيار اللي عند حماس علشان ما يقومون بأعمالهم البطولية والجهادية والفدائية؟ قول لي بالله، شنو البديل؟ صار لهم عقود يعيشون الذل والمهانة تحت الاحتلال ومصادرة الأراضي وهضم حقوقهم كبشر والمجتمع الدولي يتفرج.

"الغزاوي"

ليش تقرر حماس الشهادة لهالأطفال؟ منو قال لك هالأطفال يبون يستشهدون؟ يمكن يبون يعيشون ويدرسون ويحلمون ويعملون ويتزوجون

"الحمساوي"

كل هذا مستحيل، لا يمكنهم تحقيق أحلامهم وهم يعيشون تحت حصار سجن مفتوح، قتل الصهاينة كل أحلامهم وحطموا آمالهم بالعيش الكريم كمثل باقي البشر، واللي ضد....

قاطعه "الغزاوي" هذه المرة:

طيب ليش ما حفرت حماس ملجأ واحد لهالأطفال والنساء المساكين، ملاجئ تحميهم من قصف الطيران والشظايا المتناثرة مثلما حفروا لأنفسهم خنادق وراحوا ينخشون فيها مثل الفيران؟

"الحمساوي" مقاطعاً بنبرة غضب:

 مو فيران، هؤلاء مجاهدين ومقاومين وأصحاب عزة وكرامة ورفعوا راس العرب، ويسطرون أروع صفحات البطولة والتضحية، واللي صاروا فعلا فيران اللي ما يؤيدونهم والأنظمة العربية الخاينه اللي تخلت عنهم.

"الغزاوي"

أنا ما أدافع عن الأنظمة العربية، لكن ما فيه نظام عربي قال عندنا "فيلق للقدس"، ولا فيه قيادي حمساوي شكر أي دولة عربية من الخليج أو مصر اللي تساعدهم، لأنهم "منكر حَسنه" وجاحدين، وبعدين وين حليف حماس الإيرانيين اللي مسوين محور للمقاومة وصار لهم شهر يتفرجون على دك غزة؟ ووين خليفتهم أردوغان؟  وشنو هالنغمة والإرهاب الفكري: اللي مو مع حماس صهيوني؟ أنا مو مع حماس بس مع الفلسطينيين وحقوقهم، شلون بالله صرت صهيوني؟

"الحمساوي"

قول وين العرب لا تقول وين إيران؟ وحماس قوة مقاومة تدافع عن أرضها وشعبها وعرضها وكرامتها، وإيران هي الوحيدة التي تقف مع المقاومة ومع حماس.

"الغزاوي"

القيادات الفلسطينية تراهن دوما على الحصان الخاسر.

"الحمساوي"

منو تبيها تراهن عليه؟ على المطبعين والمستسلمين والمتصهينين والخونة؟

"الغزاوي"

هذي القيادات هم الخونة، راهنوا على صدام وعلى نظام الأسد وأردوغان واليوم يمجدون إيران وقاسم سليماني اللي ذبح من العراقيين والسوريين أكثر من اللي ذبحته إسرائيل من الفلسطينيين، وشردوا من السوريين ضعف اللي تشرد من الفلسطينيين، وبعدين شنو؟ بس دمهم هو اللي مقدس؟ ما يشوفون دماء غيرهم ولا يسمعون صرخات غيرهم من اللي ذبحتهم ودمرتهم إيران وميليشياتها؟ وترا الخاين هو اللي يبدّي أي بلد آخر على بلده ومصلحة بلده، نساعد الفلسطينيين وندعو لهم بكل صلاة ونتبرع لهم، بس ما نبي نغامر بمصلحة وأمن الكويت علشانهم ولا علشان غيرهم.

"الحمساوي"

هم عندهم قضية مقدسة ومستعدين أن يتحالفوا مع إيران أو حتى الشيطان علشان قضيتهم.

"الغزاوي"

حلو! تمام اللي يسوونه، بس ترا الآخرين عندهم أوطان مقدسة ومصالح وطنية فلا تلومهم إذا تحالفوا مع الشيطان مثل ربعك حماس علشان أوطانهم وأمنهم، فكر ببلدك الكويت قبل لا تفكر بغيرك، واللي ما ينفع نفسه ترا ما ينفع غيره.

"الحمساوي"

أنا أفكر بالأطفال والشهداء من المدنيين بغزة اللي يدكهم الطيران دك ليل نهار، دك بلا رحمة يدكُّهم دك و...

"دُكّوا على عشاكم"، نادى صاحب الديوانية على الحضور مُرحّباً.

فدك الفريقان على المفاطيح ودكّيت معهم.

-----------

*أبخص: أعرَفْ وأدرى.

*يوم شانت الوجيه: يوم اسودّت الوجوه، وهي كناية عن الفجيعة والكرب العظيم.

*دكُوا: بمعنى تفضلوا وقوموا إلى عشاكم.

*المفاطيح: جمع مفطّح وهو الذبيحة من الخراف على صحن كبير.

اقرأ المزيد

المزيد من آراء