Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

غزة تنعزل تدريجا عن العالم والمصادر البديلة تكفي لثلاثة أيام فقط

نحو 65 في المئة من خطوط الاتصالات وكوابل الإنترنت تعرضت للقصف بسبب الحرب القائمة

اتصالات مع الاتحاد الدولي للتدخل الفوري من أجل إدخال الوقود إلى غزة (أ ف ب)

ملخص

الانقطاع المرتقب لخدمة الاتصالات والإنترنت سيعمق الكارثة الإنسانية لسكان غزة ويفقدهم القدرة على طلب النجدة والاستغاثة

منذ بدء الحرب في غزة، يجد سكان القطاع صعوبة في التواصل عبر الهواتف مع بعضهم، وبالكاد يستطيعون الاتصال بمزودي الإغاثة والإسعاف، ويمتد هذا الأمر على خدمات الإنترنت، إذ تأخذ الرسالة النصية على "واتساب" ساعات لتصل إلى متلقيها.

انقطاع مرتقب

وعلى رغم صعوبة الاتصالات وضعف جودة خدمات الإنترنت، إلا أن سكان غزة استطاعوا التأقلم مع هذه المشكلة، عن طريق إعادة تكرار محاولة الاتصال أكثر من مرة إلى أن ينجح التواصل لكن المكالمة قد تنقطع لسوء تغطية شبكات مزودي خدمة الاتصالات.

إلا أن سكان غزة يقتربون من انقطاع الاتصالات والإنترنت بشكل دائم، وهذه المرة ليس بسبب فصل إسرائيل مقاسم مزودي خدمات الاتصالات، ولكن نتيجة ظروف قاهرة تقف خلفها الحرب أيضاً.

يقول وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إسحاق سدرة "خدمات الاتصالات عبر الهاتف الثابت والمتنقل والإنترنت ستتوقف بشكل كلي في قطاع غزة، بحلول الخميس المقبل 16 نوفمبر (تشرين الثاني)، بسبب نقص الوقود اللازم لتشغيل المقاسم والخطوط الدولية".

مصادر الاتصالات والإنترنت

في غزة ثلاث شبكات للاتصالات: الأولى شركة الاتصالات الفلسطينية "بالتل" وهي تقدم خدمات الهاتف الثابت والإنترنت، والثانية تقدم خدمات الاتصال المتنقل، والثالثة هي الأخرى تقدم خدمة الهاتف الجوال.

هناك تسع شركات تزود سكان القطاع بخدمة الإنترنت، إلا أن جميعها توقفت عن العمل، ولم يتبق في غزة سوى "بالتل" وهي أكبر مزود إنترنت ولديها تغطية في جميع أنحاء محافظات غزة، لكنها أيضاً تتوقع انقطاعاً تاماً في حال تعرض مزيد من خطوطها للتلف.

يحصل الفلسطينيون على الإنترنت من الألياف الضوئية المغذية للقطاع من مصر أو إسرائيل، لكن جزءاً كبيراً من هذه الكوابل البحرية تعرض للتلف نتيجة هجمات الجيش الإسرائيلي التي أدت لقطع خطوط التواصل والإنترنت، فضلاً عن التشويش على ما تبقى منها.

هذا ويحصل الفلسطينيون على خدمات شبكة الجيل الثاني فقط من الاتصالات، وهي أبطأ بكثير من شبكة الجيل الثالث وأكثر عرضة للهجمات الأمنية بسبب ضعف التشفير، وتعرضت مقاسم شركات الاتصالات للقصف، إذ استهدف الجيش الهوائيات الخاصة بشبكات المحمول، ودمر بعض خلايا الطاقة الشمسية التي تزودها بالكهرباء.

يضيف سدر "نحو 65 في المئة من خطوط الاتصالات وكوابل الإنترنت تعرضت للقصف بسبب الحرب القائمة، وما تبقى من تغطية سيتوقف كلياً في غضون ثلاثة أيام، مزودو الخدمة بدأوا يفقدون عناصر رئيسة من الشبكة بشكل تدريجي، بسبب انقطاع التيار الكهربائي، ونفاد الوقود الاحتياطي للمولدات اللازمة لتشغيل محطات الاتصالات".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مصادر الطاقة نفذت

منذ اليوم الأول لحرب إسرائيل على غزة، توقفت شركة توليد الكهرباء المحلية عن العمل، وقطعت تل أبيب الخطوط التي كانت تزود بها القطاع، ومنذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي يعيش سكان غزة بلا كهرباء.

لكن أبراج شركات الاتصالات والإنترنت لديها مصادر أخرى للطاقة، ولهذا ما زالت تعمل، يقول الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات الفلسطينية عبد المجيد ملحم "في حال انقطعت الكهرباء وهي خط الطاقة المباشر للمقاسم والأبراج الهوائية، فهناك ألواح الطاقة الشمسية، وإذا تعطلت سيعمل تلقائياً مولد كهربائي مربوط بخزان وقود، وفي حال نفاد الخيارات السابقة، سيتم التشغيل التلقائي لبطاريات حفظ الطاقة".

بحسب ملحم، فإن إسرائيل دمرت خلايا الطاقة الشمسية التي تعتمد عليها المقاسم الهوائية، وبدأت خزانات الوقود في النفاد، فيما بطاريات حفظ الطاقة تكفي لـ24 ساعة وستبدأ العمل الأربعاء وتتوقف الخميس المقبلين.

ويضيف "شبكة الاتصالات في قطاع غزة مصممة وفق معايير قياسية من ناحية الحماية للتعامل مع الظروف الصعبة والحروب، كل موقع يتوفر له مسار اتصال رئيس ومسارات بديلة ومصادر طاقة مختلفة، لكن ما شهدناه من هدم وتدمير وقصف عنيف في قطاع غزة أدى لإلحاق أضرار غير مسبوقة بالشبكة".

يعمق الكارثة

وبحسب وزير الاتصالات إسحاق سدر، فإن الانقطاع المرتقب لخدمة الاتصالات والإنترنت سيعمق الكارثة الإنسانية لسكان غزة ويفقدهم القدرة على طلب النجدة والاستغاثة، إضافة إلى قطع التواصل مع الإسعاف أو الصليب الأحمر وطواقم النجدة، ما يعني فقدان أرواح، بالتالي ستصبح غزة معزولة عن العالم وسينعزل سكانها عن بعضهم بعضاً بشكل كامل.

يؤكد سدر أن ذلك يخالف القوانين والحقوق الأساسية المنصوص عليها في كل الأعراف الدولية، ويشير إلى أنهم يجرون اتصالات مع الاتحاد الدولي للاتصالات للتدخل الفوري من أجل إدخال الوقود إلى غزة لتشغيلها.

نشر الاتحاد الدولي للاتصالات على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي إدانة لقطع الاتصالات عن غزة، وقال إنه "يجب أن يستمر سكان القطاع في تواصلهم مع العالم ومن الضروري حماية المدنيين والبنى التحتية الضرورية لحياتهم".

البدائل صعبة

لدى الفلسطينيين ثلاثة خيارات للتواصل مع العالم، الأول التعليق على الشبكات الإسرائيلية التي تصل تغطيتها لقطاع غزة، وهذا يوفر لهم الإنترنت، لكن مزودي الخدمة في تل أبيب يقومون بالتشويش على ذلك.

والثاني أن تحصل شركات الاتصالات المصرية على موافقة من الاتحاد الدولي للاتصالات على استثناء يسمح لشبكة اتصالات في مد تغطيتها داخل حدود قطاع غزة والعمل على تقوية بث أبراجها، لكن هذا الخيار يوفر إنترنت فقط ويغطي نطاقاً محدوداً جداً.

والثالث ربط قطاع غزة بالإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية من خلال نظام ستارلينك الذي توفره شركة "سبيس إكس"، لكن حتى تأمين هذه الخدمة يتطلب توفر معدات ومن الصعب دخولها لغزة في ظل الحصار المفروض حالياً.

يقول وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو كرعي "لن نسمح بمد غزة بالإنترنت إذا انقطع عنها، وسنلجأ إلى جميع الوسائل لمنع تزويد السكان وحتى منظمات الإغاثة المعترف بها دولياً في قطاع غزة بالإنترنت".

المزيد من تقارير