Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

30 ساعة... سكان غزة يسابقون الموت ركضا

وزعت جمعية الهلال الأحمر سيارات الإسعاف التابعة لها على مفترقات الطرق الرئيسة ضمن خطة وضعتها للوصول سريعاً إلى أماكن الضحايا والمصابين

ملخص

يقول المتحدث باسم جمعية الهلال الأحمر إن الجيش الإسرائيلي لم يوقف غاراته على غزة خلال فترة انقطاع الاتصالات

عند السادسة مساءً من ليل السبت 28 أكتوبر (تشرين الأول)، شنت إسرائيل سلسلة غارات جوية مكثفة على منطقة حي التفاح شرق مدينة غزة، وسقط نتيجتها ضحايا وإصابات، ولم يجد ركان الذي نجى بأعجوبة من هذا القصف وسيلة لتبليغ الإسعاف عن مكان الغارات سوى الركض باتجاه مركز الطوارئ والإسعاف.

يبعد مركز الإسعاف من مكان الغارات الجوية نحو 15 كيلومتراً، وعلى رغم هذه المسافة الطويلة، إلا أن ركان قرر الركض المستمر من دون توقف للتبليغ عن سقوط ضحايا ووجود إصابات بحاجة إلى رعاية طبية عاجلة.

الركض وسيلة اتصال

كان ركان مضطراً للركض، إذ لا توجد لديه أية وسيلة اتصالات أو انترنت للتبليغ عن مكان القصف، بعد أن قطعت السلطات الإسرائيلية جميع خطوط الاتصال المغذية لقطاع غزة، مساء الجمعة 27 أكتوبر.

أخذ ركان يركض وفي يده هاتفه المحمول، وفي كل ثانية يتفقد إرسال شبكات الاتصالات إذا عاد من جديد ليحاول التبليغ عن مكان الغارات، لكن من دون جدوى، ويقول "لأكثر من ساعتين واصلت السير هرولة على رغم ظلام الليل والدمار والغارات التي لم تنقطع، شعرت أن الموت يلاحق الجميع من كل صوب".

على مفترقات الطرق الرئيسة، وزعت جمعية الهلال الأحمر التي تعد المستجيب الأول للإسعاف والطوارئ، سيارات الإسعاف التابعة لها، ضمن خطة وضعتها للوصول سريعاً إلى أماكن وجود الضحايا والمصابين نتيجة الغارات الأشد عنفاً منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر الجاري.

وعلى بعد كيلومترات، كانت مصابيح سيارات الإسعاف تضيء الطريق، وحينها أسرع ركان خطواته، وما إن وصل قال "في التفاح… هناك ضحايا… وأنا جرحت يدي".

30 ساعة

وهكذا كان سكان غزة يبلغون عن أماكن الغارات الإسرائيلية وإذا تسببت بسقوط ضحايا أو إصابات، إذ بقيت خطوط الاتصالات والإنترنت مقطوعة عن قطاع غزة لأكثر من 30 ساعة بشكل كامل، ما تسبب بعزل غزة عن العالم، إضافة إلى حجب تواصل السكان محلياً في ما بينهم ومع الفرق الميدانية الإغاثية والطبية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفور إيقاف وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإسرائيلية خدمات الاتصال والإنترنت، ساد خوف عظيم في نفوس سكان غزة والمنظمات الحقوقية من إمكان حصول حدث خطير قد يكون الجيش الإسرائيلي قد خطط له.

وجاء هذا الشعور، نتيجة إفصاح المتحدث الإسرائيلي باسم عملية "السيوف الحديدية" دانيال هاجاري عن بدء المرحلة الثانية من الحرب ضد "حماس" التي تتمثل في الاجتياحات البرية لقطاع غزة.

ويقول صلاح عبد العاطي مدير الهيئة الدولية للدعم الفلسطيني "حشد"، إن "تل أبيب نفذت ما يشبه إبادة جماعية في غزة خلال الساعات الـ30 الماضية، إذ لاحظنا تدمير مناطق بأكملها في القطاع، وارتكاب مجازر بشرية وصلت إلى 30 مجزرة، وهذا ما تمكنا من رصده، إلى جانب ذلك فقد شلت الحياة بالكامل".

الإسعاف أكبر المتضررين

وكان أكثر ما تضرر بفعل انقطاع خدمات الاتصال، المستجيب الأول للإسعاف والطوارئ، يقول محمد أبو مصبح المتحدث باسم جمعية الهلال الأحمر التي تقدم خدمة الإسعاف، إن الجيش الإسرائيلي لم يوقف غاراته على غزة خلال فترة انقطاع الاتصالات.

ويضيف "لقد توقف مركز هواتف الإسعاف بشكل كامل، ونتيجة لذلك أصبحنا لا نعرف أماكن الغارات وإذا كان هناك ضحايا أو مصابون بحاجة إلى خدمات طبية، هذا جعل مهمتنا مستحيلة وتوقفت حد الشلل الكامل".

وبحسب أبو مصبح، فإن أشخاصاً كانوا يركضون باتجاه مقر الطوارئ ومناطق انتشار سيارات الإسعاف للتبليغ عن أماكن القصف، وإذا كان هناك ضحايا، هذا الأمر لم يحدث في العصر الحديث إلا في غزة.

توقف الصحافة والمؤسسات الدولية

ولم يكن قطاع الإغاثة الطبية وحده الذي تضرر، بل أيضاً توقف الصحافيون عن العمل، وحول ذلك يقول نائب نقيب الصحافيين الفلسطينيين تحسين الأسطل، إن الصورة والكلمة انقطعتا عن العالم بسبب انتهاكات إسرائيل.

ويضيف "وجدنا حلاً في توزيع شرائح إنترنت تعمل على الشبكات الإسرائيلية، لكنها لم تستمر إلا لثلاث ساعات، ثم جرى تفكيك أبراج التغطية القريبة من غزة، أعتقد أن إسرائيل تعمدت وقف العمل الإعلامي لإخفاء الانتهاكات".

وحتى مقدمو الإغاثة والمساعدات الإنسانية توقفوا عن العمل، وتقول المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر سهير زقوت، "لقد فقدنا الاتصال بطواقمنا، لقد كانت أسوأ ساعات، هذا يخالف اتفاقية جنيف الرابعة".

وفور عودة الاتصالات والإنترنت، تلقت الشبكات المحلية سيلاً ضخماً من المكالمات، مصدرها النازحون، كانوا يحاولون الاطمئنان على أقاربهم الذين لا زالوا في مدينة غزة وشمالها. ويصف حازم ذلك بالقول "كانت أشد أوقات الحرب من دون مكالمات، لقد شعرنا بالموت، أهلي في غزة وتحت الغارات، لقد فقدتهم جميعاً من دون أن أعرف".

 

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات