بايرن ميونخ يعيد هاري كين إلى عرش الهداف الأكبر في أوروبا

في عالم كرة القدم، ترفع بعض صفقات الانتقال توقعات الجماهير والخبراء على حد سواء، ومن المؤكد أن إحدى تلك الصفقات التي أثارت حماسة الجميع هي صفقة خروج قائد المنتخب الإنجليزي هاري كين من توتنهام هوتسبير الإنجليزي إلى بايرن ميونخ الألماني في 12 أغسطس (آب) الماضي.

وعلى رغم التكلفة الهائلة للصفقة المقدرة بحوالى 95 مليون يورو (101.6 مليون دولار) والانتقادات التي وجهت لإدارة النادي البافاري التي اختارت دفع هذا المبلغ الضخم في لاعب عمر 30 سنة، إلا أن وصول الهداف التاريخي لتوتنهام إلى ملعب "أليانز أرينا" كان بمثابة وعد بعصر جديد من النجاح لعمالقة الكرة الألمانية، بعد موسم واحد على رحيل الهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي الذي كان عنواناً لحقبة ذهبية للنادي قبل الانتقال إلى برشلونة الإسباني في يوليو (تموز) 2022.

قدرات كين الهجومية والتهديفية الاستثنائية كانت المفتاح الذي فتح أمامه أبواب بايرن ميونخ الذي يعد أحد أكبر أندية القارة العجوز، إذ كان الشاب الإنجليزي قد سجل 278 هدفاً وصنع 64 تمريرة حاسمة في 430 مباراة بكل البطولات، وأصبح الهداف التاريخي لفريق "السبيرز" في الدوري الإنجليزي الممتاز برصيد 213 هدفاً، والأقرب لتهديد عرش الهداف التاريخي للمسابقة آلان شيرر، إضافة إلى كونه الهداف التاريخي للمنتخب الإنجليزي برصيد 61 هدفاً في 87 مشاركة دولية.

لذلك عندما انتقل هاري كين إلى بايرن ميونخ كانت التوقعات مرتفعة للغاية، لكنه تجاوزها بسهولة شديدة، وكان واضحاً من البداية أن كين ملائم بشكل مثالي لأسلوب لعب العملاق البافاري، فبفضل قدراته المميزة في إنهاء الهجمات وتحركاته الذكية ومعدل العمل الكثيف الذي يقدمه اندمج سريعاً وبسلاسة تامة مع أسلوب لعب بايرن الهجومي، فأصبح قوة هجومية فتاكة.

وخلال الفترة الماضية لعب كين 15 مباراة مع بايرن ميونخ بين مسابقات الدوري الألماني ودوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الألمانية، سجل خلالها 19 هدفاً وصنع سبع تمريرات حاسمة، ليصبح قد شارك في 26 هدفاً في 15 مواجهة.

وامتد تألق كين الكاسح ليسجل ثلاثة أهداف (هاتريك) في ثلاث مباريات من أول 10 له في الدوري الألماني، من بينها ثلاثيتين في آخر مباراتين متتاليتين للفريق البافاري ضد دارمشتات وبوروسيا دورتموند، قبل تسجيل هدفين في غالطة سراي التركي بالجولة الرابعة من دوري أبطال أوروبا.

وكان مهاجم بايرن ميونخ توماس مولر مازح زميله كين قائلاً، إنه لا يملك مساحة كافية في غرفته بالفندق لجمع الكرات التي سجل بها ثلاثيات.

وبفضل أهدافه الـ19 يتصدر كين قائمة هدافي المسابقات الأوروبية سواء الدوريات والكؤوس المحلية أو البطولات القارية، متفوقاً على لوك دي يونغ مهاجم بي أس في إيندهوفن الهولندي الذي سجل 16 هدفاً في 20 مباراة، ثم النروجي إيرلينغ هالاند نجم مانشستر سيتي وهداف الدوري الإنجليزي، الذي سجل 15 هدفاً في 16 مباراة بكل المسابقات.

وإذا تمكن كين من مواصلة مستواه الحالي، فقد يقود بايرن ميونخ إلى الفوز بالدوري الألماني ودوري أبطال أوروبا، كما يمكن أن يصبح أول لاعب إنجليزي يفوز بالحذاء الذهبي الأوروبي منذ جيمي غريفز في عام 1961.