Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العراق يؤمن سماءه برادارات جديدة وتدريب للطيارين

افتتح كلية القوة الجوية واقترب من استكمال قاعدة الصويرة

وزير الدفاع العراقي ثابت محمد سعيد العباسي خلال افتتاح مشروع تطوير قاعدة الصويرة الجوية (مواقع التواصل)

ملخص

الرادارات الجديدة تغطي ارتفاعات عالية تصل إلى 30 كيلومتراً وتكشف عن مدى يصل إلى 450 كيلومتراً

تسعى الحكومة العراقية منذ سنوات عدة إلى تطوير قدرات الدفاع الجوي والقوة الجوية عبر سلسلة خطوات، أهمها تغطية البلاد بالرادارات لتكون قادة على مواجهة التحديات المتمثلة بالاختراقات التي تحصل بين الحين والآخر للأجواء العراقية.

واقتربت بغداد أيضاً من إعادة تفعيل كلية القوة الجوية العراقية التي تضررت كثيراً بعد 1991 وتراجع دورها بعد 2003 ونقل مقرها لأكثر من مرة من قاعدة إلى أخرى بسبب الأوضاع الأمنية التي جرت في الفترة ما بين 2003 و2015، خصوصاً بعد دخول تنظيم "داعش" لعدد كبير من المحافظات العراقية.

اختير لكلية القوة الجوية موقع جديد وهو قاعدة الصويرة الجوية جنوب بغداد، والتي تم تأهيلها وتطويرها من قبل شركة كورية جنوبية بشكل حولها إلى قاعدة ضخمة ستضم سرباً من طائرات "تي 50" الكورية للتدريب، البالغ عددها 24 طائرة، تسلمها العراق خلال السنوات الماضية، فضلاً عن توسعة مدارجها بكلفة تجاوزت ملياري دولار.

7 رادارات جديدة

وأعلن قائد قوات الدفاع الجوي العراقي الفريق الركن معن السعدي عن تسلم العراق سبع رادارات. وقال في تصريحات صحافية إنها، أي الرادارات "تؤمن كشفاً رادارياً للارتفاعات العالية والمتوسطة داخل العراق وخارج الحدود الإقليمية للبلد"، مبيناً أنها تغطي ارتفاعات عالية تصل إلى 30 كيلومتراً، وتكشف عن مدى يصل إلى 450 كيلومتراً بمواصفات وتقنيات عالية". فيما أكد المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي أن "هذا السلاح مهم جداً في مجال الكشف والتمييز والتصدي، ومن ثم تدمير الهدف"، مشيراً إلى أن "العراق يمتلك رادارين فقط على المستوى العالي والمتوسط، والآن بات لدينا سبعة رادارات بعد افتتاح الرادار الأخير في محافظة البصرة".

ووقع العراق في يوليو (تموز) 2022 عقداً مع شركة "تاليس" الفرنسية لتزويده رادارات متطورة "بعيدة المدى" طراز "جي أم 400"، ضمن توجه للحكومة الاتحادية لتعزيز سيادة العراق الجوية.

مقر لكلية القوة الجوية

ويأتي تسلم العراق للرادارات الفرنسية إلى جانب تطويرات أخرى تجريها الحكومة العراقية في القوة الجوية العراقية، حيث افتتح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الأسبوع الماضي، كلية القوة الجوية العراقية في قاعدة الصويرة الجوية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووجه السوداني بضرورة استكمال المشاريع المتعاقد عليها، ومن بينها مشروع قاعدة الصويرة (مقر كلية القوة الجوية الجديد) لأهميتها في خدمة المؤسسة العسكرية بشكل عام، والقوة الجوية بشكل خاص. وتم إنجاز أكثر من 72 في المئة من البنية التحتية الخاصة بالقاعدة، وبحسب السوداني فإن "هذا الصرح سيمد الجيش العراقي بضباط طيارين أكفاء بعد خضوعهم للدراسة والتدريب".

منظومة متكاملة

ويرى مدير مركز العراق للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل ضرورة أن تكون منظومة الرادار متكاملة، فيما دعا إلى التنسيق مع وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون ودول المنطقة.

وقال فيصل إن "العراق طور باستمرار خلال العقود السابقة من منظومة الرادار والرصد والسيطرة والتحكم من أجل أمن السماء العراقية التي هي جزء من السيادة العراقية كالبحر والأرض، من ثم التحكم في أمن الفضاء العراقي مسألة مهمة وجزء من اختصاص السيادة العراقية". وشدد على ضرورة أن "ترتبط بمنظومة الرادارات منظومة صواريخ متطورة لأن هذا الأمر لا يرتبط برصد دخول أجسام غريبة كالصواريخ والطائرات والمسيرة فقط، وإنما معالجتها أيضاً"، مبيناً أن فرنسا وروسيا هما جزء من تجهيز وتدريب منظومات الرادارات والصواريخ المهمة، لا سيما صواريخ أرض - جو.

تنسيق بغداد وواشنطن

يتم الحديث اليوم عن صواريخ متطورة لمواجهة الأجسام الغريبة والطائرات المسيرة التي أصبحت جزءاً حيوياً في الحروب الإقليمية المختلفة، بحسب فيصل، الذي أشار إلى أن العراق يحتاج إلى تطوير قدراته في مجال الدفاع الجوي بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية والقواعد الأميركية الموجودة بالعراق، والتي تمتلك بدورها رادارات للرصد والسيطرة ومعدات متطورة في هذا المجال.

ولفت إلى ضرورة وجود تنسيق على مستوى عالٍ بين المؤسسة العسكرية العراقية ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) المتمثل بالقواعد الجوية الأميركية، سواء في العراق أو سوريا والخليج، لتكون المنظومة العراقية فاعلة.

من جهته يعتقد الباحث العسكري معن الجبوري في أهمية تطوير القوة الجوية العراقية والدفاعات الجوية كونها خط الصد الأول لأي خطر خارجي، وقال إن "القوة الجوية هي خط الصد الأول والاستراتيجي في الدفاع عن البلد، ليس على الصعيد الجوي فقط، بل في حال حدثت تحركات على الأرض تستطيع الدفاعات الجوية معالجتها لحين مواجهتها ميدانياً"، مؤكداً أن تأمين أجواء أية دولة في العالم لن يتم من دون منظومة دفاع جوي متطورة، تغطي سماء الدولة.

ضعف دفاعي

وأضاف الجبوري أن "العراق يشكو ضعفاً في تسليح الدفاعات الجوية التي يجب أن تكون متكاملة من رادارات ومنظومات صواريخ وطائرات، وهناك توجه لتطوير هذا الاختصاص باعتباره خط الصد الأول لتأمين سماء دولة توجد في منطقة ساخنة مثل الشرق الأوسط تشهد نزاعات إقليمية ودولية، فضلاً عن تحركات للميليشيات والفصائل المسلحة".

وعن افتتاح الكيلة العسكرية وتطوير قاعدة الصويرة بين أن "القوة الجوية سلاح استراتيجي لأي دولة، فمثلاً إسرائيل تتفوق على الدول العربية على صعيد القوة الجوية على رغم أن القوة البشرية العربية تتفوق على إسرائيل بمقدار ما يقارب 50 ضعفاً".

ورادار "تاليس" الذي تسلمه العراق يترجم باللغة العربية إلى (سيد الأرض) هو رادار مراقبة جوية طويل المدى، يستخدم لأغراض الدفاع الجوي التكتيكي.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي