Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعد قمة السبع ... البورصات تقفز من جديد مع عودة التفاوض الأميركي الصيني

الطرفان يشعران بالخطر من استمرار التوتر التجاري في ظل مؤشرات الركود المقبل

شاشة كمبيوتر تعرض صورتي الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الأميركي دونالد ترامب في غرفة تداول العملات الأجنبية بأحد بنوك كوريا الجنوبية، 26 أغسطس (أ.ب.)

يبدو أن الحرب التجارية الأميركية الصينية أصبحت تتخذ من لعبة "القط والفأر" قاعدة للتعامل مع الملف الأكثر سخونة اليوم في الاقتصاد العالمي، والمتمثل بفرض رسوم جمركية مرتفعة بين أكبر اقتصادين عالميين، ما يهدد بحدوث ركود عالمي بعد نحو 11 عاما على الأزمة المالية.

فبعد أن قررت بكين أن تضرب واشنطن عبر فرض رسوم جمركية على بضائع بقيمة 75 مليار دولار بشكل مفاجئ الأسبوع الماضي، ردّت الولايات المتحدة بالمثل برفع رسوم بنسبة بلغت 5% لتصل إلى 30%، عاد الطرفان إلى تهدئة لعبة التهديد والوعيد، خصوصا بعد أن انهارت البورصات الأميركية ولحقتها الأسواق الآسيوية والأوروبية وحتى الخليجية.

خطر للطرفين

وأصبح الطرفان يشعران بالخطر من استمرار الحرب التجارية، حيث بدا الرئيس الأميركي دونالد ترمب في اجتماع قمة السبع في بياريتس بفرنسا، متناقضا في كيفية الرد على مسار هذه الحرب، حيث تارة يقول إنه "نادم على عدم رفع الرسوم الجمركية بشكل أكبر"، وتارة أخرى يهدئ من خطابه بالقول إنه "يرى في الأفق حلحلة للملف".

وبالمثل، بدت بكين متساهلة أيضا، حيث نقل مسؤولون أميركيون أن نظراءهم الصينيين اتصلوا بهم للعودة إلى طاولة المفاوضات. فالصين أيضا تأثرت من الحرب الدائرة وبدأ اقتصادها في التباطؤ واضطرت إلى تخفيض عملتها مرات عدة في الأشهر الأخيرة للحيلولة دون تفاقم الأزمة أكثر.

البورصات تميل إلى الإيجابية

وبين الإشارات السلبية لفرض الرسوم الجمركية، والإشارات السلبية المتمثلة ببيانات الحلحلة بين الطرفين، يبدو أن الأسواق الأميركية ومن خلفها الأوروبية والآسيوية والخليجية تميل إلى الأخذ بالخطاب الإيجابي في الحرب، حيث ما إن أعلن الرئيس ترمب عن وجود اتصالات بين الطرفين للعودة إلى طاولة الحوار من جديد، حتى انتعشت الأسواق أمس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ففي الأسواق الأميركية، كانت بداية الأسبوع أمس مختلفة كليا عن ما حصل في الأسبوع الماضي من انهيارات للأسهم. وقفز مؤشر "داو جونز الصناعي" بنسبة تزيد على 1%، بينما ارتفع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، الذي يقيس أكبر 500 شركة بنسبة 1.10%، في وقت شهد مؤشر ناسداك للأسهم التكنولوجية أعلى زيادة عند 1.3%.  وكان واضحا أن الأسهم التكنولوجية، وعلى رأسها أبل وتلك المصنعة في الصين، هي التي قادت هذا التحسن في المؤشرات، حيث يريد المستثمرون أي بصيص أمل لعودة المفاوضات بين البلدين، وعدم تأثر هذه الشركات سلبيا من رفع الرسوم الجمركية.

اجتماع الكبار يهدئ الأسواق

وكان اجتماع قمة مجموعة السبع في بياريتس بفرنسا فرصة للقاء أكبر 7 اقتصادات في العالم وبحث ملف التجارة الحرة والرسوم بين البلدان، الذي عاد إلى الوراء مع وجود معركة مفتوحة بين الأميركيين والصينيين. لكن ترمب طمأن بتصريحاته إلى إمكانية التوصل لاتفاق ومنع تدهور الاقتصادات العالمية، حيث قال إنه يعتقد أن "الصين راغبة بصدق في التوصل إلى اتفاق"، مستشهدا بما وصفه بالضغوط الاقتصادية المتنامية على بكين وفقد الوظائف هناك.

وأضاف "كل شيء ممكن. يمكنني القول إننا نجري محادثات مهمة جدا، أهم بكثير من أي وقت مضى بصراحة".

وتفاءلت الأسواق عندما قال ترمب إن المفاوضات ستبدأ قريبا جدا، مضيفا "أعتقد أننا سوف نبرم اتفاقا".

الرد الصيني

وكان الرد الصيني أيضا مبشرا، حيث قال  ليو هي، نائب رئيس وزراء الصين، أمس، إن "بكين مستعدة لحل خلافها التجاري مع الولايات المتحدة من خلال المفاوضات الهادئة وإنها تعارض بشدة تصعيد الصراع"، حسبما ذكرت صحيفة تدعمها الحكومة ونقلتها "رويترز".

وكانت الأسواق اهتزت الأسبوع الماضي من الصين إلى أميركا، بعد أن فرضت بكين رسوما على سلع بقيمة 75  مليار دولار، لتردّ واشنطن بفرض رسوم إضافية تصل إلى 30% على سلع بقيمة 550 مليار دولار اعتبارا من بداية سبتمبر (أيلول) المقبل.

وما أوجد ربكة بالأسواق أن الرئيس الأميركي قال للشركات الأميركية إن عليها أن تبحث عن بدائل للعمل خارج الصين، ما أوحى بأن هناك مواجهة أكبر وأطول بين الطرفين، خصوصا أنه بات من الصعب التوقع بما يمكن أن يقوم به ترمب في الملفات التي يراها مهمة لإنجاحه في ولاية رئاسية ثانية، كرئيس يبحث عن المصلحة العامة ولا يهتم بالاتفاقيات الدولية، ويريد للشركات والمصانع أن تعود إلى أميركا.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن التوصل إلى اتفاق سيساعد في تبديد عدم التيقن الذي يلقي بظلاله على الأسواق العالمية.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد