الذهب في مصر يجني ثلاثة أضعاف الأرباح العالمية

على خلفية استمرار خسائر الدولار وعودة المضاربات العنيفة في السوق السوداء، سجل الذهب مكاسب ضخمة خلال تعاملات شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إذ تمكن من تحقيق مكاسب توازي ثلاثة أضعاف المكاسب التي سجلها الذهب في البورصات العالمية.

وفق الإحصاء الذي أعدته "اندبندنت عربية"، صعد سعر الغرام عيار 14 بنسبة 17.2 في المئة رابحاً نحو 251 جنيهاً (8.12 دولار) بعدما ارتفع من مستوى 1456 جنيهاً (47.11 دولار) في نهاية تعاملات سبتمبر (أيلول) الماضي، إلى نحو 1707 جنيهات (55.24 دولار) في نهاية تعاملات أكتوبر الماضي.

وزاد سعر الغرام عيار 18 بنسبة 18 في المئة بمكاسب بلغت 334 جنيهاً (10.8 دولار) بعدما ارتفع من مستوى 1860 جنيهاً (60.19 دولار) إلى نحو 2194 جنيهاً (71 دولاراً)، وصعد سعر الغرام عيار 21 وهو الأكثر انتشاراً في السوق المصرية بنسبة 18 في المئة بمكاسب بلغت نحو 390 جنيهاً (12.62 دولار) بعدما ارتفع من مستوى 2170 جنيهاً (70.22 دولار) إلى نحو 2560 جنيهاً (82.84 دولار).

وارتفع سعر الغرام عيار 24 بنسبة 18 في المئة بمكاسب بلغت نحو 446 جنيهاً (14.43 دولار) مرتفعاً من مستوى 2480 جنيهاً (80.25 دولار) إلى مستوى 2926 جنيهاً (94.69 دولار)، وصعد سعر الجنيه الذهب بنسبة 18 في المئة بمكاسب بلغت نحو 3120 جنيهاً (100.97 دولار) بعدما صعد من مستوى 17360 جنيهاً (561.8 دولار) إلى نحو 20480 جنيهاً (662.78 دولار).

عالمياً، سجلت أونصة الذهب ارتفاعاً خلال تعاملات أكتوبر الماضي بنسبة 6.15 في المئة بعدما زاد سعر الأوقية من مستوى 188 دولاراً في نهاية تعاملات سبتمبر الماضي إلى نحو 2000 دولار بنهاية تعاملات أكتوبر، بمكاسب بلغت نحو 116 دولاراً.

قفزة كبيرة في مشتريات المصريين من الذهب

في بيان حديث، كشفت منصة "آي صاغة" لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت في مصر، أن أسعار الذهب واصلت الارتفاع في السوق المصرية خلال التعاملات الأخيرة بخاصة خلال تداولات الأسبوع الجاري، بينما ارتفع سعر الأوقية بنحو ثلاثة دولارات لتسجل مستوى 2000 دولار.

وفي سياق متصل، أظهر تقرير مجلس الذهب العالمي ارتفاع مشتريات المصريين من الذهب إلى 46.4 طن خلال أول تسعة أشهر من 2023، بنسبة ارتفاع بلغت 20.5 في المئة عن الفترة نفسها من 2022، تتضمن 24.9 طن من السبائك، و21.5 طن من المشغولات.

وأوضح التقرير أن تراجع مشتريات المصريين من السبائك خلال الربع الثالث من العام الحالي إلى 6.3 طن، بنسبة تراجع بلغت نحو أربعة في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وتراجعت مشتريات المشغولات خلال الربع الثالث من العام الحالي إلى نحو 6.6 طن، بنسبة تراجع بلغت نحو 27 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وقالت منصة "آي صاغة"، إن رغبة المصريين في التحوط والحفاظ على قيمة مدخراتهم من تآكل العملة، دفعتهم للإقبال على الذهب كملاذ آمن، بجانب رغبة البعض في الاستثمار وتحقيق الأرباح، في ظل التوقعات بارتفاع الأسعار لمستويات تاريخية، نتيجة تباطؤ الاقتصاد العالمي، والحرب الروسية - الأوكرانية، بجانب احتمالية وقف "الفيدرالي الأميركي" لدورة التشديد النقدي، ما يعزز من قوة الذهب.

وأرجعت المنصة انخفاض مشتريات المصريين من الذهب خلال الربع الثالث من 2023، إلى توجيه القوة الشرائية الحقيقية للسوق المحلية للشراء من الخارج، من خلال المصريين المقيمين خارج البلاد، مع قرار الدولة بإعفاء واردات الذهب المصاحب للعائدين من الخارج من الرسوم الجمركية، ما يؤكد أن تراجع المبيعات ظاهري وليس حقيقياً.

أكبر مكاسب شهرية منذ نوفمبر 2022

عالمياً، استقر السعر الفوري للذهب عند مستوى 1995.5 دولار للأوقية، فيما تتداول العقود الآجلة للذهب عند مستوى 2006.10 دولار.

قفز سعر الذهب الفوري إلى 2009.29 دولار، في تعاملات الجمعة الماضي، مع اتجاه المستثمرين على نحو متزايد إلى الأصول الآمنة وسط أزمة الشرق الأوسط.

ودفع سعي المستثمرين وراء الأصول الآمنة المعدن الأصفر من مستوى 1809.50 دولار، الذي لامسه يوم السادس من أكتوبر الماضي، أي قبل يوم من اندلاع الحرب الإسرائيلية في غزة قبل نحو 25 يوماً، إلى مستويات قياسية في التعاملات الأخيرة مع استمرا اتجاه المستثمرين في العودة إلى الأسواق والملاذات الآمنة.

ويعد الذهب في طريقه لتحقيق أكبر ارتفاع له منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2022. وقال محلل أسواق المال لدى "كابيتال دوت كوم"، كايل رودا، إن تراجع الذهب مجدداً دون مستوى 2000 دولار يعد طفيفاً، ولا يزال السعر يعكس تفاقم أخطار تصعيد الصراع في الشرق الأوسط.

وينصب تركيز المستثمرين الأسبوع الجاري على قرار السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي، اليوم الأربعاء، يليه تقرير الوظائف الأميركية الشهري يوم الجمعة المقبل. وقال كبير محللي السوق لدى "أواندا"، كيلفن وونغ، إن من المرجح أن يبقي رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، على نهج الاعتماد على البيانات في تحديد مسار الفائدة، مع الإبقاء على توقعات رفع الفائدة مرة أخيرة في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

في الوقت نفسه، خفف بنك اليابان قبضته على أسعار الفائدة طويلة الأجل من خلال تعديل سياسة التحكم في عائدات السندات مرة أخرى أمس الثلاثاء. ومن المقرر أن يصدر قرار بنك إنجلترا غداً الخميس، ومن ناحية المعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.6 في المئة إلى 23.17 دولار، وارتفع البلاتين 0.5 في المئة إلى 933.66 دولار، ويتجه كلاهما لتحقيق مكاسب شهرية، وتراجع البلاديوم بنسبة 0.1 في المئة إلى 1126.68 دولار للأوقية.