Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شهية العالم للذهب تتراجع على رغم سخاء المناجم

إقبال متواضع على المعدن من البنوك المركزية في الربع الثالث وهبوط قاس لمبيعات المجوهرات في الشرق الأوسط

أسعار المعدن المرتفعة تكبح الطلب في عديد من البلدان بسبب قوة الدولار أمام عملاتها المحلية (رويترز)

ملخص

يتوقع مجلس الذهب العالمي تراجع مشتريات الأوزان الخفيفة في مصر بسبب ضعف الجنيه ورسوم المصنعية

عزفت شهية البنوك المركزية عن إضافة المزيد من أطنان الذهب إلى احتياطاتها على أساس سنوي، إذ بلغ صافي المشتريات في الربع الثالث من العام 337 طناً من 459 طناً في الربع المناظر من العام الماضي، في حين تراجع الطلب قليلاً على المجوهرات بفعل ارتفاع أسعار المعدن الأصفر، وسجل إجمال الطلب على المعدن 1267 طناً على أساس سنوي.

وتكشف أحدث نشرة لمجلس الذهب العالمي في أكتوبر (تشرين الأول) الجاري بعنوان "اتجاهات الطلب على الذهب"، إضافة البنوك المركزية 800 طن من الذهب منذ بداية العام الحالي، وهو أعلى مستوى على الإطلاق خلال فترة التسعة أشهر، وعلى رغم وجود نواة من المشترين المنتظمين الملتزمين، فإن نطاق البلدان التي أضافت بنوكها المركزية إلى احتياطاتها خلال الأرباع الأخيرة واسع النطاق.

ويتناول التقرير مشتريات بنوك مركزية من المعدن، إذ أضاف بنك الهند المركزي تسعة أطنان من المعدن في هذا الربع، وسبعة أطنان في أوزبكستان، وستة في التشيك، وأربعة في سنغافورة وثلاثة أطنان لبنك قطر المركزي، ومثلها للبنك المركزي الروسي وطنين للتشيك وطناً واحداً لجمهورية قيرغيزستان، بينما باع بنك كازاخستان أربعة أطنان من المعدن.

وبلغ الطلب الاستثماري في الربع الثالث 157 طناً، وعلى رغم ارتفاعه بنسبة 56 في المئة على أساس سنوي، إلا أنه ظل ضعيفاً مقارنة بمتوسط الخمس سنوات الماضية البالغ 315 طناً، وخسرت صناديق الذهب المتداولة العالمية 139 طناً في الربع الثالث، وإن كان تدفق خارجي أقل بكثير من الربع الثالث 2022 حين سجلت خسائر 244 طناً.

تراجع الطلب على السبائك

انخفض الاستثمار في السبائك والعملات المعدنية بنسبة 14 في المئة على أساس سنوي إلى 296 طناً، على رغم بقائه أعلى من المتوسط الفصلي لخمس سنوات البالغ 267 طناً، وجاء الانخفاض على أساس سنوي إلى حد كبير نتاج الانخفاضات الحادة في أوروبا.

تفصح البيانات عن تراجع استهلاك المجوهرات بشكل طفيف، بانخفاض نسبته اثنان في المئة على أساس سنوي إلى 516 طناً وسط استمرار قوة أسعار الذهب، في حين استمر الطلب الهش على الذهب المستخدم في التكنولوجيا، والذي انخفض بنسبة ثلاثة على أساس سنوي إلى 75 طناً.

كانت مناجم الذهب أكثر سخاءً في الربع الثالث، إذ وصل إنتاجها إلى رقم قياسي هو 971 طناً، مما ساعد على رفع إجمالي إمدادات الذهب إلى 1267 طناً بزيادة ستة في المئة على أساس سنوي، ووصل إجمالي الإنتاج منذ بداية العام بلغ 2744 طناً، فيما ارتفعت معدلات إعادة التدوير أيضاً على أساس سنوي، إذ ارتفعت بنسبة ثمانية في المئة لتصل إلى 289 طناً، ليصل إجمالي المعروض المعاد تدويره منذ بداية العام إلى 924 طناً بنسبة نمو تسعة في المئة.

وخلال الربع الثالث، بلغ متوسط سعر الذهب 1928.5 دولار للأوقية (الأونصة) منخفضاً بنسبة اثنين عن المستوى القياسي المسجل في الربع الثاني من العام الحالي، لكنه أعلى بنسبة 12 في المئة على أساس سنوي، وشهدت عديد من الدول ارتفاع أسعار الذهب المحلية بسبب ضعف العملة مقابل الدولار القوي، بما في ذلك اليابان والصين وتركيا.

يرى مجلس الذهب العالمي، أن الطلب على الاستثمار في الذهب كان مختلطاً منذ بداية العام، إذ يتماشى الاستثمار في السبائك والعملات المعدنية بشكل عام مع الربع الأول والربع الثالث من العام الماضي، وذلك بفضل قوة النصف الأول في الشرق الأوسط وتركيا والصين، بينما في المقابل، شهدت صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب تدفقات خارجة قدرها 189 طناً حتى الآن هذا العام، وسجلت الآن ستة أرباع متتالية من الطلب السلبي.

مصر وإيران تقودان التراجع

وتلفت البيانات إلى أن مصر وإيران، قادتا تراجع الطلب على السبائك والعملات الذهبية من بين دول منطقة الشرق الأوسط في الربع الثالث، إذ سجلت الأولى تراجعاً بنسبة أربعة في المئة بإجمالي مشتريات 6.3 طن، في حين هبط طلب الثانية 29 في المئة وصولاً إلى مشتريات بلغت 10.4 طن، وذلك على النقيض من بقية دول المنطقة، بخاصة السعودية التي زادت مشترياتها من السبائك والعملات الذهبية بنحو تسعة في المئة، والإمارات 55 في المئة، والكويت 30 في المئة.

واستمر الطلب على المجوهرات في جميع أنحاء الشرق الأوسط في الانخفاض في الربع الثالث منخفضاً في جميع أنحاء المنطقة بنسبة 12 في المئة على أساس سنوي إلى ما يقل قليلاً عن 43 طناً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبينما رفعت مصر من المصنعية على سبائك الذهب الأقل وزناً من 100 غرام، يتوقع مجلس الذهب العالمي، تقلص الطلب على سبائك المعدن الأصفر في الربع الرابع والأخير هذا العام، ويقول إن مصر كانت الأضعف أداءً في المنطقة في مشتريات المجوهرات، إذ سجلت تراجعاً بنسبة 27 في المئة على أساس سنوي، على خلفية الانخفاض المستمر في قيمة الجنيه المصري والذي أدى بدوره إلى انخفاض وزن المشتريات، وسط توقعات بضعف الطلب الفترة المقبلة، في ظل البيئة الاقتصادية في البلاد".

مشتريات الذهب في السعودية

وبينما ظلت مشتريات المجوهرات في السعودية مستقرة عند مستوى يتجاوز 10 أطنان من المعدن، تراجع الطلب في الإمارات على أساس سنوي بنسبة 15 في المئة إلى تسعة أطنان، والنسبة نفسها في الكويت بمشتريات 3.4 طن، وخمسة في المئة تراجعاً في إيران بمشتريات بلغت 7.4 طن، وبالنظر إلى تراجع طلب معظم الدول السابقة على المجوهرات في المقابل، يتبين أن الاتجاه نحو التحوط من التضخم كان الغالب على الإنفاق لأغراض الزينة.

واستمرت دوافع الاستثمار في دفع مشتريات المجوهرات في تركيا صعوداً، إذ ارتفع الطلب في الربع الثالث بنسبة اثنين في المئة على أساس سنوي، ليواصل الطلب على المجوهرات بذلك نموه على مدى ستة أرباع متتالية، وسط توقعات بارتفاع الطلب على المعدن كوسيلة للتحوط ضد التضخم الاستهلاكي، مع استمرار البيئة الاقتصادية والسياسية الصعبة.

كان المجلس العالمي، أعلن أن البنوك المركزية أضافت في أغسطس (آب) الماضي، 77 طناً من الذهب إلى الاحتياطيات العالمية بزيادة 38 في المئة عن مشتريات يوليو (تموز) الماضي، تتصدرها بنوك الصين وبولندا وتركيا، وتوقع آنذاك، للربع الرابع، أن تظل البنوك المركزية في طريقها لتحقيق إجمالي سنوي قوي، وباعتباره وسيلة للتحوط من الأزمات وأوقات الضبابية وانعدام اليقين الاقتصادي، يتمتع الذهب بتاريخ قوي، مدفوعاً بافتقاره إلى أخطار الائتمان والارتباط السلبي بالأصول الخطرة، كما تؤثر التوترات الجيوسياسية في حد ذاتها على عوائد الذهب.

المزيد من أسهم وبورصة