Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل فشلت البعثة الأممية في ليبيا بالمهمة الموكلة إليها؟

مراقبون يصفون عبدالله باتيلي بـ"الأسوأ" بين المبعوثين السابقين قبل إحاطته المنتظرة لمجلس الأمن

أعضاء بالبرلمان الليبي سبق واتهموا عبدالله باتيلي بالعمل ضد التوافق الليبي (أ ف ب)

ملخص

قوى ليبية تطالب بإنهاء مهمة المبعوث الأممي عبدالله باتيلي قبل ساعات من إحاطته المنتظرة لمجلس الأمن الدولي

تستعد أروقة مجلس الأمن الدولي، اليوم الإثنين، لاحتضان اجتماع يبحث تمديد مهام البعثة الأممية للدعم في ليبيا، وسط دعوات محلية بإنهاء مهمة رئيسها عبدالله باتيلي، بخاصة بعد انتقاد البعثة القوانين الانتخابية الصادرة عن لجنة إعداد القوانين الانتخابية (6+6).

وقال باتيلي في إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، إن "القوانين لا تستطيع، ولن تجعل الانتخابات تحدث"، لافتاً إلى أهمية دعمها من قبل مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة.

وطالب الجميع، بمن فيهم القادة الرئيسون، بالاجتماع والاتفاق على تسوية سياسية ملزمة نحو عملية انتخابية سلمية، يكون عمودها الفقري حكومة موحدة لقيادة ليبيا إلى الانتخابات.

ويرى مراقبون أنه عقب انتهاء مهمة المبعوث الأممي السابق غسان سلامة شهد عمل البعثة ركوداً وأصبح لا يتعدى الإدانات وبيانات القلق، إذ لم يحرز المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي منذ ترؤسه البعثة الأممية في الثاني من سبتمبر (أيلول) 2022، أي تقدم يذكر الملف الليبي الذي ظل يراوح مكانه، بخاصة إثر تعمق الانقسام السياسي في ظل وجود حكومتين على الأرض، واحدة برئاسة عبدالحميد الدبيبة في الغرب والأخرى بقيادة أسامة حماد بالشرق.

ضد التوافق الليبي

وسبق واتهم 60 عضواً من البرلمان عبدالله باتيلي بالعمل ضد التوافق الليبي. وطالب النواب أواخر يوليو (تموز) الماضي البعثة الأممية بالالتزام بمهامها الموكلة إليها، بحسب قرار إنشائها رقم 2011/2009، والذي حصر دورها في دعم المؤسسات السياسية الليبية فقط.

وقال رئيس مركز التمكين للدراسات والبحوث الاستراتيجية محمد المصباحي لـ"اندبندنت عربية"، إن البعثة الأممية فشلت في المهمة الموكلة إليها وتجاوزت حدودها من الدعم إلى التدخل في الشأن الليبي، مما جعل الشارع المحلي يعاني إحباطاً، خصوصاً أن انتماء باتيلي للقارة السمراء وجنسيته السنغالية زرعا في البداية أملاً لدى الليبيين في حلحلة أزمة بلادهم والذهاب نحو انتخابات وطنية.

وأردف المصباحي، "البعثة الأممية عجزت عن إيجاد أي مخرج للأزمة الليبية، لا سيما أنها لم تعمل على تشكيل حكومة موحدة قادرة على تأمين العملية الانتخابية، إذ عارض باتيلي في أواخر يوليو الماضي قرار مجلسي النواب والدولة القاضي بالتوجه نحو تشكيل حكومة جديدة لحسم ملف الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وعمل على التمديد تلقائياً لحكومة الوحدة الوطنية الموقتة برئاسة عبدالحميد الدبيبة الذي سبق ورفض تسليم السلطة إلا لحكومة منتخبة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأوضح رئيس مركز التمكين للدراسات والبحوث الاستراتيجية أن دور البعثة اقتصر على حصر الإشكالية الليبية في عدد من الشخصيات وللأجسام السياسية فقط، وعمل باتيلي على ضرب أي توافق بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة الذي كان مطلباً أساسياً لكل من سبقه في رئاسة البعثة الأممية. وقال إن البعثة نجحت فقط في الاعتراضات على القوانين الانتخابية على رغم قبول المفوضية الوطنية العليا للانتخابات بها، موضحاً أن مهمة المبعوث الأممي عبدالله باتيلي تقتصر على الدعم فقط، بخاصة أن القوانين الانتخابية لم تمنع أي شخص من الترشح للانتخابات.

ونوه المتحدث ذاته بأن البعثة أخفقت في استغلال التلاحم بين القطب الغربي والقطب الشرقي في كارثة درنة لتأسيس مشروع سياسي وطني تنطلق منه ورش العمل على جميع الصعد للذهاب سريعاً نحو الانتخابات، بخاصة في ظل التحام المعسكر الغربي بالمعسكر الشرقي لأول مرة، مما جعل صوت الليبيين يرتفع باتهامها بالتقصير.

إعادة الزخم

وطالب 57 حزباً سياسياً في ليبيا، الأسبوع الماضي، الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بالعمل على التسريع وتيرة تنظيم الانتخابات، ونادت في بيان مشترك "بتطوير دور وأداء بعثة الأمم المتحدة والمبعوث الخاص للأمين العام، لرفع مستوى أدائهما، بما يتلاءم مع حجم التحديات واستثمار مناخ التكاتف الشعبي الحالي".

وتابع البيان أنه "يجب العمل على إعادة الزخم للعمل في المسارات التي حققت البعثة تقدماً فيها خلال سنوات سابقة، وهي مسارات سياسية واقتصادية وعسكرية، لإرساء السلام في ليبيا وبناء الدولة الحديثة"، مشيرة إلى "ضرورة أن تكون هناك وقفة حقيقية وحاسمة من أجل إنجاز الاستحقاق الانتخابي وفقاً لتشريعات توافقية واضحة، تفادياً لمزيد من تدهور الأوضاع".

من جانبه، قال المحلل السياسي محمد مطيريد، إن باتيلي لم يستغل لا تجربته المهنية السابقة، ولا جنسيته الأفريقية وعلاقته بالاتحاد الأفريقي لتقريب وجهات النظر بين أطراف الصراع حول العملية السياسية والعسكرية.

ووصف باتيلي بأنه "المبعوث الأممي الأسوأ" بين كل سابقيه لهذا المنصب على رغم أنه سبق وعمل عام 2021 خبيراً أممياً مستقلاً في المراجعة الاستراتيجية لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا "أونسميل"، قبل أن يتولى رسمياً رئاسة البعثة الأممية في الثاني من سبتمبر 2022، غير أنه لم يستثمر هذه التجربة لوضع حلول للإشكالية الليبية بحكم قربه سابقاً من الملف الليبي.

ويرى مطيريد أن باتيلي استند في عمله على التنديدات فقط، مما أدى إلى تعقيد المشهد السياسي في ليبيا، ولم يسهم في دعم عمل لجنة "6+6" للذهاب نحو الانتخابات، موضحاً أنه عمله اقتصر على التخبط في التصريحات نفسها في كل إحاطة أمام مجلس الأمن.

واستشهد بأنه سبق وأعلن أنه في حال فشل توافق المجلسين سيذهب إلى خطة بديلة تتمثل في "لجنة حوار رفيعة المستوى"، ولكن كلامه ظل حبراً على ورق، باعتبار أنه لا يملك مشروعاً حقيقياً يدفع الملف الليبي نحو الاستقرار السياسي والأمني على رغم جلوسه مع كل أطراف الصراع وعدد من التركيبات السياسية والحزبية والمدنية.

المزيد من متابعات