Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عن الإشاعات التي تحيط ببوتين وتصب في صالحه

اضطر الكرملين إلى نفي التكهنات الأخيرة عن تعرض الطاغية المسن إلى أزمة قلبية وسقوطه أرضاً في غرفة نومه

تزعم الإشاعات الأخيرة أن بوتين مصاب بمرض عضال أو أنه تعرض لسكتة قلبية (أ ف ب/أ ب)

ملخص

ما صحة الإشاعات التي تدور حول صحة الرئيس الروسي وحول وجود أشباه بدلاء له؟

على مدار سنوات، ظلت صحة فلاديمير بوتين موضع تكهنات وإشاعات مثيرة. وتكلمت آخر هذه التقارير عن استبداله بأشخاص يشبهونه وعلاجات كيماوية سرية ومرض الباركنسون ومزاعم بأنه سقط على الدرج ووقع على العصعص وتغوط في سرواله.

لكن هذا الأسبوع، بدأت أكبر الإشاعات تطرفاً تنتشر عن مرض الرجل ذي الـ71 سنة. وفقاً لمصادر غامضة، تنبه عناصر من جهازه الأمني إلى ضجيج وأصوات طرق مقبلة من غرفة نومه فوجدوه وقد ارتمى أرضاً ويعاني تشنجات.

وأفادت التقارير عن وجود طعام وشراب مقلوب على الأرض وعن أطباء هرعوا لإنعاشه في الوقت الذي دب فيه الذعر في أوساط دائرة المقربين منه بسبب النوبة القلبية المزعومة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في رده على هذه المزاعم، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين إن الخبر "كذبة سخيفة"، وإن صحة الرئيس الروسي جيدة.

وظهرت هذه القصة المثيرة التي غطتها عدة وسائل إعلامية غربية في البداية على قناة "تيليغرام" الغامضة "جنرال أس في آر".

وتعرف هذه القناة بنشرها ادعاءات مشكوك بصحتها عن مرض بوتين، وقد أبصرت النور عام 2020 بزعم أن من يديرها هم أعضاء سابقون من جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية وهيئات حكومية أخرى.

وعلى الرغم من نشرهم مزاعم مشكوكاً في صحتها ولا دليل يؤكدها، غالباً ما تتصدر أخبار القناة عناوين الصحف الصفراء حول العالم، وهو ما علق عليه أحد الخبراء بقوله إن القناة أثبتت أنها "مفيدة" للنظام الروسي.

في حديثه إلى "اندبندنت"، عقب جيمس نيكسي، مدير برامج روسيا وأوراسيا في تشاتهام هاوس على الموضوع بقوله "الأمر الواضح تماماً هو أن هذه القناة بالتحديد لديها تاريخ من نشر المعلومات الكاذبة وهذا يخدم مصلحة الدولة الروسية. فالكرملين يلائمه نشر الإرباك".

وفيما سلط الضوء على صحة بوتين قبل اجتياحه أوكرانيا عام 2022، فإن قيام الصحافة بذكر الموضوع مراراً وتكراراً ليس سوى من باب "التمني" [أي الرغبة بأن يكون الرجل متوعكاً بالفعل]، كما قال السيد نيكسي.

وأضاف "إن سن الـ71 هو متوسط العمر المتوقع للرجال الروس، لكنه ليس رجلاً عادياً. ولا بد أن الرعاية الصحية التي يتلقاها أفضل من تلك التي تخصص لأي أحد غيره، ولا يظهر أنه يشرب كثيراً من الكحول مقارنة بأسلافه".

وتابع "أعتقد أنه من المنطقي أن نفترض أن صحته جيدة بالنسبة إلى رجل في الـ71 من عمره".

فيما ربطت شخصيات مثل خبير أكاديمي روسي ومحام أوكراني بقناة "جنرال أس في آر"، رفض متحدث باسم القناة في وقت سابق أن يحدد هوية مصادر القناة.

وإذ استبعد احتمال تسريب المعلومات حول صحة بوتين من داخل الكرملين، قال المؤرخ الدكتور مارك غاليوتي "إنه احتمال ضئيل للغاية أن يكون هذا أحدهم في دائرة المقربين منه من دون أن يكتشفه عناصر مكافحة التجسس إلى الآن".

وأضاف "إن دائرة المقربين من بوتين أشبه بالصندوق الأسود، لدرجة أننا لا نعرف مكانه داخل روسيا معظم الوقت، فما بالك بصحته".

لم تقتصر التكهنات حول بوتين على موضوع صحته، إذ ظهرت روايات عن معاناته من جنون الارتياب وخوفه من "كوفيد-19". وظهرت صور غريبة للطاغية وهو يجلس على بعد عدة أمتار من ضيوفه، بينما زعمت وسائل الإعلام أنه يسكن في مخابئ تحت الأرض ويفرض على زائريه المرور عبر نفق خاص من الأشعة فوق البنفسجية.

ومن بين الإشاعات الثابتة المحيطة بالطاغية المسن استخدامه أشخاصاً يشبهونه كبديل عنه. واعتبر المطلعون على جنون الارتياب المصاب به بوتين وعلى عزله لنفسه، أن ظهوره خلال الصيف في داغستان حيث كان يتفاعل مباشرة مع حشد من الأشخاص المتحمسين لوجوده، أمراً لافتاً بشكل خاص.

ففي هذا الظهور وخروجه النادر من حدود مكتبه ومنزله، شوهد وهو يصافح أيدي السكان المرحبين به، حتى إنه صور وهو يقبل فتاة على خدها.

على الرغم من أنه لم يسلم يوماً على فريقه الأمني خلال عقدين من وجوده في السلطة، صافح الأيادي ورتب الزي الرسمي لأحد الضباط مما ولد إشاعات بأن معجبيه يحتفون بشبيه له وليس به.

وقارن المؤمنون بهذه النظرية صوره مع زعيم جمهورية الشيشان رمضان قديروف في يونيو (حزيران) حيث بدا منتفخاً وشكل أذنيه مختلف.

وظهر تباين كبير بين بشرته غير الصافية وصور سابقة للديكتاتور بصدره العاري وهو على صهوة جواده، في استعراض غريب لذكورته.

وقال السيد جيولوتي عن وجود أشباه لبوتين "أمن المرجح أن يكون لديه شبيه بديل له؟ نعم، لقد رأينا حالات من خروجه واندماجه بالحشود وفي تلك الظروف، أنا متأكد من أنه ليس بوتين"، لافتاً "لكن إن صدقت قناة ’جنرال أس في آر’، فإن الشبيه هو الذي يستبدله في كل الفعاليات وهذا ما لا أصدقه ببساطة".

وعند سؤاله عن وجود أشباه يستبدلون الرئيس، ضحك بيسكوف، الناطق باسم الكرملين. وقال "أستطيع أن أقول لك إنه في ما يتعلق بالعمل وما شابه، لا وجود لبدائل"، مضيفاً "ينتمي [هذا النوع من القصص] إلى فئة الأخبار الكاذبة التي تناقشها بعض وسائل الإعلام بإصرار تحسد عليه. وهذا ما يرسم ابتسامة لا غير [في الكرملين]".

وفي مقابلة تعود إلى عام 2020، نفى بوتين الإشاعات القديمة بأنه يستخدم أشباهاً كبديل له مع أنه قال إنه عرض عليه استخدام أحدهم في السابق لأسباب أمنية.

وقال السيد نيكسي "من ناحية أولى، يبدو أمر وجود بدلاء أقرب إلى الخيال العلمي، لكنني أظن الناس يتعاطون مع هذا الأمر بشكل ساذج إن اعتقدوا أن شيئاً كهذا لا يحدث. هذان الأمران متضاربان، لكن هذه الأمور ممكنة وطالما هي كذلك، فأنا متأكد أنها تحصل في بلد ديكتاتوري مثل روسيا".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات