Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أوكرانيا تصد هجمات روسية في دونيتسك وتنتظر الإمدادات

زيلينسكي يطلب تزويد بلاده مزيداً من أنظمة "باتريوت" والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي

جنود أوكرانيون يطلقون نظام صواريخ متعدد الإطلاق باتجاه القوات الروسية في دونيتسك (رويترز)

ملخص

يتبع الجيش الأوكراني الأسلوب الدفاعي منذ فشل هجومه المضاد الواسع النطاق في الصيف الماضي، ويواجه تسلم روسيا زمام المبادرة بعد استيلائها على بلدة أفدييفكا بشرق البلاد في فبراير

أعلنت أوكرانيا اليوم الإثنين أنها صدت 55 هجوماً في منطقة دونيتسك شرق البلاد، غداة اعترافها بتدهور الوضع على خط الجبهة.

وكانت موسكو أعلنت أمس الأحد سيطرتها على قرية نوفوباخموتيفكا في الجبهة الشرقية، بينما تترقب القوات الأوكرانية تسلم الأسلحة الأميركية المنشودة.

وقال الجيش الأوكراني إنه "صد 55 هجوماً" في قرى عدة شمال نوفوباخموتيفكا وشرقها، من بينها أوتشيريتني حيث جرت معارك عنيفة.

وتقع هذه القرى شمال بلدة أفدييفكا التي سيطرت عليها القوات الروسية في فبراير (شباط) الماضي. ومذاك توغلت القوات الروسية بصورة أكبر في منطقة دونيتسك.

وجنوباً، أكدت أوكرانيا أن قواتها "تواصل احتواء العدو" في مواقع عدة غرب مدينة دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا، وخصوصاً في كراسنوجوريفكا.

وأشارت كييف إلى أن القوات الروسية "بدعم من الطيران حاولت اختراق دفاعات قواتنا 15 مرة".

وتقع كراسنوجوريفكا على بعد نحو 20 كيلومتراً غرب دونيتسك وتعد بلدة مهمة بالنسبة إلى كييف.

وباتت المنطقة مهددة بالخطر منذ سقوط مارينكا وأفدييفكا، حيث وردت أنباء عن اشتداد المعارك خلال الأسابيع الماضية.

أقر رئيس الأركان الأوكراني أولكسندر سيرسكي أمس الأحد بأن قواته انسحبت إلى مواقع دفاعية جديدة غرباً في بعض القطاعات.

وحذرت كييف من أن روسيا ستحاول تحقيق بعض الانتصارات قبل التاسع من مايو (أيار) في ذكرى الانتصار على ألمانيا النازية.

مناشدة زيلينسكي

ناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المجتمع الدولي مجدداً الإسراع في تزويد بلاده مزيداً من أنظمة الدفاع الجوي وبدء محادثات رسمية لانضمام كييف إلى الاتحاد الأوروبي وتوجيه دعوة لها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

وتواجه القوات الأوكرانية وضعاً صعباً في الشرق وتنتظر تسلم أسلحة أميركية بعد موافقة الكونغرس في الـ23 من أبريل (نيسان) على حزمة مساعدات قيمتها 61 مليار دولار بعد تأخير استمر أشهراً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وطالب زيلينسكي مراراً بتزويد أوكرانيا مزيداً من أنظمة الدفاع الجوي، وبخاصة "باتريوت". وقال إنه تحدث قبل قليل إلى زعيم الأقلية في مجلس النواب الأميركي حكيم جيفريز وشكر الكونغرس على إقرار حزمة المساعدات، لكنه أضاف أن أوكرانيا تتعاون مع جميع الشركاء لتسريع وتيرة تسليم المساعدات التي ستسمح لكييف بالحفاظ على مواقعها وتعطيل خطط الحرب الروسية.

وقال زيلينسكي في خطابه المسائي المصور الأحد "ما زلنا ننتظر الإمدادات التي وعدت بها أوكرانيا، والتي يمكن أن تغير الوضع في ساحة المعركة لمصلحتها". وأضاف "في حديثي مع السيد جيفريز أكدت أن هناك حاجة لأنظمة (باتريوت) في أسرع وقت ممكن".

الانضمام للاتحاد الأوروبي

وبخصوص الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي قال زيلينسكي إن أوكرانيا استوفت جميع الشروط لبدء محادثات الانضمام "والآن يجب على الاتحاد الأوروبي أن يفي بالتزاماته".

وتحدث زيلينسكي عن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي قائلاً إن كل دولة تشترك في القيم ذاتها ومستعدة للدفاع عنها "تستحق دعوة للانضمام إلى الحلف".

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الرابع من أبريل إن أوكرانيا ستنضم إلى الحلف في نهاية المطاف.

 

قمة للسلام

وعبر زيلينسكي عن تفاؤله إزاء آفاق السلام في إشارة إلى قمة السلام المقبلة المقرر عقدها في سويسرا يومي الـ15 والـ16 من يونيو.

ولم توجه دعوة إلى روسيا لحضور القمة، ووصفت موسكو أي اجتماع من هذا القبيل بأنه لا معنى له دون مشاركتها.

روسيا تحقق "نجاحات تكتيكية"

أقر رئيس الأركان الأوكراني أولكسندر سيرسكي أمس الأحد بأن الوضع على الجبهة "تدهور" مع تحقيق القوات الروسية "نجاحات تكتيكية" في مناطق عدة.

ويتبع الجيش الأوكراني الأسلوب الدفاعي منذ فشل هجومه المضاد الواسع النطاق في الصيف الماضي، ويواجه تسلم روسيا زمام المبادرة بعد استيلائها على بلدة أفدييفكا بشرق البلاد في فبراير (شباط).

وفيما تسعى إلى حشد جنود جدد أمام شح المساعدات الغربية، اضطرت أوكرانيا إلى التراجع أخيراً في مناطق عدة، بينما أعلنت موسكو الأحد سيطرتها على قرية جديدة.

وجاء في منشور للجنرال سيرسكي على "فيسبوك" أن روسيا "تهاجم على طول خط المواجهة، وتحقق نجاحات تكتيكية في بعض المناطق". وتابع "في محاولته لأخذ زمام المبادرة الاستراتيجية واختراق خط الجبهة، ركز العدو جهوده في مناطق عدة، ما خلق تفوقاً كبيراً من حيث القوات والقدرات".

 

 

معارك عنيفة

وأكد سيرسكي وقوع "معارك عنيفة" على خط الجبهة خلال الأسبوع الماضي، متحدثاً عن وضع "ديناميكي" مع سيطرة أحد الطرفين على بعض المواقع ثم استعادة الطرف الآخر لها، وذلك لمرات عدة خلال يوم واحد. وأفاد بأن القوات الأوكرانية تتمكن من "تحسين موقعها التكتيكي" في بعض المناطق. وقال الجنرال سيرسكي إن كوبيانسك في شمال شرق البلاد هي من بين المناطق التي يشتد فيها القتال وحقق فيها الروس "نجاحات جزئية، لكن تم إيقافهم".

وفي منطقة كراماتورسك (شرق)، تشن القوات الروسية هجوماً للسيطرة على بلدة تشاسيف يار، لكن سيرسكي قال إن "الوضع الأكثر تعقيداً" هو في منطقة بوكروفسك وكوراخوف، حيث "يستمر القتال العنيف". وأقر بأن القوات الأوكرانية انسحبت من بلدات بيرديتشي وسيمينيفكا ونوفوميخايليفكا. كما تحدث عن "وضع متوتر" في جنوب البلاد.

وأعلنت روسيا، من جانبها، الأحد أنها سيطرت على قرية نوفوباخموتيفكا الواقعة شمال غربي بلدة أفدييفكا في الجبهة الشرقية. وتقع هذه القرية بالقرب من أوتشيريتني التي اجتاحتها القوات الروسية بصورة سريعة هذا الأسبوع، إذ تسيطر حالياً على معظمها وفقاً لمراقبين.

واستهدف قصف متواصل منطقة أوتشريتيني الواقعة على المرتفعات، وتصاعدت أعمدة من الدخان الرمادي في السماء وفق ما نقلت "وكالة الصحافة الفرنسية".

وفي قرية فوزدفيينكا البعيدة 8 كيلومترات باتجاه شمال غربي البلاد، كان ثلاثة مدنيين ينهون تحميل شاحنة صغيرة بالأثاث والمقتنيات. وقال أحدهم وهو يهم بالمغادرة "سنذهب بعيداً من هنا، أخذنا بعض أمتعتنا من هنا ومن قرية أخرى". وأضاف قبل أن يغادر القرية بسرعة على متن الشاحنة "ليس لديَّ وقت للحديث بسبب القصف".

وقال جنود أوكرانيون إنهم جاؤوا لحفر خنادق دفاعية بالقرب من أوتشيريتني. وقال أحدهم مفضلاً عدم الكشف عن هويته "لكن الوضع تغير. قيل لنا ألا نأخذ المجارف، وأن نبقى هنا بانتظار الأوامر. الروس يهاجمون ويتقدمون".

 

 

وكان سيرسكي قد أقر في أبريل بأن الوضع على الجبهة الشرقية "تدهور بشكل كبير". وقال إنه يرى "تكثيفاً كبيراً" للهجوم الروسي منذ مارس (آذار)، مما أدى إلى "نجاحات تكتيكية".

تفاقم الوضع

وفي هذا السياق، توقع رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف، اليوم الإثنين، أن يتفاقم الوضع قرابة منتصف مايو (أيار) ومطلع يونيو، معتبراً أنها ستكون "فترة عصيبة" بالنسبة لأوكرانيا.

وتأمل السلطات الأوكرانية في سد عجزها من الأسلحة والذخائر بفضل مساعدات عسكرية واقتصادية بقيمة 61 مليار دولار، وافق عليها الكونغرس الأميركي بعد أشهر من التعليق بسبب الخلافات السياسية في واشنطن.

ووعد الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الأوكراني هذا الأسبوع بإرسال كميات كبيرة من العتاد و"بسرعة". وقلل الكرملين، من جانبه، من تأثير ذلك.

ولزيادة عدد الجنود أصدر زيلينسكي في أبريل قانوناً للتعبئة العسكرية مثيراً للجدل يشدد العقوبة على الفارين من الخدمة العسكرية ويحفز التجنيد الإلزامي، ويلزم الرجال تحديث بيانات تسجيلهم العسكري لدى السلطات. كما علقت كييف خدماتها القنصلية في الخارج للرجال في سن القتال، لدفع الأوكرانيين إلى العودة إلى البلاد.

المزيد من دوليات