Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما الذي يخبئه الشتاء للحرب الأوكرانية ولماذا سيعول بوتين على ترمب؟

من المرجح أن أي تغيرات مهمة سيكون مسرحها خارج ميدان المعركة، "في ظل تعويل بوتين بصورة شبه تامة على عودة ترمب" بحسب بعض المحللين.

يعول بوتين بشكل كبير على إمكانية عودة ترامب إلى السلطة (غيتي)

ملخص

أوضح خبراء عسكريون لـ"اندبندنت" أن حرب أوكرانيا قد تظل في حال "جمود" طوال عام 2024، مع تلاشي الآمال بتحقيق أي اختراق كبير في الهجمات العسكرية ضد روسيا هذا العام

أوضح خبراء عسكريون لـ"اندبندنت" أن حرب أوكرانيا قد تظل في حال "جمود" طوال عام 2024، مع تلاشي الآمال بتحقيق أي اختراق كبير في الهجمات العسكرية ضد روسيا هذا العام.

فلقد أدى تأخر المساعدات العسكرية الغربية إلى منح موسكو الوقت لبناء خطوط دفاع شديدة التحصين، التي صمدت بصورة كبيرة أمام الهجمات المكثفة على مدى أشهر. ويعتقد بعض المحللين أن أية صعوبات في التزويد بالذخائر والأسلحة الآن ستفضي إلى معاناة كلا الجيشين في الحفاظ على جذوة الحرب الراهنة.

ومع احتمال نشوب صراع في الشرق الأوسط من شأنه أن يثقل كاهل واشنطن– الداعم الأكبر لأوكرانيا – بضغوط إضافية قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، فإن استراتيجية فلاديمير بوتين ربما تتمثل الآن في إبقاء الوضع في الجبهة على ما هو عليه و"انتظار ما سيجري"، بحسب ما يرى بعض المحللين الغربيين.

وبما أنه لا يفصلنا اليوم سوى بضعة أسابيع عن التغيرات المناخية الموسمية التي من شأنها إضعاف الهجمات العسكرية في أوكرانيا، يوضح الدكتور باتريك بيري من جامعة "باث" أنه "لم يحدث اختراق في الوضع العسكري، أحرزت مكاسب تكتيكية، ومكاسب عملياتية متدنية المستوى، ولم يكن ثمة أي تقدم استراتيجي".

وقال الدكتور بيري، المحلل السابق لدى حلف الناتو والنقيب سابقاً في الجيش البريطاني: "أظهرت مجريات الأحداث هذا الصيف أن أوكرانيا بمقدورها القتال على مستوى سرية عسكرية [زهاء 100 جندي] ولكن عندما يتعلق الأمر بتشكيلات أكبر، على مستوى كتيبة، فإنهم في الحقيقة يفتقرون إلى الخبرة القتالية القائمة على التنسيق بين جميع الوحدات المتحركة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي حين أنه من المفترض أن تبدأ الولايات المتحدة بتزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة من طراز إف-16 خلال العام المقبل، فإن تطور سلاح الجو الروسي يعني أن أوكرانيا ستواصل جهودها المضنية لإحراز السيطرة الجوية، إذ يضيف الدكتور بيري في هذا السياق: "لا بد لك من تحقيق السيطرة الجوية حتى تتمكن من تنفيذ مناورات عسكرية واسعة النطاق".

ومن هنا، يقول الدكتور بيري: "ما لم تتوفر تدريبات ممتدة على مناطق واسعة، وأسلحة وتجهيزات عسكرية جديدة، فإن عام 2024 يبدو أنه سيشهد حالة جمود نوعاً ما" – بيد أن أي تغييرات مهمة يرجح أن يكون مسرحها خارج ميدان المعركة.

وبالنظر إلى أننا "نشهد بالفعل حال جمود الآن، يتساءل الدكتور فرانك لدويدج من جامعة "بورتسموث" والضابط السابق في الاستخبارات العسكرية عما "إذا كان ثمة أي تكتيكات كان يمكن أن تجدي نفعاً في مواجهة المدافعين [الأوكرانيين] الذين لم يتمتعوا بأفضلية عددية على خصومهم بنسبة ثلاثة إلى واحد".

وأضاف لدويدج: "في ألف باء الخوارزميات العسكرية، فإنك بحاجة إلى تناسب في الهجوم بمعدل ثلاثة جنود إلى واحد، والأوكرانيون لم يحققوا تلك النسبة. لذا فإنه ما لم يحدث تغير جوهري في ميزان القوى ذلك، فليس ثمة سبب وجيه لافتراض أن العمليات المستقبلية ستكون مختلفة بأي شكل من الأشكال".

 

وحذر الدكتور لدويدج بأنه "ليس ثمة في الأفق عوامل تغير قواعد اللعبة"، بما في ذلك الطائرات المقاتلة من طراز إف-16، مشبهاً الوضع بما حدث في الجبهة الغربية عام 1917 إبان الحرب العالمية الأولى، إذ يقول: "حدثت اختراقات في نهاية المطاف، ولكن فقط عندما زج الأميركيون بمليوني جندي في خضم الحرب".

وأضاف: "ما لم يتحل أحدهم بالشجاعة الأخلاقية ليقول إنه ’من المرجح جداً أن أوكرانيا لن يكون بمقدورها استعادة أراضيها‘، فإن هذا الوضع سيستمر على ما هو عليه".

ويقول جيمس نيكسي، مدير برنامج روسيا وأوراسيا في مؤسسة "تشاثام هاوس" للأبحاث: "يبدو الأمر وكأننا بصدد معركة قرم جديدة".

وفي حين يشير السيد نيكسي إلى أن روسيا "تضع كل ثقلها" من خلال الدفع باقتصادها ومجتمعها "إلى شفا حرب شاملة"، مما قد يساعد في حل مشكلة نقص الذخائر، فإنه يوافق من جهة أخرى على أن أي تغيرات مهمة في الوضع في أوكرانيا الآن يرجح أن تحدث خارج ميدان المعركة.

 

يقول نيكسي: "يعول بوتين بصورة شبه تامة على عودة ترمب"، مضيفاً أن الصراع المتفاقم في غزة وإسرائيل – الذي ينطوي على تهديدات بأن يتسع ليشمل منطقة الشرق الأوسط ويجر إلى أتونه أقدام "حزب الله" وإيران – يعني أن "وجهة الاهتمام والموارد والتمويل ستتحول الآن" بعيداً من أوكرانيا.

وأوضح نيكسي: "صحيح أن الجيش الأميركي يستعد لحربين منفصلتين في وقت واحد، إلا أن الواقع يشير إلى أنه من المرجح أن تكون الموارد المتاحة محدودة - حتى لو أضيف التمويل الأوكراني إلى طلب المساعدة الإسرائيلي".

ورفض الرئيس الأميركي جو بايدن هذا الاحتمال خلال الأسبوع الجاري، عقب تعرضه أخيراً لانتكاسة في تأمين موافقة الكونغرس على مساعدة أوكرانيا، وقال لشبكة "سي بي إس نيوز": "نحن الولايات المتحدة الأميركية، بالله عليكم. نحن أقوى دولة في تاريخ العالم. يمكننا التعامل مع كلي الأمرين، مع الحفاظ في الوقت نفسه على دفاعنا الدولي الشامل. لدينا القدرة على القيام بذلك وعلينا التزام حياله. إذا لم نفعل ذلك، فمن يفعل؟".

 

وتتفق وجهة نظر كل من الدكتور بيري والدكتور لدويدج على أن نشوب صراع ثان "يمكنه بالتأكيد إثقال كاهل الولايات المتحدة"، ويعتقدان أن حال الجمود العسكري في أوكرانيا هي بالتالي "أمر مرض جداً" للرئيس الروسي.

يقول الدكتور بيري: "إن استراتيجية بوتين هي مجرد انتظار ما سيجري. لقد نفذ بوتين خطوة ذكية هنا، إذ استخدم بشكل أساسي التهديد النووي لإبطاء المساعدات المقدمة لأوكرانيا وتقليصها. هذا هو التأثير الذي أسفرت عنه".

وأشار إلى أن "تلك التهديدات كانت كافية لجعل إدارة بايدن والألمان في غاية الحذر" من تزويد حلفائهم الأوكرانيين بطائرات إف-16 ودبابات وأسلحة بعيدة المدى، مضيفاً: "لقد وصلنا إلى تلك النقطة في النهاية، لكن الأمر استغرق بعض الوقت. واتضح أن هذا أعطى روسيا الوقت لبناء خطوط دفاعية بالغة القوة مما سهل المهمة عليهم وصعبها على الأوكرانيين بشكل أكبر بكثير".

© The Independent

المزيد من متابعات