Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تستطيع القوات الجوية أن تقلب المعادلة في حرب أوكرانيا؟

لماذا لم يلعب سلاح الجو الروسي دور الفيصل في ساحة الوغى؟

على ارتفاعات منخفضة، تصبح الطائرات الروسية أهدافاً سهلة في مرمى الصواريخ الأوكرانية المحمولة (غيتي)

ملخص

لم ترجح كفة سلاح الجو في أوكرانيا وسرعان ما انزلقت إلى حرب مدفعية، لماذا؟

تحت هذا العنوان أورد الموقع الإلكتروني الخاص بـ"هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي) تقريراً يقيم الوضع في أوكرانيا إذا لبى حلفاء كييف طلبها بالحصول على مقاتلات حديثة. وهي تؤكد أنها ستؤدي دوراً حيوياً في أي حملة عسكرية مناوئة للاحتلال الروسي. وذكرت الترجمة الإنجليزية للتقرير المنشور أصلاً بالروسية في الموقع بالدور الحاسم الذي أداه سلاح الجو في حسم حرب تحرير الكويت عام 1991 وحملتي حلف شمال الأطلسي على يوغوسلافيا وليبيا عامي 1999 و2011 على التوالي والحملة الروسية على حلب السورية عام 2016.

"أما الغزو الروسي لأوكرانيا فيمثل الحرب الأولى التي تتلطخ فيها هذه الصورة [صورة تفوق سلاح الجو وحسمه المعركة]. فبعد سنة من بدء الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، تحولت هذه الحرب إلى مواجهة لا يستطيع فيها أي من الطرفين التخطيط لعملية جوية وإجرائها، ذلك أن روسيا وأوكرانيا تستخدمان طائرات ومروحيات لدعم القوات البرية على المستوى التكتيكي وتخشيان الطيران إلى مسافة أبعد وراء خط الجبهة. على صعيد القوات الجوية الأوكرانية، يسهل شرح ذلك بالإشارة إلى الافتقار إلى الطائرات والطيارين الخبراء والطواقم الأرضية، لكن المفاجئ أن القوات الجوية الروسية، الأكثر عديداً بكثير، والأفضل تجهيزاً، تبدو غير قادرة على إطلاق عملية جوية شاملة. ويعود السبب إلى تكتيكات القوات الأوكرانية التي تلجأ إلى الأنظمة المضادة للطائرات على نحو فاعل – أي إنها تستعين بالأنظمة الأرضية [المتحركة] وتشغل راداراتها بوتيرة أقل لكي يصعب رصدها وتدميرها".

ووفق التقرير، سرعان ما تحولت الحرب إلى حرب مدفعية، مما أدى إلى نقص في القذائف لدى الطرفين انعكس في محاولة روسية اختراق الدفاعات الأوكرانية ببطء، وإذا قرر أي طرف إطلاق عملية واسعة النطاق، سيصبح النقص في القذائف مشكلة أكبر، فاختراق طرف دفاعات الطرف الآخر بالقصف المدفعي يتطلب كميات ضخمة من القذائف. هنا، "يمكن للقصف الجوي أن يكون بديلاً عن المدفعي، لكن لدعم القوات البرية من الجو، ستكون عملية جوية واسعة وكاملة مطلوبة، تشمل أكثر من سلاسل من الضربات على الأهداف الأرضية المعادية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولفتت "بي بي سي" إلى أن أوكرانيا، قبل أن تطلق عملية من هذا النوع، ستحتاج إلى السيطرة على الأجواء فوق الأراضي التي يحتلها الروس وتعطيل دفاعاتهم الجوية، "وإلا سقطت الطائرات المهاجمة بنيران طائرات اعتراضية وأنظمة دفاع جوي أرضية". وأضافت أن الغارات الجوية والمعارك الجوية وتعطيل الدفاعات الجوية المعادية "معقدة في شكل لا يصدق وتتطلب تدريباً خاصاً للطيارين". كذلك "يتطلب التفوق على الدفاعات الجوية الروسية أعلى مستوى من التنسيق بين مجموعات عديدة من الطائرات التي تنفذ مهام مختلفة: تشتيت انتباه أسراب العدو، في حين تشن أخرى عمليات حربية إلكترونية وتدمر أنظمته الصاروخية وراداراته".

وشدد التقرير على أن ذلك كله يتطلب من أوكرانيا تنظيماً وإدارة أكثر تعقيداً إلى جانب تدريب الطيارين والقادة والمخططين العسكريين، في حين أن عمليات سلاح الجو الأوكراني يجب أن تنسق مع القوات البرية، وأن يعد لها إعداداً دقيقاً، من جهة. ومن جهة أخرى على القوات الجوية يجب أن تكون مستعدة للارتجال والعمل في بيئة حربية متغيرة، وهذا يعتمد على استعداد القوات البرية والخدمات اللوجيستية العسكرية وغير ذلك كثير.

وأكدت "بي بي سي" أن القوات الجوية الأوكرانية "أثبتت قدرة على حظر الطيران المعادي في أجوائها وعلى التنسيق بين الأصول [العتاد الحربي] الحربية الجوية والبرية"، لكن "نجاح القوات الجوية الأوكرانية في السيناريو الأول الدفاعي إلى حد كبير لا يعني أن هذه القوات تستطيع أن تكون ناجحة على القدر نفسه في السيناريو الثاني الهجومي". كذلك "يصح هذا الأمر على القوات الجوية الروسية التي تعد، على رغم ذلك، في وضع أفضل: تملك روسيا بالفعل مقاتلات حديثة، ورادارات محمولة جواً، وبنية تحتية للمطارات، كما تستخدم طائرات تنتج في روسيا، مما يجعل صيانتها أسهل".

لكن، وفق التقرير يفتقر الطيارون الروس إلى الخبرة في عمليات من هذا النوع، "ففي سوريا، لم تمتلك القوات المعادية دفاعات جوية، وتشن الحرب في أوكرانيا على مستوى الضربات التكتيكية الموجهة فقط إلى أهداف تقع على خط الجبهة. ونقل التقرير عن خبير عسكري روسي طلب عدم ذكر اسمه قوله إن ثمة مشكلة كبيرة أخرى تتمثل في غياب القادة العسكريين الخبراء. وأضاف الخبير "عملياً، يتطلب [هذا النهج الحربي] سلسلة من القرارات التنظيمية الحاسمة والمتماسكة والقدرة على تولي المسؤولية، لا يزال السؤال حول وجود أشخاص كهؤلاء في الصفوف العليا للقيادة [الروسية] أو عدمه سؤالاً مفتوحاً [من دون جواب]. أما تقنياً، فالإمكانات كلها موجودة".

ولفتت "بي بي سي" إلى أن القيام بعملية عسكرية جوية يتطلب توافر أسلحة ومعدات ملائمة، وليست المقاتلات الحديثة سوى جزء بسيط من الموارد المطلوبة. "ففي الحرب الجوية الحديثة، تشارك عادة طائرات تحمل منظومة السيطرة والإنذار المبكر المحمولة جواً (أواكس). هذه الطائرات، المشار إليها كثيراً باسم الرادارات الطائرة، تراقب الأجواء وتؤدي دور مواقع قيادية تنسق عمل الطائرات المقاتلة". وذكرت أن مسيرة أسقطت طائرة روسية تتمتع بهذه القدرات في بيلاروس أواخر فبراير (شباط) الماضي، وادعت المسؤولية عن العملية مجموعات مناوئة لحكومة بيلاروس، وهي حليفة موسكو.

في المقابل، أضاف التقرير أن أوكرانيا تتلقى معلومات من طائرات "أواكس" يشغلها حلف شمال الأطلسي، لكن هذه الطائرات تعمل في الأجواء البولندية أو الرومانية، وهي إذ تغطي خط الجبهة الحالي في أوكرانيا، لن تكون مفيدة إذا اندلعت أعمال حربية في مناطق أبعد من أوكرانيا، ولا سيما في الشمال. وتفتقر أوكرانيا إلى رادارات طائرة، وهي لا تزال تنتظر رد الغرب على طلبها مقاتلات حديثة، في حين يوصي خبراء غربيون بتزويد الغرب أوكرانيا بصواريخ ذات مدى كافٍ لضرب الأهداف البرية الروسية البعيدة عن الخطوط الروسية بدلاً من تزويده إياها بمقاتلات قد لا تغير كثيراً في الموقف العسكري الأوكراني في غياب الموارد الأخرى والخبرات اللازمة لشن حرب جوية.

المزيد من تقارير