Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زوجان لا يفترقان... حتى في مكان العمل

ماذا إذا انتقلت المشاكل العائلية الخاصة بالزوجين إلى مكان العمل وهل من السهل الفصل؟

أزواج يعملون معاً في مكان واحد (بي أكس هير)

تبدو تجربة زوجين يعملان معاً في مكان واحد ممتعة وجميلة للوهلة الأولى، لكنها قد لا تكون كذلك بالنسبة إلى الجميع. صحيح أن لها إيجابياتها أحياناً ويستمتع بها البعض، لكن ماذا إذا انتقلت المشاكل العائلية الخاصة بالزوجين إلى مكان العمل، وهل من السهل الفصل؟ تجارب عدة، منها ما يشيد بها البعض للنواحي الإيجابية العديدة فيها، ومنها ما قد يحمل بعض الجوانب السلبية، خصوصاً في ظروف معينة ومواقف يصعب تخطّيها.

جورج ودوللي غانم: الهم واحد والجانب الإيجابي أهم

باتت تجربة جورج ودوللي غانم معاً في الإعلام معروفة، لاعتبارهما كانا معاً تحت الأضواء خلال سنوات طويلة من العمل في التلفزيون.

وبحسب ما بدا واضحاً أن تجربتهما كانت إيجابية على الرغم من عملهما معاً في مجال واحد وفي قسم واحد حتى. لكن قد تكون هناك تفاصيل لا يعرفها الجميع. تؤكد الإعلامية دوللي غانم أن الجوانب السلبية لم تأت لتعكّر صفو علاقتهما في العمل أو في المنزل. فقد تعرّفا وتزوجا بعد سنتين، وكان الإعلامي جورج غانم زوجها من البداية رئيس التحرير، فاعتادت على هذه التراتبية من دون أن يسبب ذلك أية مشكلة بينهما، "لم يكن من مكان للغيرة بيننا من البداية، بل على العكس كان زوجي دائماً يشجعني على المثابرة في العمل والتقدم، وهو من شجعني على خوض تجربة البرنامج الحواري، إذ لم أكن متحمسة له في البداية. كان يفخر بنجاحي وأنا كذلك أفخر بنجاحه. أما بالنسبة إلى الخلافات، فلم نواجهها ولم تؤثر في علاقتنا المهنية".

في هذه الحالة، يشير كثر إلى الروتين الذي يمكن أن يتسلل إلى حياة زوجين يعملان معاً. إلا أن هذا لم يحصل أبداً بحسب غانم، بل على العكس عندما يعودان إلى المنزل، كانت اهتماماتهما مشتركة لعملهما في المجال ذاته، وأكثر بعد في المؤسسة نفسها، "كان بالنسبة إلينا الهم واحد في المنزل، بينما نتحدث عن العمل وظروفه ومشاكله. فكل منا يتفهم ظروف الآخر ويعي المشاكل التي يعانيها. وأعرف جيداً أنه لو لم يكن زوجي إعلامياً، لما تفهّم ظروف عملي، كما قد يحصل بين زوجين أحدهما في مجال الإعلام والآخر في مجال مختلف".

أما الجانب السلبي الوحيد، بحسب غانم، "يظهر في حال حصول مشكلة على صعيد المؤسسة يرتد على الاثنين معاً، كونهما يعملان معاً فيها"، وهذا ما حصل معهما. أما باقي المشاكل، فلم يكن لها أي وجود في حياتهما.

نادر ورشا جلّول: متلازمان في فريق العمل والسلبيات قليلة

قد تتشابه تجربة نادر جلّول وزوجته رشا إلى حد ما مع تجربة الإعلاميَّيْن مع بعض الاختلافات، خصوصاً أنهما يعملان معاً في الشركة ذاتها وفي فريق العمل نفسه. وكانا قد التقيا في مكان العمل وتزوجا بعد حوالى السنتين، لكنهما اتخذا من البداية، قرار فصل الحياة الزوجية عن العمل. وكان هذا بمثابة التزام منهما حرصا عليه دوماً. وعن ذلك، يقول نادر "من البداية، قررنا ألاّ يؤثر العمل في علاقتنا والعكس صحيح، وقد تقيّدنا بهذا الاتفاق. ففي بعض الأحيان، كأي زوجين كنا نواجه بعض الخلافات لكن الأمور كانت تسير بشكل عادي وكأن شيئاً لم يكن".

ومن المواقف التي كانا يواجهانها في مرات كثيرة خلال اجتماعات الشركة، عندما كان الباقون يعتبرون أنهما من الرأي نفسه حكماً لاعتبارهما متزوجين، إذ لم يكن ذلك صحيحاً دوماً. أيضاً، من الطبيعي أن وجود الزوجين في مكان العمل نفسه، قد يكون له نواح سلبية أخرى، فبحسب نادر "كوننا نعمل معاً، قد يغيب الشوق أحياناً الذي يشعر به باقي المتزوجين".

في مقابل ذلك، ثمة إيجابيات يشير إليها استناداً إلى تجربتهما الشخصية، كأن تكون اهتماماتهما مشتركة، فيتحدثان في أمور تُعنى بالعمل يفهمها كل منهما "لو لم تكن رشا معي في العمل، لما أخبرتها بعض الأمور الخاصة بالعمل. فهي تفهمها تماماً، ولولا ذلك لما كان للأمور التي أخبرها عنها معنى لها. ونحب أيضاً أننا نلتقي في موعد الغداء بشكل خاص وهذا موعد يومي لنا وإن كنا ننشغل خلال النهار بسبب المسؤوليات الزائدة في العمل. ولا مكان للملل في حياتنا كما قد يفكر البعض، بل على العكس نحن نعمل معاً منذ 12 سنة ويبدو لنا ذلك عمليّاً أكثر لحياتنا بشكل عام. يُضاف إلى ذلك، أننا لا نشعر كباقي المتزوجين بتخصيص وقت لنا في المساء كواجب، كما يفعل المتزوجون عادةً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إدمون وإيمّيه رفّول: عملنا معاً سنوات طويلة وكانت التجربة كلّها إيجابيات

تصف إيميه تجربتها في العمل مع زوجها طوال سبع سنوات بـ "الرائعة" وبأنها "كلّها إيجابيات". فهي بدأت العمل مع زوجها في الشركة وإن في اختصاص مختلف. لكن ثمة تواصل بينهما لإنجاز العمل، ما كان يجري من دون مشكلة. "لم نكن نتقابل طوال الوقت، لكن ثمة عمل نتممه معاً، وحتى عندما نتشاجر في المنزل كنا نتعامل في العمل بطريقة مهنية. كما كنت أجده كداعم لي وكان يحميني في كل الظروف. لكن ما كان يزعجني بشكل كبير هو أن يوجه له أحدهم انتقاداً في ما يخص العمل. كان ذلك يستفزني إلى حد كبير وأعجز عن تقبّله. لكنها كانت تجربة إيجابية لنا وكنا سعيدين بها. وقد افتقدت زوجي كثيراً عندما ترك العمل، إذ كنا نذهب معاً يومياً ونتناول الغداء معاً، ولم يكن سهلاً علينا أن نفترق بعد هذه السنوات الطويلة". كذلك يؤكد إدمون أن التجربة كانت إيجابية ولم يكن التغيير سهلاً أبداً في البداية، لكن مع الوقت، اعتادا على هذا الوضع الجديد الذي يبدو عادياً اليوم بالنسبة إليهما.

في الرأي النفسي... قد يكون التوازن صعباً

قد تختلف الأمور بحسب الظروف وبحسب طبيعة كل شخص، لكن مما لا شك فيه أن وجود الزوجين في مكان العمل ذاته يحمل جوانب إيجابية وله أيضاً سلبيات. في هذا الإطار، تقول الاختصاصية في المعالجة النفسية شارلوت خليل "قد يصعب على الزوجين تحقيق التوازن بين الحياة الخاصة وتلك المهنية إلا بشروط معينة بحسب نوع العمل. قد تمر العلاقة بكثير من التحديات، لكن يمكن أن يكون الشريك مصدر دعم ونجاح للآخر، إذا كان يتمتع بمعرفة واضحة لذاته وحب لنفسه ومعرفة لقدراته ولأهدافه ورغباته. في هذه الحالة، يضع حدوداً نفسية داخلية لتحقيق التوازن برسم حدود موضوعية. ويمكن تحقيق ذلك من خلال:

الفصل بين الخلافات المهنية وتلك الشخصية.

- تقبّل الملاحظات والنقد بطريقة موضوعية وعدم أخذها بشكل شخصي.

- عدم إهمال العلاقة الخاصة والعمل على إيجاد ظروف بعيدة من مشاكل العمل وتجنّب الكلام عنها.

-التعامل تحت سقف القانون والمساواة، خصوصاً في ما يتعلّق بالشأن المادي إذا كانت هناك حسابات مشتركة.

لكن يبقى أن نجاح أية علاقة بحسب خليل، يرتبط إلى حد كبير بوعي الزوجين ونضجهما وحبهما وثقة كل منهما بنفسه وبشريكه. إلا أنه من جهة ثانية، تطغى على العلاقات الزوجية انفعالات وأحاسيس وتحصل مشاحنات وقد تزيد فرص التوتر نتيجة عملهما معاً، لاعتباره لا يترك مسافة بينهما. ووفق خليل، قد يمنع ذلك، الشريك من أن يكون على طبيعته وقد يحد من راحته واستمتاعه بعمله لدى شعوره بأنه مراقب دائماً، خصوصاً إذا كان شريكه يغار، فيؤثر ذلك في علاقته بزملائه في العمل. ولفتت خليل إلى مسألة أخرى من المحتمل أن تكون نتيجتها سلبية، قائلةً "أيضاً في حال حصول أحد الزوجين على ترقية أو تقدّم في العمل، قد ينعكس ذلك على علاقتهما الخاصة لضرورة تقبل التراتبية في العمل وتقبل المساواة في المنزل وقد لا يكون ذلك سهلاً، خصوصاً أن من حصل منهما على الترقية يجب أن يتعامل مع شريكه بمساواة أسوة بزملائه، وعلى هذا الأخير أن يتقبل ذلك أيضاً. يضاف إلى ذلك أهمية الحفاظ على المشاعر الشخصية، بعيداً من تجاذبات العمل وضرورة إبعاد مشاكل المنزل عن العمل".

من هنا تبرز استراتيجيات بعض المؤسسات في منع توظيف متزوجين معاً، خوفاً من تأثر مصلحة العمل سلباً. فيحبَّذ أحياناً في حال الزواج، أن يقدّم أحد الشريكين استقالته في بعض المؤسسات.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات