Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أصوات المهاجرين تقض منام وجيوب مدن أميركية

ديمقراطيون يهاجمون سياسات بايدن ويعتبرونها خذلتهم بعد تدفق الآلاف

جندي أميركي يقف أمام مهاجرين قادمين من المكسيك قبل نقلهم إلى إحدى المدن الأميركية (غيتي)

ملخص

مدن أميركية يقودها ديمقراطيون يتعرضون لضغوط كبيرة جراء استقبالها مئات المهاجرين القادمين من المكسيك وانتقادات واسعة تطاول سياسات الرئيس الديمقراطي بايدن

يحتشد مئات المهاجرين إلى جانب جدار ضخم في جنوب كاليفورنيا يمثل الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، في لمحة عن الأزمة التي تشهدها مدن أميركية، حيث يضغط الوافدون الجدد على الموارد إلى حد انهيارها.

يتكرر المشهد الماثل في مدينة سان دييغو الحدودية على نطاق أوسع في مدن كبرى مثل نيويورك وشيكاغو، مما يشكل اختباراً لصبر القادة الديمقراطيين الذين يقولون إن ممثل حزبهم في البيت الأبيض فشل في مشكلة ملحة إلى هذا الحد.

وقالت نورا فارغاس، وهي ديمقراطية في مجلس مستشاري مقاطعة سان دييغو، لوكالة الصحافة الفرنسية، "الحقيقة هي أننا لا نملك ما يكفي من الأموال". وتابعت، "نحاول وضع خطة مع المقاطعة، مع الحكومة الفيدرالية وولاية كاليفورنيا. وبينما نواصل التخطيط، تواصل الأرقام ارتفاعها. نتيجة لذلك، أعلنا حالة الأزمة الإنسانية الأسبوع الماضي".

خلافات جمهورية ديمقراطية

لطالما كانت الهجرة قضية خلافية في الولايات المتحدة، فيما يقدم الجمهوريون والديمقراطيون وجهات نظر متباينة في شأن كيفية إصلاح نظام الهجرة الذي تتخلله ثغرات عديدة.

وبات التدفق الهائل للمهاجرين القادمين هذا العام (2.4 مليون حالة رصدت عند الحدود الجنوبية خلال الأشهر الـ12 الأخيرة وفق الإعلام الأميركي) يمثل اختباراً لموقف الديمقراطيين التقليدي القائم على استقبال حتى أولئك الذين يصلون إلى البلاد من دون تصريح.

وفي سان دييغو، يعطى المهاجرون الذين فر معظمهم من الفقر في أميركا اللاتينية إلى جانب آخرين قدموا من أفريقيا أو آسيا، أساور تحمل لحظة عبورهم الحدود. وتحاول السلطات المحلية معالجة طلباتهم في غضون يومين، لكن فترات الانتظار الطويلة للمثول أمام قضاة متخصصين في مجال الهجرة والتي قد تستمر عامين أو أكثر، تعني أنه في هذه المرحلة كل ما يتم هو نقل المهاجرين عبر مراكز مكتظة لمعالجة الطلبات وتوجيههم إلى الحافلات التي تتنقل بين الولايات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويتكرر الأمر في المجتمعات الواقعة على طول حدود الولايات المتحدة الجنوبية، لكن تكساس التي يحكمها الجمهوريون لا تربك نفسها بالوضع. وينقل حاكمها غريغ أبوت المهاجرين القادمين إلى مدن مثل نيويورك وشيكاغو، مما يجبر إدارتيهما الديمقراطيتين على التعامل مع أزمة بقيت حتى فترة قريبة مركزة في البلدات الحدودية.

واستقبلت نيويورك أكثر من 10 ألف مهاجر في الأشهر الـ12 الأخيرة، وهو مما دفع رئيس البلدية إريك آدامز وحاكمة الولاية كاثي هوتشول لتبني موقف متشدد. وقالت هوتشول لـ"سي أن أن" الشهر الماضي، "لا نملك الإمكانات. بلغنا الحد الأقصى، إن كنتم ترغبون بمغادرة بلدكم فلتتوجهوا إلى مكان آخر".

وأعلن آدامز العام الماضي حالة الطوارئ في المدينة، إذ يتوقع بأن تكلف الأزمة دافعي الضرائب نحو خمسة مليارات دولار. ولم يتردد في الإشارة إلى الجهة التي يحملها المسؤولية. وقال في أبريل (نيسان) الماضي، "خذل الرئيس والبيت الأبيض هذه المدينة".

ولم يخف حاكم إلينوي جي. بي. بريتزكر امتعاضه من الإدارة المنتمية إلى حزبه بعدما وصل أكثر من 15 ألف مهاجر إلى ولايته، فيما أظهرت تسجيلات مصورة أبنية عامة مكتظة بالناس الذين بدا أنه لا مكان آخر لديهم للنوم. وكتب للبيت الأبيض قائلاً إن "غياب التدخل من قبل الحكومة الفيدرالية والتنسيق عند الحدود تسبب في وضع يفوق قدرة إلينوي على التحمل".

انتقادات لبايدن

تضاف الانتقادات من قبل شخصيات ديمقراطية إلى مشاعر الغضب المتزايدة في الولايات المتحدة من ارتفاع أعداد المهاجرين الذين يعبرون الحدود الجنوبية. وقبل عام فقط من حلول موعد الانتخابات الرئاسية، يواجه بايدن هجمات الجمهوريين أيضاً الذين يصورونه على أنه يفتح الباب أمام الجميع في وقت تعاني فيه العائلات الأميركية من ارتفاع كلف المعيشة.

ويجد المهاجرون أنفسهم عالقين ضمن نظام لا يفي بالغرض فيما لا يصب الوضع الحالي في صالح أي طرف كان، بحسب روبرت فيفار، وهو مبشر ينشط عند الحدود ويعمل لحساب أسقفية سان دييغو. ولا يمكنهم تحقيق تقدم بسهولة باتجاه بدء حياة جديدة في الولايات المتحدة، ولا يتم التعامل معهم سريعاً في حال رفضت طلبات اللجوء التي يتقدمون بها.

ولا يبدو أن أياً من الديمقراطيين ولا الجمهوريين لديهم القدرة على التعامل مع قضية تؤثر في البلاد برمتها.

وقال فيفار، "لا يمكن للحزبين الاتفاق على إصلاح إنساني لنظام الهجرة يعد ضرورياً ليس من أجل التعامل مع حاجات المهاجرين الساعين إلى الحماية فحسب، بل أيضاً حاجات الموظفين هنا في الولايات المتحدة"، مشيراً إلى أنه يمكن للمهاجرين أن يمثلوا العمالة التي تحتاج إليها البلاد بشدة.

بالنسبة إلى فارغاس تكمن المشكلة الرئيسة في أن واشنطن بعيدة جداً جغرافياً. وقالت، "تتخذ القرارات المرتبطة بحدودنا في مكان يقع على بعد ثلاثة آلاف ميل (5000 كيلومتر)". وأضافت، "عليهم القدوم إلى هنا بأنفسهم بعقلية تعتبر أن الهدف هو رؤية المشكلات وإيجاد حلول حقيقية لها".

المزيد من دوليات