Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سود كاليفورنيا يطالبون بتعويض عن عنصرية طردتهم من منازلهم

أرغم كثير منهم تدريجاً على الخروج من حي فيلمور التاريخي في سان فرانسيسكو بحجة التجديد الحضري

لينيت ماكي أمام المنزل الذي أرغمت عائلتها على مغاردته في حي فيلمور التاريخي في سان فرانسيسكو (أ ف ب)

ملخص

أرغم كثير من السود في كاليفورنيا تدريجاً على الخروج من حي فيلمور التاريخي في سان فرانسيسكو بحجة التجديد الحضري

أمام المنزل الذي نشأت فيه، تسترجع لينيت ماكي الأنغام التي كانت تعزفها عائلتها على درجات هذا المبنى الفيكتوري الأنيق، قبل أن يرغم كثير من الأميركيين السود تدريجاً على الخروج من حي فيلمور التاريخي في سان فرانسيسكو.

هذا الحي الذي يعد القلب النابض لموسيقى الجاز في كاليفورنيا، أطلق عليه لقب "هارلم الغرب" بعد الحرب، بعد ذلك أدت سياسات التجديد الحضري التي نفذتها المدينة في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي إلى إخراج السود منه.

تقول لينيت البالغة من العمر 60 سنة لوكالة الصحافة الفرنسية، "هذا مثال واضح على السبب الذي يجعلنا نستحق الحصول على الجبر والتعويض".

أصر جدها على رفض التنازل عن منزله للبلدية التي ادعت أنها تريد هدم المبنى، ولكن عندما توفي في عام 1975، أرغمت الأسرة على بيعه في مقابل أجر زهيد، وبدلاً من هدم المنزل حول إلى مسكن للعائلات المحتاجة.

تقول لينيت بغضب، "هذه سرقة. إنه يساوي ملايين اليوم". وعدا عن فقدان معلم تراثي، أدى ذلك إلى "تفكيك عائلة سعيدة"، حرمت من نقطة لقائها ليتفرق الأشقاء في أماكن أخرى في كاليفورنيا في أوكلاند أو بالو ألتو أو ساكرامنتو.

مشروع طموح

كانت فكرة الجبر والتعويض عن التمييز الموروث من العبودية الذي كرسته العنصرية المؤسسية محل نقاش منذ عقود في الولايات المتحدة، لكنها ظلت لفترة طويلة مقتصرة على الأوساط الأكاديمية، إلى أن أدى مقتل جورج فلويد على يد شرطي أبيض في عام 2020 إلى إعادة خلط الأوراق، بعدها سيس الديمقراطيون المسألة وتبنوها في جميع أنحاء البلاد.

وإذا كانت إيفانستون القريبة من شيكاغو أول مدينة تتبنى خطة لتخصيص مساعدات مالية للأميركيين السود لتجديد مساكنهم، فقد رعت كاليفورنيا أكثر المشاريع طموحاً.

هذه الولاية الواقعة على الساحل الغربي هي الأولى التي أنشأت لجنة لهذا الغرض أوصى تقريرها النهائي الذي نشر أمس الخميس بعد ثلاث سنوات من العمل بدفع تعويضات مالية كبيرة.

وتعويضاً عن مصادرة الممتلكات والتمييز في السكن وحالات السجن غير المتناسبة مع الفعل المرتكب، تعرض الهيئة منهجية مفصلة لتحديد الضرر الذي عاناه الأميركيون السود في كاليفورنيا، وإن لم تقترح مبلغاً محدداً على المشرعين.

هذا التعويض يمكن أن يصل إلى 1.4 مليون دولار لرجل كان جده عبداً وعانى مختلف أشكال التمييز خلال حياته الممتدة لنحو 70 عاماً.

5 ملايين للفرد

لدى سان فرانسيسكو أيضاً لجنتها الخاصة التي تصدرت عناوين الصحف عندما اقترحت في مارس (آذار) دفع 5 ملايين دولار لكل أميركي أسود مؤهل لنيل تعويض.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هذا الإجراء وحده سيكلف "50 مليار دولار... إنه يوازي ثلاثة أضعاف ونصف الموازنة السنوية للمدينة"، بحسب تقديرات رئيس الحزب الجمهوري في المدينة جون دينيس الذي استنكر مشروعاً وصفه بأنه غير واقعي.

وقال دينيس، "سيرتد الأمر بشكل سلبي على الحزب الديمقراطي بمجرد أن يدرك مجتمع السود أنه استخف بهم"، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن طرح فكرة إنشاء لجنة فيدرالية لكنه لم ينفذها.

ويبدو أن حاكم كاليفورنيا الديمقراطي غافين نيوسوم متردد أيضاً في المضي قدماً في مقترح دفع تعويضات، إذ قال في مايو (أيار) أن "مواجهة هذا الإرث تتجاوز دفع تعويضات نقدية".

لكن كثيراً من الأميركيين السود الذين قابلتهم وكالة الصحافة الفرنسية يرون أنه لا بد من تلقي تعويضات مالية، ففي سان فرانسيسكو عاصمة التكنولوجيا التي أدى تغيير طابعها إلى ارتفاع جنوني للأسعار فيها، يمثل الأميركيون السود اليوم نحو خمسة في المئة فقط من السكان فيما كانوا يشكلون 13 في المئة في السبعينات.

"شكل من أشكال الفصل العنصري"

ويقول عازف البيانو سام بيبلز إن التجديد الحضري "قتل مجتمعنا ولم نتعاف منه أبداً"، إذ رأى الرجل السبعيني وهو في الأصل من حي فيلمور، عائلته وهي تفقد متجراً ومنزلاً صادرتهما بلدية المدينة عندما كان صغيراً.

واختفت مطاعم السود التي عرفت باسم "سول فود" (غذاء الروح) واحداً تلو الآخر، تماماً مثل نوادي الجاز التي كان والده يعزف فيها على الساكسفون ويتردد عليها ديوك إلينغتون أو بيلي هوليداي أو إيلا فيتزجيرالد. ومحل نادي "جيمبوز بوب ستي"، وهو أشهرها، يوجد حالياً صالون لتصفيف الشعر حيث تكلف قصة الشعر للسيدات 105 دولارات على الأقل.

ويتنهد سام بيبلز قائلاً، "فقدنا إحساسنا بالانتماء للمجتمع. لقد انتزع من الحي عموده الفقري".

ويقول القس أموس براون من كنيسة فيلمور الإنجيلية، "لم يكن الأمر متعلقاً بالتجديد الحضري، بل بطرد السود. كان شكلاً من أشكال الفصل العنصري".

وعلى رغم إظهارها طابعاً تقدمياً، تبنت كاليفورنيا سياسات عنصرية مثلها "مثل بقية أنحاء البلاد"، يضيف القس الذي يعمل في الكنيسة منذ 1976 والناشط في مجال الدفاع عن حقوق السود والعضو في لجنتي التعويضات في الولاية والمدينة.

وفي سن 82 سنة، يدعو رفيق درب مارتن لوثر كينغ الديمقراطيين إلى عدم التخلي عن المسألة لأسباب تتعلق بالموازنة. ففي رأيه "إذا لم تكن لدينا كل الأموال اللازمة علينا في الأقل الالتزام ودفع جزء منها، على أميركا أن تسدد الديون المتوجبة عليها للسود".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير