Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

برشلونة بين مطرقة الإنفاق السخي وسندان الديون الضخمة

يكشف المتخصص في الشأن الاقتصادي الإسباني مارك سيريا أسباب القلق على الوضع المالي للنادي الكتالوني رغم النجاح الرياضي أخيراً

خوان لابورتا رئيس نادي برشلونة الإسباني (أ ف ب)

ملخص

برشلونة الإسباني في انتظار سنوات صعبة بسبب تأجيل مواجهة أزمته الاقتصادية واللجوء لتمويل خسائره من الدخل المستقبلي

على وقع النجاح الرياضي المنقوص لنادي برشلونة في كرة القدم الإسبانية خلال الموسم الماضي، وما يمكن اعتباره فشلاً ذريعاً على صعيد المنافسات الأوروبية، وكثير من الحلول الاقتصادية غير المألوفة، أعلن النادي الكتالوني في الأيام الأخيرة من سبتمبر (أيلول) الماضي عن تحقيق أرباح مالية قياسية في السنة المالية المنتهية لموسم (2022 - 2023) وصلت إلى 304 ملايين يورو (323 مليون دولار).

وتمكن الفريق الأول لكرة القدم في برشلونة بقيادة المدرب الشاب تشافي هيرنانديز (43 سنة) من التتويج بلقب الدوري الإسباني وكأس السوبر الإسبانية وأقصى في كأس ملك إسبانيا من الدور نصف النهائي، ولم يتمكن من عبور دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا للموسم الثاني على التوالي بعد (2021 - 2022)، كما خسر من مانشستر يونايتد الإنجليزي في الدور التمهيدي المؤهل للدوري الأوروبي.

ولجأت إدارة النادي برئاسة خوان لابورتا للاستمرار في بيع نسب من حقوق النادي التجارية مقابل دخل فوري يساعد في تقليص العجز المالي الضخم في الميزانية، كما خفف النادي من الأعباء الخاصة بالرواتب والمصروفات برحيل عدد من النجوم الكبار مثل جيرارد بيكيه وسيرجيو بوسكيتس وجوردي ألبا، وتخفيض رواتب القطاعات الرياضية الأدنى والرياضات الأخرى.

وقال برشلونة في البيان الذي نشره عبر موقعه الرسمي إن صافي الربح الذي حققه بعد خصم الضرائب هو الأعلى منذ سنوات طويلة، وإن الدخل العام بلغ 1.259 مليار يورو (1.34 مليار دولار)، وإن المصروفات التشغيلية كانت بقيمة 1.165 مليار يورو (1.24 مليار دولار).

ووفقاً لما ذكره المتخصص في الشأن الاقتصادي الإسباني مارك سيريا الذي يعد أحد الأعضاء البارزين في برشلونة ومقرب من الإدارة الحالية فإن النادي خسر قرابة 700 مليون يورو (744 مليون دولار) خلال آخر ثلاث سنوات، من الفارق بين الدخل والإنفاق من دون إدراج القيمة الضخمة لعوائد الرافعات الاقتصادية، وهو ما يجعل "البارسا" في وضع حرج إن استمر على هذا الكم الهائل من المصروفات السنوية.

وكان سيريا مرشحاً ضمن الفريق الرئاسي للابورتا عام 2015 لكنه لم ينضم له في الانتخابات الأخيرة. وقال في حوار مع صحيفة "سبورت" الإسبانية، إن السياسة الاقتصادية التي اتبعها المجلس الحالي كانت اضطرارية نظراً لحجم الديون الهائل الذي أثقل كاهل النادي منذ انتشار جائحة كورونا وتسببها في توقف النشاط الرياضي لعدة أشهر ثم العودة تدريجاً بلا جماهير ثم بأعداد قليلة قبل العودة للحالة الطبيعية بعد قرابة ثلاث سنوات.

وأعاد برشلونة تمويل نفسه من خلال قرض بقيمة 600 مليون دولار من بنك "غولدمان ساكس" الأميركي لتسديد دفعات من ديونه التي تخطت 1.3 مليار يورو (1.38 مليار دولار) آنذاك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال سيريا "لقد كان قراراً صائباً بتحويل الديون قصيرة الأجل إلى طويلة الأجل، بحيث تكون التدفقات النقدية المتوقعة للنادي قادرة على تغطية الأقساط، وتم الاتفاق على فترة 10 سنوات للسداد منها ثلاث سنوات فترة سماح بفائدة قدرها 1.90 في المئة".

وأضاف "أعتقد أنه مع وجود دائن واحد فقط فإنك تفقد القوة التفاوضية، في رأيي العملية المثالية للنادي كانت هي الحصول على قرض مشترك مع ستة أو سبعة كيانات مالية بقيمة 100 مليون (106 ملايين دولار) لكل منها".

وأنهى برشلونة موسم (2020 - 2021) بخسائر قدرها 481 مليون يورو (511 مليون دولار) بسبب الخسائر المنسوبة إلى جائحة كورونا وانخفاض قيمة اللاعبين والمخصصات وغيرها.

ويرى سيريا أن إعلان برشونة عن تحقيق أرباح ضخمة في السنة المالية المنتهية ليس سوى إرسال رسالة تفاؤل وثقة إلى الجماهير وأعضاء النادي والدائنين، مشيراً إلى أن الواقع يقول إن النادي لا يزال يعاني من عجز بقيمة 330 مليون يورو (351 مليون دولار)، وهو ما يزيد بـ52 مليون يورو (55 مليون دولار) على ما توقعه مجلس الإدارة نفسه في ميزانيته، لكن الفارق تم تعويضه من خلال الدخل الاستثنائي (الأرباح المسبقة لحقوق البث التلفزيوني وبيع استوديوهات برشلونة) وهو وضع غير مستدام.

وفسر سيريا "لقد تم استخدام 100 في المئة من الروافع المالية لتغطية الخسائر العادية، ومعظمها بسبب النفقات الموروثة من العقود الحالية، ولم يتم تخفيض ديون النادي بشكل كبير (تم تخفيضها هذا العام بنحو 120 مليون دولار من أصل أكثر من 1.5 مليار دولار) ويجب ألا ننسى أيضاً أن النادي انحرف بنسبة 10 في المئة عن ميزانية النفقات، وبينما ينفق منافسونا في أوروبا نحو 800 مليون يورو (850 مليون دولار)، فإننا ننفق 1160 مليوناً (1232 مليون دولار) سنوياً".

وأردف "سرطان برشلونة ليس في الديون بل في الإنفاق، في السنوات المقبلة سيواجه برشلونة صعوبات مالية يمكنني تلخيصها في أن النادي لا بد أن يسدد القرض المستحق عليه لبنك غولدمان ساكس، حيث سيدفع النادي جزءاً من الدين من دخل (إسباي بارسا) كما سيسدد 190 مليوناً حصل عليها الرئيس السابق بارتوميو في عامه الأخير، وهذا يعني أن برشلونة يسدد ديونه من الدخل المستقبلي".

"المشكلة هي أنه في عام 2025، بصرف النظر عن دفع النادي 70 مليوناً كدفعة سنوية ثابتة، سيتعين على النادي دفع 45 مليوناً كفوائد مالية، وهذه الالتزامات تتزايد سنوياً، وفي عام 2026 ستكون الإضافة 60 مليوناً، وفي 2027 نحو 90 مليوناً، وفي عام 2028 سيتعين على النادي مواجهة أكثر من 580 مليوناً من سندات (إسباي بارسا)، والتي في جميع الاحتمالات سيتعين إعادة تمويلها، وذلك إذا أردنا أن نصل إلى عام 2028 بقوة تفاوضية واقتصاد سليم، فيتعين علينا أن نبدأ في أداء واجباتنا الآن وإلا فإننا في عام 2028 سنكون تحت رحمة ما يقوله الدائن".

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة