Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تصعيد في ملف "رواتب المعلمين" في صنعاء

الحوثيون اعتقلوا رئيس النادي المطالب بدفع المستحقات المتراكمة

الحوثيون اعتقلوا رئيس نادي المعلمين اليمنيين أبوزيد الكميم المطالب بدفع المستحقات المتراكمة  (رويترز)

المطالبة بالراتب تهمة تستدعي التحقيق معك وربما اختطافك وترويع أسرتك وقد يذهب الأمر إلى ما هو أبعد، إلى تغييبك في السجون والزنازين والمعتقلات. تلك عناوين عريضة تجسد حجم المعاناة التي يعيشها المعلمون إلى جانب قطع مرتباتهم في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية.

وتحدثت مصادر حقوقية في صنعاء، أمس الأحد، عن أن "قوات أمنية في جهاز الأمن والاستخبارات التابع للميليشيات حاصرت صباحاً، منزل رئيس نادي المعلمين اليمنيين أبوزيد الكميم، واختطفته عقب اقتحام منزله الذي يسكنه مع زوجته وبناته وترويع النساء والأطفال".

وأضافت مصادر مقربة من رئيس نادي المعلمين أن "المسلحين الذي حاصروا المنزل زعموا أن رئيس نادي المعلمين متهم بـ"التعاون مع العدوان"، وهي تهمة رائجة ترميها الميليشيات في وجه كل المخالفين لها ومن تريد مقاضاتهم أو الزج بهم في سجونها.

ووفقاً للمصادر التي تحدثت لنا فقد "تجمعت شخصيات حقوقية ووجهاء بجوار المنزل ودخلوا إلى المنزل حيث التقوا به في ظل استمرار حصار المنزل، وأخبرهم أنه لا يريد سوى راتبه وراتب المعلمين" وهذا ما يزعجهم.

وأشارت المصادر إلى أنه "بعد ساعات من الحصار حضر عضو في النيابة الجزائية المتخصصة الخاضعة للميليشيات إلى المنزل، وأقنع الكميم بتسليم نفسه، لتقتاده الميليشيات بعدها إلى السجن".

محاولات اختطاف سابقة

وأشار رئيس نادي المعلمين اليمنيين أبو زيد الكميم في منتصف أغسطس الماضي في حديثه مع "اندبندنت عربية" إلى تعرضه لمحاولة اختطاف على يد مسلحين حوثيين حاولوا اعتقاله من مكتب التربية في صنعاء، بسبب مطالبته بصرف رواتب المعلمين والتربويين، لافتاً كذلك إلى اختفاء الأمين العام للنادي محسن الدار قبل يوم من الواقعة للسبب نفسه.

عندما توارت النقابات التعليمية والعمالية عن القيام بدورها تجاه ما يعانيه المعلمون اليمنيون أسس أبو زيد الكميم نادي المعلمين اليمنيين لقيادة أول حراك منظم للمطالبة برواتب المعلمين في مناطق سيطرة الحوثيين المنقطعة منذ ثماني سنوات.

وفي منتصف يوليو الماضي دعا نادي المعلمين في كافة المناطق إلى الإضراب الشامل، ورافقت تلك الدعوات حملات اعتقال حوثية طالت العشرات من المعلمين المضربين مع تهديدات بنقل المئات وفصلهم من العمل ممن يطالبون بصرف المرتبات واستبدالهم بعناصرها.

وفي عيد المعلم، ناشد رئيس نادي المعلمين اليمنيين الكميم "كل ضمائر العالم الحية ومنظمات حقوق الإنسان ونقابات التعليم في كل دول العالم التضامن مع المعلم اليمني وإنقاذ حياة من تبقى منهم" وتابع في حديثه مع "اندبندنت عربية" "أي عيد هذا ومعلمو اليمن من دون رواتب منذ ثماني سنوات، لقد مات منهم كثير تحت وطأة الجوع والمرض، ومن بقي منهم يتضورون جوعاً؟".

حراك المعلمين

من جانبه، نشر عضو مجلس النواب في صنعاء أحمد سيف حاشد، على حسابه في منصة "إكس" أن "الكميم سيحضر غداً أمام النيابة الجزائية مع عدد من المحامين"، دون توضيح للتهمة التي سيحاكم من أجلها.

وعقب اختطافه أصدر نادي المعلمين اليمنيين بياناً بمواصلة الإضراب. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال النادي في بيان له، إن النادي كان ينتظر أن تقوم حكومة الإنقاذ غير المعترف بها بصرف مرتبات المعلمين بعد ثماني سنوات من تعليمهم ملايين الطلاب من دون مرتبات، تفاجأ بخطف رئيس النادي.

وأكد النادي مطالبته بسرعة الإفراج عنه فوراً كون النادي وأعضائه يطالبون بالمرتبات والحقوق القانونية والدستورية والمكفولة بموجب القانون والدستور الأعراف والشرائع المحلية والدولية بطريقة حضارية وسلمية لا تخدم أحداً إلا المعلمين ولا تخدم حكومة أو دولاً أخرى.

وتعهد النادي الاستمرار بالإضراب الكامل والشامل عن التعليم حتى صرف المرتبات والانتظام بصرفها وصرف مرتبات السنوات الماضية.

وختم النادي بيانه بتأكيد أنهم "إن خطفوا التربوي القدير الشيخ أبوزيد الكميم، فهناك عشرات آلاف المعلمين أبو زيد الكميم"، في إشارة صريحة إلى أن النادي سيواصل معركته لانتزاع المرتبات.

من جانبه قال نادي النقابات المهنية في صنعاء، إنه فوجئ بالإجراءات التعسفية التي دأبت عليها السلطات ضد المطالبين بحقوقهم القانونية ومنها التهجم على منزل التربوي الأستاذ أبو زيد الكميم رئيس نادي المعلمين ومحاولة اقتحام المنزل بالقوة ثم اختطافه من بين أطفاله بتهمة ملفقة.

وشكلت قضية رواتب المعلمين في اليمن، أحد فصول الأزمة السياسية بين الحكومة الشرعية والحوثيين وبقية أطراف الأزمة المتضررين في صنعاء.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي