Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قوات النظام تسد المنافذ من وإلى إدلب وتفتح ممرا لخروج المدنيين

أنقرة تحذر الحكومة في دمشق من "اللعب بالنار" مع استمرار توقف رتل التعزيزات التركية قرب خان شيخون

لقطة جوية لآثار الدمار في خان شيخون في محافظة إدلب (أ. ف. ب.)

أعلنت وزارة الخارجية السورية الخميس فتح معبر لخروج المدنيين الراغبين من المنطقة التي تشهد تصعيداً عسكرياً منذ أشهر في إدلب في شمال غربي البلاد، وذلك غداة سيطرة قوات النظام على مدينة خان شيخون الإستراتيجية في المحافظة ذاتها، ومحاصرتها منطقة واسعة ممتدة من جنوب المدينة وصولاً إلى ريف محافظة حماة الشمالي المحاذي لإدلب، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وكانت تلك المنطقة شهدت خلال الأشهر الماضية موجات نزوح ضخمة، وفرّ الجزء الأكبر من سكانها إلى شمال إدلب.

 
المواجهة مع تركيا

 

وكانت قوات النظام استعادت الأربعاء إضافة إلى مدينة خان شيخون، مناطق في محيطها لتغلق بذلك كل المنافذ أمام نقطة مراقبة للقوات التركية.
أتى ذلك في ظل توتر متصاعد منذ الاثنين بين أنقرة ودمشق، على خلفية منع الأخيرة رتل تعزيزات تركياً من الوصول إلى وجهته، ثم تحذير تركيا الحكومة السورية من "عدم اللعب بالنار"، مؤكدةً ضرورة تأمين نقاط المراقبة التابعة لها في منطقة إدلب.
وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء عن سيطرة قوات النظام على كامل مدينة خان شيخون، في ريف إدلب الجنوبي، والتي يعبرها الطريق الدولي الذي يربط مدينة حلب شمالاً بالعاصمة دمشق.
وصرح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن "قوات النظام تعمل حالياً على نزع الألغام" في المدينة التي انسحبت الفصائل المعارضة منها الثلاثاء.
وأوضح عبد الرحمن أن "قوات النظام سيطرت على خان شيخون بعدما أحكمت سيطرتها على محيطها لضمان عدم تعرضها لهجمات مضادة" من قبل الفصائل.
وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على غالبية محافظة إدلب والمناطق المحاذية لها، حيث تنتشر أيضاً فصائل معارضة أقل نفوذاً.
وقتل الأربعاء جراء المعارك، وفق المرصد، 21 مسلحاً من الفصائل المعارضة، فضلاً عن عشرة عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.
 

 

التعزيزات التركية
 
وانتشرت قوات النظام الأربعاء بحسب عبد الرحمن، "في طرقات في محيط خان شيخون لتحاصر بذلك المنطقة الممتدة من جنوب المدينة إلى ريف حماة الشمالي، وتغلق كل المنافذ أمام نقطة المراقبة التركية في بلدة مورك".
وكانت قوات النظام تمكنت الثلاثاء من قطع طريق حلب - دمشق الدولي شمال خان شيخون أمام تعزيزات عسكرية أرسلتها أنقرة الإثنين وقالت إنها في طريقها إلى أكبر نقاط المراقبة التركية في مورك في ريف حماة الشمالي.
وأعلنت أنقرة تعرض رتلها لضربة جوية إثر وصوله إلى ريف إدلب الجنوبي. ودعا وزير خارجيتها مولود تشاوش أوغلو الثلاثاء النظام السوري إلى "عدم اللعب بالنار". وقال "كما قلنا سابقاً، سنفعل كل ما يلزم لضمان أمن جنودنا ونقاط المراقبة الخاصة بنا". وأكد استبعاد تركيا "حتى الآن" نقل نقطة المراقبة في مورك.
كما صرح المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين الأربعاء أن كل مواقع المراقبة التركية في سوريا، والتي أُقيمت بموجب اتفاق مع روسيا وإيران، ستظل قائمة وإن أنقرة ستواصل تقديم الدعم لها.

 

 

الآلية الأمنية

 

وقال كالين للصحافيين بعد اجتماع وزاري إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيجري اتصالات هاتفية مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب في الأيام المقبلة لبحث التطورات في سوريا. وأضاف أن جدولاً اتُفق عليه مع الولايات المتحدة بشأن المنطقة الآمنة المزمعة إلى شرق نهر الفرات في سوريا سيُنفَذ تدريجاً في الأسابيع المقبلة، وقال إن القوات التركية والأميركية ستبدأ دوريات مشتركة في المنطقة "قريباً".
وفي واشنطن، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن وزير الدفاع مارك إسبر تحدث مع نظيره التركي خلوصي آكار الأربعاء، وأن الآلية الأمنية في شمال شرقي سوريا ستُنفَذ على "مراحل محددة".
وجاء في بيان لـ"البنتاغون" أن إسبر وآكار "أكدا عزمهما على اتخاذ خطوات عاجلة مثلما اتضح من خلال إقامة مركز التنسيق المشترك في تركيا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

العنصر الروسي

 

ولا يزال الرتل التركي، الذي يضم حوالى 50 آلية عسكرية، متوقفاً قرب الطريق الدولي شمال خان شيخون.
وإدلب مشمولة باتفاق روسي - تركي تمّ توقيعه في سوتشي في سبتمبر (أيلول) الماضي، نصّ على إنشاء منطقة منزوعة السلاح تفصل بين قوات النظام والفصائل على أن ينسحب المسلحون منها. وجنّب الاتفاق إدلب هجوماً لطالما لوّحت دمشق بشنّه، وإن كان لم يُستكمل تنفيذه.
وتنشر أنقرة بموجب هذا الاتفاق نقاط المراقبة في إدلب. وتتهمها دمشق بالتلكؤ في تطبيقه.
واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "جهاديين" بخرق الاتفاق "على مرأى من المراقبين الأتراك، مشيراً إلى انتشار القوات الروسية في المنطقة المنزوعة السلاح.
وأرسى "اتفاق سوتشي" بعد توقيعه هدوءاً نسبياً، قبل أن تصعّد قوات النظام قصفها في نهاية أبريل (نيسان) الماضي، وانضمت إليها الطائرات الروسية لاحقاً. وبدأت في الثامن من الشهر الحالي، تتقدم ميدانياً في ريف إدلب الجنوبي.
وأسفر القصف الجوي السوري والروسي المستمر الأربعاء عن مقتل ثلاثة مدنيين، من بينهم طفل، في قرية البشيرية في ريف إدلب الجنوبي الغربي، وفق المرصد الذي أفاد أيضاً باستهداف طائرات روسية لمستشفى في بلدة معرة النعمان في الريف الجنوبي، كانت أُخليت قبل ساعات من المعدات والكوادر الطبية.
وتسبّب التصعيد منذ نهاية أبريل الماضي، بمقتل نحو 890 مدنياً وفق المرصد.
وأحصت الأمم المتحدة فرار أكثر من 400 ألف شخص إلى مناطق أكثر أمناً وخصوصاً قرب الحدود التركية. وأشارت إلى أضرار لحقت بعشرات المنشآت الطبية والتعليمية جراء القصف.
وأكد المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الإقليمي ديفيد سوانسون الأربعاء أن حركة النزوح مستمرة في شمال غربي سوريا.
وقال "لا نزال نتلقى تقارير مقلقة عن موجات نزوح كبيرة في شمال غربي سوريا"، مشيراً إلى أن 1500 شخص فروا الثلاثاء من ريف حماة الشمالي تجاه شمال إدلب.
وباتت مناطق واسعة في ريف إدلب الجنوبي وحماة الشمالي شبه خالية من السكان.
وشاهد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية الأربعاء عشرات الشاحنات محملة بالمدنيين وحاجاتهم متجهة نحو ريف إدلب الشمالي الذي بقي في منأى من التصعيد الأخير.
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبّب منذ اندلاعه في 2011 بمقتل أكثر من 370 ألف شخص وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية وأدى الى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط