Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"مطاريد" السينما من نجوم الغناء العربي

تامر حسني وزياد برجي استثناء مميز في مصر ولبنان  

المطرب المصري تامر حسني خلال حفل غنائي له في الأردن (أ ف ب)

ملخص

مشاريع سينمائية لنجوم الغناء العربي انتهت بالفشل والقائمة تحمل أسماء صادمة فما سر نجاح تامر حسني وزياد برجي؟

على خطى فناني الزمن الجميل، لم يكذب المطربون الحاليون خبراً وسارعوا إلى اقتحام عالم السينما لكي يخلد التاريخ اسمهم ولكسب جمهور إضافي إلى شرائح معجبيهم الأساسية كمغنين، ولكنهم لم يصمدوا طويلاً وفشلوا فشلاً ذريعاً بعدما قدموا مجموعة من الأفلام لم تلقَ قبولاً وأجبروا على الانسحاب على رغم نجوميتهم الكبيرة في تخصصهم.

تامر حسني هو المغني المصري الوحيد الذي تألق سينمائياً ونجح في الجمع بين الغناء والتمثيل، أما في لبنان فيبرز اسم زياد برجي الذي بدأ من خلال الدراما التلفزيونية قبل أن ينقل نشاطه التمثيلي إلى السينما، وحقق قبله وليد توفيق نجومية سينمائية كبيرة جعلت منه نجماً عربياً بامتياز بعدما قدم للسينما 15 فيلماً ناجحاً إلى أن قرر الانسحاب مع انتشار موجة أفلام المقاولات في مصر، فما الأسباب التي تقف وراء رفض السينما لمعظم نجوم الغناء العربي؟

يرى الفنان وليد توفيق صاحب التجربة السينمائية الرائدة أن السينما سلاح ذو حدين وفشل المطرب في التمثيل ينعكس سلباً على نجاحه كمغنٍّ، مضيفاً "هذا الأمر حصل مع مطربين يملكون خامات صوتية جميلة جداً من بينهم سعد عبدالوهاب وكارم محمود لأن المطرب الذي لا يتمتع بالكاريزما السينمائية والقبول أمام الكاميرا لن ينجح في السينما أبداً، ويختلف الوضع في الفيديو كليب لأن ظهوره في الأغنية المصورة لا يتعدى ثلاث أو أربع دقائق".

أضاف، "لذلك فإن معظم الفنانين يخافون الإقدام على تجربة التمثيل في السينما وأنا كنت قد اقترحت على مجموعة من المطربات اللبنانيات مشاركتي في أعمالي السينمائية إلا أنهنّ رفضن جميعاً خوفاً من الكاميرا السينمائية. في الكليب يمكن القيام بالمونتاج والاستعانة برقصة من هنا وتفاصيل جمالية من هناك ولكن المشهد السينمائي يحتاج إلى تركيز كبير لكي يصل إلى قلوب الناس".

ويرى توفيق أن الكاريزما أهم صفة يجب أن تتوافر في المطرب الذي يرغب في خوض تجربة التمثيل السينمائي وتتطلب كذلك "صبراً وتضحية لأن مردودها المادي كان محدوداً في زمنه لكن الوضع تغير اليوم"، ويشير إلى "أن تامر حسني نجح فيها لأنه يملك الكاريزما، وكذلك نجح محمد فؤاد ولكنني لا أعرف ما هي الظروف التي أبعدته عنها. أما في لبنان، فإن زياد برجي هو المطرب الوحيد الذي نجح في السينما وهو يعجبني كثيراً لأنه يتمتع بحضور محبب وخفة دم على المسرح كما في السينما، لأن الشاشة لا تتحمل ثقيل الدم مهما كان جميلاً، وأرى في جوزف عطية مشروع نجم سينمائي وكذلك سعد لمجرد".

 

 

وعما إذا كان الغناء في الأفلام شرطاً أساسياً بالنسبة إلى المطرب الذي يخوض تجربة التمثيل السينمائي، يوضح أنه رفض عدداً من الأفلام لأنه طلب منه أن يمثل فقط.

وقال، "لا أعرف ما هو موقف غيري من المطربين حيال هذا الموضوع لكنني لا أحبذه على الإطلاق لأنني عندما أدخل إلى السينما لمشاهدة فيلم لمطرب معين فلأنني أحب صوته وأغانيه، ولكن ليس بالضرورة أن يقوم بدور المطرب لأن هدفه من التمثيل هو خدمة مشروعه الغنائي، وهذا ما فعلته أنا شخصياً، لكنني ما لبثت أن هربت من السينما بسبب انتشار أفلام المقاولات ومحاولة المنتجين استغلال اسمي في أفلام دون المستوى، خصوصاً أنني صنعت اسماً نظيفاً فيها".

وعن سبب فشل عمرو دياب في السينما على رغم الكاريزما العالية التي يتمتع بها، أوضح توفيق "هو قدم للسينما أربعة أفلام فاشلة. عمرو دياب يملك كاريزما كبيرة على المسرح، لكنه لا يملكها في السينما. غنائياً وموسيقياً هو الأهم والسباق ولكن على المسرح تشكل الأغنية 50 في المئة من الكاريزما والـ 50 في المئة الباقية هي للمغني بينما مطلوب منه في السينما أن يؤدي دوراً معيناً وأن يكون صادقاً بما يقدمه وحتى هاني شاكر خاض تجارب سينمائية عدة ولكنه لم يحقق النجاح فيها".

السينما قديماً

المخرج سعيد الماروق الذي برز اسمه في عالم الفيديو كليب انتقل في مرحلة لاحقة إلى السينما وتعامل مع زياد برجي وتامر حسني سينمائياً ويركز حالياً على إخراج دراما المنصات، لكنه يعيد سبب نجاح مطرب دون سواه في السينما لعامل الإبهار.

وهنا قال، "في زمن الفيديو كليب برز المطربون بشكل كبير، لكن زخم الإنتاج في فيلم مدته ساعة ونصف الساعة لا يضاهي زخم الخمس دقائق، وأقصد بكلامي عامل الإبهار، والجمهور الذي يشاهد هؤلاء المطربين في الفيديو كليب بطريقة معينة يجدهم مختلفين تماماً في السينما، بينما في الماضي كانت هناك السينما فقط وكانت تشكل المقياس الوحيد للنجاح أو الفشل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن الماروق أبدى اعتراضه على المطربين الذين انسحبوا من السينما بسبب تجاربهم الفاشلة فيها "كان الأجدى أن يقاتلوا وأن يكملوا مشوارهم لأن الجمهور بطبيعته لن يتقبلهم كممثلين في النصف الساعة الأولى من الفيلم لأنهم يطلون على الشاشة الكبيرة بصورة مختلفة عن تلك المطبوعة في عقله الباطني وبعد مرور هذه النصف ساعة يقتنع بهم، وإذا كانت أفلامهم لم تحقق إيرادات فلأن المشروع يكون فاشلاً بحد ذاته وليس لأنهم هم السبب".

وقال "لذلك يجب أن يكون خيار المطرب ذكياً ومدروساً جداً لأن جمهوره السينمائي ليس هو نفسه جمهوره الأساسي، ومن هنا تكون المسؤولية الملقاة على عاتقه أكبر والمهمة أصعب لأنه في حال لم يقصد جمهوره الأساسي السينما لمشاهدة فيلمه يصبح مقياس الفشل والنجاح أكبر". 

إدارة الموهبة

في المقابل يوافق الصحافي والناقد المصري مصطفى القياس على أن تامر حسني تميز في تجربته السينمائية دون سائر المطربين الحاليين، معدداً العوامل التي تقف وراء نجاحه "هو ذكي يعرف كيف يوظف موهبته الفنية ويعمل بطريقة الـ’وان مان شو‘، فهو منتج أفلامه الأخيرة كما أوجد لنفسه سوقاً في الخليج وحقق أرقاماً قياسياً على مستوى الإيرادات وشباك التذاكر عدا عن أنه كتب أربعة أفلام وأخرج فيلم ’ليه خلتني أحبك‘".

أضاف "تامر بدأ في السينما عام 2004 من خلال فيلم ’حالة حب‘ وهو ليس فيلماً سطحياً بل من الأفلام المهمة في الأعوام الـ20 الأخيرة، وكان محاطاً حينها بمجموعة من النجوم وكبار المخرجين والكتاب، وعندما أثبت نفسه كممثل اتجه للعمل بطريقة الـ’وان مان شو‘ وكانت البداية مع فيلم ’عمر وسلمى‘ الذي شكل طفرة فنية كبيرة له وتمكن من الاستمرار حتى اليوم لأنه فنان موهوب وصاحب مشروع غنائي تمثيلي متكامل".

وقال إن تامر حسني "يتميز بشخصية ظريفة وهو متجدد في أفكار أفلامه وآخرها فيلم تاج الذي يعتبر أول ’سوبر هيرو‘ في السينما المصرية ويضم رصيده حتى اليوم 15 فيلماً، وكذلك وقع على ثلاثة أفلام للعامين المقبلين ويعتبر أهم مطرب مصري في السينما خلال الأعوام الـ20 الأخيرة".

 

 

مصطفى القياس تحدث أيضاً عن التجارب السينمائية للمطربين المصريين معيداً سبب فشلها لافتقادهم إلى فن إدارة الموهبة الذي يتمتع به تامر حسني، وأوضح أن "عمرو دياب لم يحقق أي نجاح في السينما لأنه ممثل غير جيد ولذلك ابتعد بعد أربع تجارب فاشلة مع أنه كان محاطاً بكوكبة من النجوم، أما محمد فؤاد فحقق طفرة غنائية تمثيلية في التسعينيات من خلال ’أميركا شيكا بيكا‘ و’إسماعيلية رايح جاي‘ و’صعيدي في الجامعة الأميركية‘ و’رحلة حب‘ وغيرها وانتهى مشواره السينمائي بفيلم ’غاوي حب‘ عام 2005 بسبب التغييرات التي طرأت على سوق السينما والظروف الإنتاجية عدا عن أنه بطيء ويغيب لفترة طويلة بين العمل والآخر".

وكذلك لم يتمكن مصطفى قمر من الاستمرار لظروف إنتاجية ولاختلاف معايير السوق وازدياد الطلب على أفلام الأكشن التي لم يستطع كما محمد فؤاد مجاراتها مع أنه حاول العودة أخيراً لكن تجاربه لم تكن موفقة، وفق القياس.

وأخيراً بالنسبة إلى الفنان المصري الراحل عامر منيب فتوقع له الجميع مستقبلاً سينمائياً باهراً حتى إن تامر حسني يعتمد أسلوبه لكنه رحل في سن مبكرة، بينما ركز حمادة هلال على الدراما التلفزيونية لأن نجاحه فيها طغى على نجاحه في السينما.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة