Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رحيل نجاح سلام... اللبنانية التي وزعت صوتها على كل العرب

ودعت الحياة عن 92 سنة بعد رحلة طويلة من العطاء الفني

بدأت نجاح سلام مشوارها السينمائي في مصر عام 1952 (مواقع التواصل)

ملخص

في عام 1952 قررت الإقامة في القاهرة والانطلاق سينمائياً واشتهرت بأغانيها الوطنية وقدمت أعمالاً في حب مصر وسوريا والجزائر وتونس ومنحها الرئيس اللبناني إلياس الهراوي وسام الاستحقاق من رتبة فارس.

عن عمر 92 سنة، رحلت الفنانة نجاح سلام بعد مشوار فني حافل بالعطاء امتد لنحو 50 عاماً برزت خلاله كمطربة وممثلة ومنتجة لأفلامها اللبنانية مع زوجها محمد سلمان، إلى أن قررت ارتداء الحجاب عام 1998 لكنها لم تعلن اعتزالها، بل ابتعدت من تقديم الأغاني العاطفية والرومانسية واكتفت بطرح الأغاني الدينية والموشحات والابتهالات.

أمضت سلام سنوات عمرها الأخيرة في منزلها في لبنان كما تنقلت بين الكويت حيث تقيم ابنتها ريم، وبين مصر حيث تقيم ابنتها سمر زوجة الملحن أمجد عطافي.

ولدت نجاح سلام في بيروت، وكان جدها مفتي لبنان الشيخ عبدالرحمن سلام ووالدها الملحن وعازف العود محيي الدين سلام. تزوجت مرتين، الأولى من الأستاذ الجامعي سلمان سعد، والثانية من المخرج محمد سلمان الذي أنجبت منه ابنتيها سمر وريم. 

دعم الوالد

كان والدها أول الداعمين والمشجعين لها، فلم تعتمد على صوتها الشجي وحسب بل ثقلت موهبتها بالمعرفة الغنائية وكان هو مصدرها، فهو الذي أشرف على نشأتها الفنية وعلمها أصول الغناء، فإلى جانب كونه ملحناً وعازف عود، كان مؤسس الدائرة الموسيقية في الإذاعة اللبنانية آنذاك، والمشرف على اختيار الأصوات.

عرف عنها قولها "الكلام فوضى والغناء نظام" واشتهرت باحترامها لفنها وجمهورها، ونوعت في غنائها، فقدمت الأغاني الشعبية البسيطة، مثل "برهوم حاكيني"، و"رقة حسنك وسمارك" و"ميل يا غزيل" وغيرها، بأسلوب يماثل الجدية التي غنت بها أغانيها المبرزة لقدراتها الصوتية كـ "عايز جواباتك"، و"يا أغلى اسم في الوجود" و"أنا النيل مقبرة للغزاة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتعد سلام علامة فنية فارقة في لبنان والوطن العربي وأسهمت في نشر الأغنية اللبنانية الأصيلة، كما غنت من ألحان كبار الملحنين من بينهم رياض السنباطي ومحمد عبدالوهاب.

يضم رصيدها الغنائي أكثر من 3 آلاف أغنية منوعة بين الدينية والعاطفية والوطنية، وبدأت مشوارها منذ طفولتها، من خلال المشاركة في الحفلات المدرسية قبل أن تنطلق رحلتها الفنية إلى مصر عام 1949 وسجلت أول أغانيها "حول يا غنام" من كلمات وألحان إيلي المتنبي، ثم أغنية "يا جارحة قلبي" من كلمات وألحان سامي الصيداوي. وبفضل النجاح الكبير الذي حققته هاتان الأغنيتان انهالت عليها العروض وقدمت الحفلات على أهم المسارح في الوطن العربي، وسجلت عام 1950 "على مسرحك يا دنيا" وهي أول أغنية لها في الإذاعة اللبنانية من كلمات سامي الصيداوي وألحان إيلي المتني.

سلام والسينما  

عام 1952 قررت الإقامة في مصر والانطلاق سينمائياً وكان أول فيلم شاركت فيه "على كيفك" للمخرج حلمي رفلة، الذي جمع نخبة من نجوم مصر، من بينهم ليلى فوزي وتحية كاريوكا ومحسن سرحان، ثم شاركت الممثل الكوميدي إسماعيل ياسين بطولة فيلم "الدنيا لما تضحك"، وكررت تجربتها معه في "دستة مناديل" ثم "السعد وعد"، و"الكمساريات الفاتنات".

 

وفي عام 1960 اتجهت نحو الأعمال التاريخية من خلال فيلم "عنتر يغزو الصحراء" للمخرج نيازي مصطفى، كما شاركت في العام نفسه في فيلم "في قلبها نار"، وفي عام 1962 في الفيلم الاستعراضي "مرحباً أيها الحب" إلى جانب سامية جمال وعبدالسلام النابلسي، واجتمعت بعده مع فهد بلان في الفيلم الكوميدي الموسيقي "يا سلام عالحب" كما قدمت في العام نفسه (سر الهاوية) للمخرج حسام الدين مصطفى إلى جانب سعاد حسني وشكري سرحان وكمال الشناوي، وحلت عام 1964 ضيفة شرف في فيلم "أنت عمري" من بطولة جاكلين وعبدالسلام نابلسي، وكان آخر أفلامها "الشيطان" عام 1969 إلى جانب سهير زكي وفرج العربي وهو من إخراج محمد سلمان.

تلفزيونياً، شاركت في تجربة درامية وحيدة عام 1976 من خلال مسلسل (أنا إنت) إلى جانب فهد بلان وليلى حكيم وإلياس رزق.

أعمالها الوطنية

شكلت مع رفيق دربها وزوجها الفنان الشامل محمد سلمان ثنائياً فنياً ووطنياً بعد أن قدم "لبيك يا علم العروبة" التي كانت حدثاً فنياً أثناء العدوان الثلاثي على مصر، ثم توالت الأعمال الوطنية وغنت (أنا النيل مقبرة للغزاة) للشاعر محمود أحمد إسماعيل والموسيقار رياض السنباطي الذي كان يرى في صوتها ملاذه للأعمال الضخمة، كما غنت لمصر أيضاً "يا أغلى اسم في الوجود"، كذلك غنت لتونس والجزائر "محلى الغناء بعد الرصاص" وهي من كلمات الشاعر صلاح جاهين وألحان محمد الموجي، وشاركت محمد جمال في أغنية "سوريا حبيبتي" وهي من كلمات وألحان زوجها محمد سلمان، وغنت للبنان (لبنان درة الشرق).

جوائز وتكريمات

منحها الرئيس اللبناني إلياس الهراوي وسام الاستحقاق من رتبة فارس، وحصلت عام 1955 على جائزة الأوسكار من جمعية تكريم عمالقة الفن العربي في الولايات المتحدة الأميركية، وعام 1974 كرمتها مصر ومنحتها الجنسية المصرية.

اقرأ المزيد

المزيد من فنون