Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الكلاب تعاني من معاملتها كآلات لضخ المال... فيما يستخدمها آخرون كـ إكسسوارات

العناية بالكلاب أصعب من الأطفال 

لم تعد تربية الكلاب و العناية بها حكرا على المجتمعات الغربية المترفة (أ.ب) 

تحظى الكلاب بشعبية كبيرة في مكان سكني، لدرجة أنني إذا رأيتُ شخصاً خارج منزله من دون كلبه، أتساءل مالذي يفعله بالضبط. فهذه بريطانيا... بلد كلاب بُلدُغ (Bull dog) وكل أنواع الكلاب من البيغل إلى اللارتشر و الكلاب الشهيرة مثل غرايفريارز بوبي  إلى بيترا  وغولدي و شيب.

ولكن إذا كنتم تعتقدون أن شعبية هذا الكائن الذي يُعد أفضل صديق للإنسان قد وصلت أوجها منذ زمن بعيد، فقد تستغربون عندما تعلمون أن الطلب على "كلاب المشاهير"  ازداد أخيراً. وكما هو الحال دائماً، فإن الطلب يوفر فرصة لأحدهم لكسب بعض المال، والفرص تجلب فرصاً أخرى وتجتذب أيضاً انتهازيين مجردين من المبادئ الأخلاقية كي يستغلوها.

النتيجة المحزنة ،ولكن المتوقعة تماماً ، لهذا كله، هي أن عدد البلاغات عن مزارع الجراء غير القانونية تضاعف خمس مرات خلال السنوات العشر الماضية. ربما لعبت زيادة الوعي بشأن هذه القضية دوراً في ارتفاع عدد التقارير، ولكن هناك دور أيضاً للموضة الرائجة حديثاً المتمثلة باقتناء بعض سلالات الكلاب كنوع من الزينة  أو إكسسوارت المشاهير. لنتأمل كلاب بَغ (Pug) مثلاً. في وقت من الأوقات كان كلب بَغ الوحيد الذي يعرفه الجميع هو "ليتل ويلي".  فهو كان الرفيق الدائم للأرملة إثيل سكينر، في مسلسل "إيست إندرز" التلفزيوني الشهير، التي كنا نراها تهيم في ساحة ألبرت سكوير وهي ممسكة بـويلي المرتبك على الدوام. وحينها لم يشترِ أحد  كلب بَغ لأن إيثيل كانت تقتني واحداً.

وبقفزة سريعة إلى الأمام لعقود عدة من الزمن، سنجد أمثال دان تي دي إم  DanTDM وهو مدوّن شاب وسيم على يوتيوب، يلعب ألعاب الفيديو طوال اليوم بهدف ترفيه الأطفال الذين يستمتعون بمشاهدته. في منزلنا، نحب أن نتابع دان وهو  يحب كلاب البَغ، وبالطبع فإن جمهوره من المعجبين الصغار يحب الكلاب كذلك. ، كان شغلي الشاغل لفترة من الوقت هو أن أشرح بطريقة لطيفة لابني الصغير أنه لا يستطيع امتلاك كلب بَغ لمجرد أن لدى دان واحداً.

 إلى جانب كلاب بَغ، حظيت كلاب بُلدغ الفرنسية وداشهُند بأهمية كبيرة في السنوات الأخيرة. هكذا دفعت إحدى صديقاتي، التي تحب الكلاب، مبلغ 3500 جنيه استرليني ثمناً لبلدغ فرنسي اشترته لنفسها من مربي كلاب له سمعة جيدة.  لكن مع وجود الكثير من الباحثين عن "صفقة"، هل يمكنكم أن تتخيلوا مقدار الربح الذي يمكن أن يجنيه  شخص يربي جراء من دون أن يكون مُسجَّلاً بشكل قانوني؟ لاشك أن مبالغ كبيرة تُدفع في سياق هذه التجارة غير المشروعة، بينما تقضي هذه الكائنات التي تعد الأذكى بين الحيوانات حياتها حبيسة صناديق مغلقة كي تتكاثر مرة تلو الأخرى إلى أن يتم التخلص من تلك الأم المهيضة والمرهقة في نهاية المطاف.

إذا اقتنيت كلباً في يوم من الأيام أو عرفت واحداً، ستدرك أنها مخلوقات محببة، حيوانات اجتماعية للغاية تحتاج إلى العناق، والثناء، والنشاط البدني، واللعب معها ومناداتها على الأقل سبع مرات في الساعة بأسخف طبقة صوت يمكنك استخدامها.  إنها ليست آلات، وعلى الرغم من أن بعض مزارع الجراء المسجلة ليست غير قانونية، إلا أن ذلك بصراحة لايعني الكثير بالنسبة لي. فالكلاب لاتزال تُعامل وكأنها مضخات للمال فقط، بغض النظر عن سعادتها التي تحل بالمرتبة الثانية بعد الربح الذي تدره.

أستطيع أن أتوقع سلفاً أن بعضكم سيغضب بسبب عدم إدانتي الصريحة لشراء الجراء ذات النسب المعروف. أستطيع سماعكم تصرخون "تبنيّ كلباً بدل أن تشتريه"، وأنا أفهم ذلك، لكنني لا أعتقد أن الأمر بهذه البساطة.

على سبيل المثال، من الصعب جداً العثور على كلب إنقاذ مناسب إذا كان لديك أطفال أعمارهم دون الـ 12 عاماً. بالطبع، لو كنا في عالم مثالي، فإن كل كلب إنقاذ سيجد منزلاً دافئاً يحتضنه قبل أن يتمكن التجار من مربي الكلاب  حتى من إلقاء نظرة عليه. لكن الواقع هو أن معرفة سلالة حيوانك الأليف ونسبه قد ترفع منسوب القدرة على التنبؤ بمزاجه، وهو عامل بالغ الأهمية بالنسبة لكلب سيعيش مع أطفال صغار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كانت هناك قفزة كبيرة في المعركة ضد المعاملة الوحشية للحيوانات هذا العام بفضل جهود آنا تيرلي، النائبة عن منطقة ريدكار، التي دفعتها الإساءة الفظيعة التي تعرض لها كلب بُلدغ يدعى بيبي إلى اقتراح  مشروع قانون جديد قد يؤدي إلى سجن المتورطين باستغلال الحيوانات لمدة خمس سنوات، في حين كان بإمكانهم أن ينجوا بجلدهم في السابق دون عقاب يُذكر. إنها خطوة للأمام، لكن هناك الكثير مما يمكننا القيام به. إن حظر مزارع الجراء، وإعطاء السلطات المواردَ اللازمة لإنفاذ القوانين القائمة للتو، هي كلها خطوات أساسية نحو الأمام.

في هذه الأثناء، نحتاج إلى معالجة بعض الروايات الرائجة حول الكلاب. سأعترف بملء إرادتي أنني قبل أن أحصل على كلبي الخاص، لم أفهم أن الكلاب متطلبون مثل الناس، إن لم يكن أكثر من ذلك. عندما كانت كلبتي ما زالت جروة ، حاولت تدريبها على النوم في المطبخ. بكتْ، وبالتالي نمتُ في الليلة الأولى على أرضية المطبخ إلى جانبها. وفي الليلة الثانية والثالثة.

بقيت أنام معها في المطبخ ثلاثة أسابيع ، إلى أن أدركتُ في النهاية أنه بدلاً من ذلك كان من الأسهل بكثير اصطحابها  إلى سريري وتركها تتدرب على القفز فوق رأسي هناك. وهاهي الآن، وقد أصبحتْ أكبر سناً وتشعر بطمأنينة أكثر، تنام بسعادة من تلقاء نفسها. لكن صدقوني، من الصعب حقاً أن تحافظ على مشاعر الحب تجاه الجراء مهما كانت رقيقة أو لطيفة عندما تتركك مرهقاً لدرجة أنك تصبح متبلد الإحساس تماماً .

حذرني الناس من أن الكلاب "صعبة حقاً مثل إنجاب الأطفال"، لكنها ليست كذلك. إنها أصعب. فالأطفال لايجدون حفاضاً قذراً في المنتزه ثم يهربون به للاختباء منك بين الشجيرات كي يأكلوا ما بداخله، وحتى لو فعلوا ذلك، فإن العثور عليهم أسهل بكثير. إذا كان عليك الخروج لفترة قصيرة خلال اليوم، فلن يجلس الأطفال أمام الباب الأمامي، وهم يتحرقون لرؤيتك ترجع للداخل. لا يعيد الأطفال ترتيب ملابسك المغسولة بشكل غريب، ولا ياكلون جواربك، وبالعموم لا يطلقون الغازات ذات الرائحة الواخزة لدرجة أن عليك إيقاف السيارة لتهويتها.

ومع ذلك، نحن نحب كلبتنا بشكل يتجاوز الوصف. كل ما أريد قوله هو إن لم تكن مستعداً قبول فكرة أن الكلب هو فرد كامل من أفراد الأسرة له متطلبات مستمرة وصعبة لا يمكنك ببساطة تجاهلها، أرجوك، أن تصرف النظر عن اقتناء كلب.  وإذا كنت متأكداً من قدرتك على التعامل معها، فلا تلجأ أبداً إلى مزرعة جراء للحصول على أحدها.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء