Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النساء جنبا إلى جنب مع الرجال في تظاهرات السويداء

ترفع المرأة إلى جانب الرجل لافتات المطالبة بالتغيير السياسي وتحسين الواقع المعيش

توجد المتظاهرات بشكل مستمر في الاحتجاجات الأخيرة في السويداء (رويترز)

ملخص

لا يبدو أن وقف التظاهر والتراجع عنه خيار مطروح في السويداء

تقترب الاحتجاجات الشعبية في السويداء السورية من إكمال شهرها الأول في ساحات المدينة وبلداتها وقراها ذات الغالبية الدرزية في أقصى جنوب سوريا، ويصر ناشطون ومراقبون على أن تظاهرات السويداء أعادت إلى تلك الاحتجاجات السلمية "الحضارية" رونقها وانبعاثها من جديد عبر "انتفاضة السويداء" الشعبية.

وباتت صورة المرأة المتظاهرة داخل صفوف المحتجين أساسية إلى جانب الشباب والكهول في ساحة "الكرامة" أو ساحة "السير" (سابقاً) وسط مدينة السويداء أو أمام مرقد الزعيم الدرزي سلطان باشا الأطرش في بلدة القريا أو في بلدات وقرى المحافظة.

وترفع النساء إلى جانب الرجال لافتات المطالبة بالتغيير السياسي وتحسين الواقع المعيش في البلاد وإنهاء النظام الحالي، والانتقال إلى مرحلة جديدة عبر تطبيق القرار الأممي الخاص بالنزاع السوري رقم 2254.

واجب مشاركة النساء

وترى نساء مشاركات في هذه التظاهرات أن الواجب يحتم عليهن الوجود في الساحات جراء الظروف الحالية، وتقول براءة نعيم الخمسينية المشاركة في التظاهرات من دون دعوة من أحد "الثورة تنبع من الوجدان، ومن الحاجة الشخصية لكل منا، وعلى هذا الأساس نرى الحالة الجمعية متمثلة بكل فرد منا"، لكن هذا الوعي في المشاركة لم يتأت من فراغ "فكثير من المنظمات ذات الطابع المدني في السويداء لها دور سابق في توعية المرأة"، إلا أن تلك المنظمات لا تطلب من النساء المشاركة في الاحتجاجات بشكل مباشر بل دورها التوعوي يدفع بهن إلى المشاركة.

وترى المرأة الدرزية أنها استطاعت تحقيق الوجود مع الرجل في مجالات الاقتصاد والسياسة والعمل "فهي سيدة مجتمع ومحققة معظم أهدافها ولا يكتمل حضورها إلا بحضور الرجل، وأن هذا الحضور يوحد صوتهن مع الرجال وتكمل بها لوحة المطالبة بالحرية الكاملة للبلاد".

وخلال شهر من التظاهرات شهدت ساحات السويداء ظهوراً متدرجاً للمرأة لا سيما في المناطق الريفية منها "كان خجولاً في البداية"، لكن أياماً قليلة كانت كفيلة بكسر حاجز الخجل "وأصبحت المرأة موجودة بحرية وشجاعة وقوة، مستندة إلى أسلافها وجداتها من النساء اللاتي شاركن إلى جانب الثوار في الثورة السورية الكبرى ضد الفرنسيين" بحسب الناشطة نعيم.

المرأة في تنظيم التظاهر

على رغم عفوية مشاركة براءة من دون انتظار دعوات من جهات منظمة، فإن تظاهرات السويداء تنسق تنظيمها لجان خاصة بتحديد شكل التظاهرات وأماكنها وتتحكم في تفاصيلها في الساحات، لا سيما في ساحة "الكرامة" وسط المدينة التي يختصر المتظاهرون تسميتها بـ"الساحة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتقول إحدى السيدات المشاركات في تنظيم التظاهرات إن التظاهرات الأخيرة ليست بجديدة في السويداء "على رغم غنى البلاد، هناك فشل سياسي بسبب النظام الذي عليه أن يرحل". وتضيف أن السوريين يستحقون نظاماً سياسياً يعمل لصالح البلد "لا أن يحوله إلى ملك خاص ومزرعة خاصة أو يمنح أجزاء منه لحلفائه الخارجيين".

قوية ولافتة

وتتابع هذه الناشطة أن مشاركة زميلاتها من النساء في التظاهرات "قوية ولافتة جداً، لدرجة أنه في حال انسحاب النساء من الساحة فإن الحراك سينتهي".

لا عودة إلى الوراء

ولا يبدو أن وقف التظاهر والتراجع عنه خيار مطروح في السويداء "فهذه المرة بات الجميع مطلوباً للأمن السوري، وليس بالإمكان مغادرة المدينة أو الذهاب إلى دمشق خوفاً من الاعتقال، ولا مجال للتراجع". وتضيف هذه الناشطة أنه لم يعد بمقدور طلاب السويداء الذهاب إلى جامعاتهم في العاصمة خوفاً من الاعتقال، ومن بقي في السويداء أصبح في منطقة مغلقة "ولا سبيل لديه سوى إكمال الاحتجاج حتى النهاية إلى جانب رغبتنا الأصيلة في التغيير وإنهاء النظام الحالي بكل تفاصيله ورموزه".

ثورة الجياع

وتتحدث العضو في لجنة تنظيم تظاهرات السويداء عن أن السكان يعانون الفقر بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، "فلولا المغتربون سيموت أهل السويداء من الجوع، لذلك، نعم ما نقوم به هو ثورة جياع حقيقية".

وثمة صعوبات وأخطار كبيرة تترصد النساء المشاركات في التظاهرات، ولا سيما احتمال تدخل قوى الأمن وقمع التظاهرات، أو عسكرة الحراك، لكن للمرأة في مجتمع السويداء مكانة خاصة "فلا مجال لإهانة المرأة في مجتمعنا، والرجال سيستنفرون من أجل كرامتهن في حال تعرضهن لأي إهانة".

وتختم الناشطة مؤكدة "ألا رجعة عن هذا الحراك، والعودة عنه تعني الموت والدمار لكل المحافظة".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات