Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من جديد... مقتدى الصدر يرد الكوارث إلى "الغضب الإلهي"

رأى أن "ذنب ليبيا غير مغفور" في إشارة إلى "تورطها" في قضية اختفاء موسى الصدر

دعا الصدر إلى الإكثار من الاستغفار والصيام والصدقات والطاعات (أ ف ب)

ملخص

كتب الصدر منشوراً على موقع "إكس" قائلاً، إن "سخط الله على أهل الأرض ما زال مستمراً، فقد كثرت الزلازل والفيضانات والأعاصير والأوبئة والحروب بسبب الذنوب والشذوذ والخنوع والفساد"

عاد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى ربط الكوارث الطبيعية والحروب التي تحصل في العالم بما أسماها "الذنوب والشذود والخنوع والفساد" في تعليقه على الزلزال الذي ضرب المغرب والفيضانات التي شهدتها ليبيا خلال الأيام القليلة الماضية.

ولم تكن هذه المرة الأولى للصدر في ربط الكوارث الطبيعية بقضايا دينية وروحية، فقد عزا الزلزال الذي ضرب تركيا في فبراير (شباط) الماضي إلى ما أسماه "الغضب الإلهي" الذي جاء نتيجة "المواقف الخجولة للدول العربية والإسلامية تجاه حرق القرآن وعدم اتخاذ مواقف تصعيدية دبلوماسية ضد الدول الغربية التي سمحت بحرق الكتب السماوية".

الفساد وغيره

وفي منشور له على موقع "إكس" عقب حدوث الكوارث الطبيعة الأخيرة، كتب إن "سخط الله على أهل الأرض ما زال مستمراً، فقد كثرت الزلازل والفيضانات والأعاصير والأوبئة والحروب بسبب الذنوب والشذوذ والخنوع والفساد".

ودعا الجميع إلى اتقاء الله والإكثار من الاستغفار والصيام والصدقات والطاعات باعتبار أن هذا ليس حكراً على دين دون آخر، معتبراً أن ما أسماه "البلاء" قد عم، ولكن "ما هو مطلوب من المسلمين أكثر من غيرهم ومن العراقيين بصورة مشددة، قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله يومئذ يصدعون. غفرانك ربنا وإليك المصير".

اختطاف موسى الصدر

وفي ما يتعلق بفيضانات ليبيا، رأى الصدر أن "ذنب ليبيا غير مغفور في عدم الكشف عن مصير سيد المقاومة العربية اللبنانية السيد المغيب موسى الصدر"، في إشارة إلى "تورطها" في اختفاء رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى موسى الصدر، الذي زار ليبيا واختفى هناك.

واعتبر الصدر "أن تعليل تلك الكوارث بتحليلات علمية كتحرك صفائح الأرض أو التغير المناخي، وإن قلنا بصحتها، فإنها لا تتعارض مع كونها سماوية إلهية، فمن ذا حرك الصفائح ومن ذا غير المناخ؟".

يتناغم مع جمهوره

ويرى الباحث في الشأن السياسي علي بيدر أن "ما طرحه الصدر قد يتناغم مع جمهوره كونه شخصية دينية"، فيما أشار إلى أن طروحاته قد تخلق أزمة مع دول المغرب العربي.

وقال البيدر "الصدر باعتباره شخصية دينية لا يمكن له أن ينظر إلى الأمور خارج هذا المنظار، وقد تتناغم مواقفه مع جمهوره وهو يريد أن يحشد الرأي العام باتجاهات معينة، الأمر الذي يجعله يطلق هذه التفسيرات التي ممكن أن تتعلق بجانب ديني أكثر ما تكون قريبة من التفاصيل العلمية"، مبيناً أن هذه الطروحات الصدرية تبقى طروحات مواقف شخصية قد تلاقي الاعتراف بها، كما أن هناك من يتحفظ عليها أو يعارضها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

غير مقنعة

وأوضح أن القراءات الدينية للأحداث لا يمكن الاقتناع بها خصوصاً أنها متعلقة بالظواهر الطبيعية الكبرى، وكان الأجدر أن يقدم الصدر التعازي ومن خلال رسائل التعازي يبعث عبارات تشجيعية وتحفيزية على الالتزام والعودة إلى الله وفق المنهاج الديني، مؤكداً أن طرح الموضوع بهذه طريقة قد يثير كثيراً من العناوين الشعبية والرسمية في تلك الدول وخلق أزمة سياسية ودبلوماسية.

وأشار البيدر إلى أن "المعروف في مثل هذه الحوادث أن تقدم المواساة والتعازي والعون لتلك الشعوب، وأن هذه الطروحات قد تفسر على أنها شماتة ضد تلك المجتمعات".

أزمة إقليمية

وحذر البيدر من أن "مثل هذه الطروحات قد تتسبب بأزمة إقليمية أو دولية، وقد تواجه برد فعل مستهجن من تلك الدول وشعوبها، وقد تخلق أزمة سياسية للعراق في هذه المرحلة"، لافتاً إلى أن "العراق يريد أن يعزز أواصر التواصل مع دول المغرب العربي، خصوصاً أن تلك العلاقات مرت بتحولات كبيرة منذ 2003 إلى يومنا هذا".

تفسيرات مختلفة

فيما يرى مدير مركز العراق للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل وجود فرق شاسع بين تفسيرات رجال الدين للظواهر الطبيعية والأوبئة وبين التفسيرات العلمية.

وقال "عندما انتشر وباء "كوفيد" عزا المرشد الإيراني علي الخامنئي وغيره من علماء، ما حصل إلى غضب من الله في عالم الغرب الكافر"، مبيناً أن "هذه الرؤية ترتبط برؤية أيديولوجية في النظر إلى الدين، لكون الكوارث الطبيعية والوبائية غضب الله على الكفار".

العلم بعيد

وأوضح فيصل أن هذه الفكرة ممكن أن يتفق فيها بعض المؤمنين مع هؤلاء العلماء، ولكن من الناحية العلمية فإن العلم بعيد من التفسيرات والتأويلات الدينية التي لا تنسجم مع القوانين العلمية للفيزياء وعلم الجيولوجيا وعلم الأوبئة، مؤكداً أن هناك فرقاً شاسعاً بين رؤية رجال الدين لهذه الكوارث والأوبئة وبين التفسير العلمي لتلك الظواهر التي تجتاح العالم.

وتابع فيصل أن حدوث الكوارث يجعل التحليلات العلمية تذهب في تفسير الزلازل والأعاصير والكوارث الطبيعية المختلفة والفيضانات والأوبئة، فيما يذهب الجيولوجيون في تفسير طبيعة الزلازل المختلفة وأسبابها، وكل حسب اختصاصه.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير